#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين طيبة تلك النفس التي اجتهدت وجاهدت من أجل أن تستضيء بنور الإيمان وتتشرف بأن تكون من أهل البيت مع أنها بعيدة بيئةً ونشأةً ، نفس تدرجت بعزيمة لتنتقل من عبادة النيران إلى عبادة الله ، إنه التوفيق الإلهي الذي ساعدها على التغيير والخروج من ظلمة الجهل إلى نور عبادة الرب ، وركبت لأجل ذلك الصعاب ، نفس من عليها الله بالهداية وسهل لها أمر الوصول إلى معرفته بالصبر ، لتكن بعد ذاك في مصاف حواري وصي خير خلق الله ، نفس ذاقت مرارة العبودية بعد أن كانت مرموقة وذات مكانة بين أهلها وفي مجتمعها نعم حديثي اليوم عن تلك النفس التي كانت تسكن أصبهان وتعبد النيران ظاهرياً وتوحد الرحمن قلباً نعم إنها نفس سلمان الفارسي الذي نشأ في بيتٍ يدين للنار بأنها الإله ويتبرك بها في شئون الحياة ، أراد الله أن يُظهر له الصواب فكان له ذلك حينما أرسله والده للإشراف على أحدى مزارعه حيث مر في طريقه على كنيسة فدخلها ورأى أناساً يصلون فيها ويتعبدون فأُعجب بعبادتهم وسألهم عن عقيدتهم ومن هو معبودهم فأجابوه أنهم نصارى يعبدون الله على الطريقة المسيحية فبقي في الكنيسة إلى مغيب الشمس وقبل أن يغادرها سألهم عن أصل هذا الدين فأجابوه في الشام فعاد إلى البيت ونفسه تُحدثه بحلم جميل يقوده إلى مقر ذلك الدين الذي به يصل إلى عبادة الرب الجليل وحينما وصل وجد والده في انتظاره فحبسه جزاءاً له على التأخير والإنحياز عن عبادة الآباء والأجداد ، وحينما أراد الله له الفرج عمد إلى من يثق به بإرساله إلى الكنيسة ليعرف منهم عن موعد تحرك أول قافلة للشام ليكون في معيتها ، فجاءه الرسول بخبر القافلة ، وحينما اقترب الموعد أمر أحد العبيد بفك قيوده وخرج من بيته قاصداً القافلة مستبشراً بتحقيق الحلم الذي يراوده ، ليركب على اسم الله ويصل إلى الشام على بركة الله وبعد الوصول بدأ البحث عن زعيم الديانة النصرانية هناك فاستُدل عليه ليجده في صومعة في أعلى قمة جبل يشرف على الشام ، قابله وتحدث معه وعرفه بنفسه والأرض التي جاء منها فقبِله بعد ان ارتاح له ليبقى بجانبه فأخذ يتعلم منه ويخدمه وبقي معه لسنوات إلى أن قربت منيته قال له سلمان إلى من توكلني بعدك لأنهل منه المزيد عن هذا الدين الرشيد فدلاه على راهباً في أنطاكيا وطلب منه أن يدفع إليه لوحاً مخطوطاً ولما قضى أجله تابع سلمان ميسرة البحث عن شعاع النور ليصل إلى انطاكيا وسأل عن الراهب فاستدل على مكانه وحينما وصل سلم إليه اللوح وبقي معه لسنين حتى حان أجله طلب منه أن يوكله إلى من هو في مرتبته من القساوسة فأخبره عن راهب يعيش في الإسكندرية وأعطاه لوحاً وأمره بأن يسلمه إليه في حال وصوله ، وبعد أن مات الراهب جد سلمان في ركوب البحر ليصل إلى مأربه ، وحينما وصل سأل عن زعيم الديانة النصرانية هناك فاستدل عليه وحينما وصل ألقى عليه التحية ودفع إليه اللوح وبقي معه لسنوات حتى حان حينه فطلب منه سلمان أن يعلمه بخليفته فأجابه لم يبقَ أحداً بعدي يحمل رسالة نبي الله عيسى إلا أن الأرض أظلت نبياً في أرض الججاز هو خير الأنبياء وخاثم الرسل قد بشر به عيسى عليه السلام له علائم تعرفه من خلالها ألا وهي خاتم النبوة بين كتفيه ، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، وبعد أن أتم كلامه وقبل أن تفيض روحه دفع إليه اللوح وأمره بأن يدفعه إلى هذا النبي إن هو وُفق للإلتقاء به ، سار سلمان في قافلة قاصدة أرض الحجاز وفي الطريق انهال من فيها عليه بالضرب ثم باعوه كعبد على يهودي فلما سمع بقصته شدد عليه وبعد أن ضاق به باعه على إمرأة يهودية وبقي برهة من الزمن يعمل في بستانها وذات يوم وبينما هو يعمل في البستان إذ رأى سبعة رهط يمشون وغمامة تظللهم قال في نفسه والله لا أظن أن كل هؤلاء أنبياء إلا أني لا أشك بأن يكون بينهم نبياً ، ولما قربوا منه وجد واحداً منهم متميزاً بطلعته البهية وشعاع النور الذي يزهر من جبينه ، دخل رسول الله صلى الله عليه وآله ومن في معيته إلى البستان فاغتنم سلمان الفرصة ليتأكد من صدق مشاعره بأن من هو أمامه هو خاتم الأنبياء وسيد الرسل ، طلب من مولاته أن تهبه رطباً فلم تمانع لحبها له فأخذ طبقاً ووضع فيه رطباً من البستان وجاء به إلى حيث رسول الله صلى الله عليه وآله فوضعه بين يديه وقال هذه صدقة فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله من معه بالأكل وأمسك هو وواحد من أصحابه ، فظهرت له العلامة الأولة على نبوة هذا الإنسان ، ثم ذهب عاد بطبق ثانٍ وضعه بين يديرسول الله وقال هذه هدية فمد رسول الله صلى الله عليه وآله يديه وأكل منه هو ومن معه ، فظهرت لسلمان العلامة الثانية بقيت العلامة الثالثة كانت صعبة على سلمان الوصول إليها لكنه لم ييأس فصار وراء النبي وأخذ يحاول رؤية خاتم النبوة فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله أتريد أن ترى خاتم النبوة؟ ثم كشف له عن كتفيه فتجلى لسلمان فهوى على قدميه يقبلهما ، وأسلم على إثر ذلك على يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فأعتقه من الرق ليكون بجانبه ، فكان سلمان رضوان الله عليه من أجل الصحابة زهداً وعلماً وخُلُقَاً ، فاستحق لذلك الوسام العظيم من خير المرسلين حيث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله ( سلمان منا أهل البيت ) ليبقى ثابتاً على الولاء لوصي رسول الله ويصبح والياً له على المدائن في حكومته إلى أن حلت به المنية في مثل هذا اليوم لينال بعدها شرف الغسل والدفن من قبل إمام زمانه علي عليه السلام هذه نبذة مختصرة عن حياة سلمان المحمدي أردت من خلالها أن أعطر بها نفوسكم أيها الأحبة وأمتع بها أبصاركم وأنير بها أفكاركم وأسعد وإياكم بنيل الثواب لذكر هذه السجايا الطيبة والصبر الجميل لمن اجتهد في أن يكون عبداً صالحاً لله ومنتسباً إلى أرفع البيوت بعد أن كان مجهولاً فارسياً ![]() صــ آل محمد ــداح |
![]() |
#2 |
المراقبين
![]() |
![]()
اللهم نور قلوبنا بحب محمد وال محمد موضوع طيب بارك الله فيك وجعلنا واياكم من الموالين لاهل بيت النبوة
|
![]() |
![]() |
#3 |
عضو نشيط
الحســـ فــداء ـــــين
![]() |
![]()
احسنت بارك الله تعالى وجعلها في ميزان اعمالك
السلام على سلمان المحمدي جعلنا واياكم ممن يقتدي بسلمان تقبل مروري ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() |
![]() |
#4 |
عضو مميز
![]() |
![]()
أحسن الله إليكما وحشكما مع سلمان في زمرة محمد وآله الأطها عليهم السلام اجمعين
لكما ودي وتحيتي أيها الغاليان خادمة الشفيع - فراس لبصراوي |
![]() |
![]() |
|
|
|