#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمدوآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم. يقال في الادبيات السياسيه ان المثقفين هم اول ضحايا الانظمه الدكتاتوريه واساليبها في قمع حريه الكلمه وتكميم الافواه، وتقييد الابداع لكن مع ذلك، فمن العدل ان يقال ايضا ان شرائح عديده من المثقفين يكونون سببا قويا في تغيير مسار الاوطان الطامحه للحريه والعداله، وفي غوايه الحاكم والانظمه ودفعها نحو مزيد من القمع والتيه! من المهم الاشاره الي ان مصطلح "المثقف" لا يقصد به فقط الادباء والشعراء والمفكرون، بل انه يشمل ايضا الساسه والفقهاء او علماء الدين الذين تجمعهم مع الاخرين صفه القدره علي التاثير الجماهيري، وكونهم بمثابه المناره التي تضيء -او هكذا يفترض- للتائهين طريق السير، وتجيب عن اسئلتهم الحائره وترشدهم الي طريق السلامه! خيانه المثقفين لرسالتهم الساميه ليست غريبه ولا هي جديده، فقد عاب القران الكريم في نهايه سوره "الشعراء" علي الشعراء (وهم مثقفو ذلك العصر) خيانتهم لدورهم، وحدد ثلاثه مظاهر لهذه الخيانه هي انهم يقولون ما لا يفعلون، وانهم في كل واد يهيمون، وانهم يصيرون سببا في افساد الناس وتحويلهم الي غثاء يتبعون صوت كل ناعق! ، والخيانه طبيعه معروفه لدي البشر، ولا يستثني من ذلك المثقفون ولا العلماء وان كانت خيانتهم اكثر بشاعه بحكم العلم والادب والفلسفه التي ينتسبون اليها. وفي الأخير عندما يصير الموت هو مصير التائهين يعترف كل واحد بأخطائه، وعندما يواجه المثقف بجريمته في خيانته أمانة الكلمة ".. الأرواح كلها في رقبتك" لحظة الموت المؤكد يقر المثقف بمسؤوليته عن المصيبة التي وقعت للجميع بمشورته الانتهازية ![]() اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
![]() |
|
|
|