#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الإشهاد علـى الإيمـان
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين. يقول الشيخ النوري في (دار السلام) : ذات ليلة في النجف الأشرف قدم إلي رجل يدعى السيد محمد ، وهو فقيه ، ومن أخيار العلماء ، وطلب مني أن أعيره كتاب (مصباح الفقيه) للشيخ الطوسي ، قلت له : حباً وكرامة ، سآتيكم به غداً ليلاً إن شاء الله . وهكذا كان . وبعد مضي ليلة ، قد إلي قال : إن لي إليك حاجة أرجو أن يقضيها لي ، قلت : بكل سرور قال : هلا حضرت غداً صباحاً إلى بيتي بصحبة العلامة المرجع الكبير لتناول طعام الإفطار في بيتنا ؟ نقلت رغبته للمرحوم المرجع فوافق ، ولما وافيناه في صباح اليوم التالي ، وجدناه عنده إثنين من كبار العلماء وهما المرحوم الشيخ جواد النجفي والسيد محمد حسين الكاظميني ، مع اثنين من تلامذتهما وهكذا ، صرنا ستة أشخاص . بعد تناول طعام الإفطار ، ذهب صاحب البيت وأتى بكتاب (المصباح) للطوسي ، وهو كتاب في الدعاء ، ثم قال : أيها السادة أرجوكم أن تستمعوا لي ، هذه عقائدي ، فاشهدوا . يردف المرحوم الحاج النوري فيقول : أخذت ( المصباح ) منه وقرأت فيه ، ثم قلت : الإمام (ع) يقول حسب الرواية : أما أن يكون هذا القول صحيحاً وسليماً ، فليس مورد رواية . فانبرى الشيخ محمد التبريزي وقال بانكسار : لماذا تحول دون الخير ؟ لعلي أكون محلاً للرواية ! فقلت : حسناً ، أنت وما تعرف . ثم راح يعدد عقائده واحدةً واحدة وهو في غاية الضعف والانكسار وبلهجة استدرت دموع الحاضرين ، ثم قال : أما الآن فقد جاء دوركم لتقروا بالشهادة ، فشهد الحاضرون في المجلس بما رأوا وسمعوا . وفي المساء لقيته في صلاة الجماعة فأعطاني ( المصباح ) وقال : إليك أيضاً هذه الرسالة وأرجو أن يوقعها المرجع العلامة والآخرون . أخذت الرسالة منه ومررت بها على السادة ، واخذت تواقيعهم عليها ، وفي اللية التالية جاء أحدهم يخبرنا أن صاحبنا مريض لا يستطيع حضور الصلاة ، ورغب إلينا أن نعوده ، وفي اليوم التالي ذهبت مع المرجع العلامة لعيادته ولم يمض على ذلك أسبوع واحد ، حتى فارق الحياة رحمه الله . يقول الشيخ : إن ما يحيرني هو : كيف عرف بدنو أجله ! اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|