أي جرحٍ هد أركان الهدى؟

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

أيُ جرحٌ هذا الذي هد أركان الهدى وأي مصيبة حلتُ ففصمت العروة الوثقى ..

أااااه واويلاااااه ، لقد خنقتني العبرة وأغشت عيناي الدمعة وأُصبتُ بهستيريا الذهول فشُلَّ تفكيري ، فأنى لي واستيعاب ماسيؤووول إليه حال الكون بعد تلك الضربة المشئومة التي هزت عرش الجبار وزلزت الدنيا بذلك النداء القارع للأسماع بنبرات حزنٍ أبكت الإنس والجان ، يتضمن إعلان السماء بتهدم أركان الهدى وانفصام العروة الوثقى ..

لماذا أيها المنادي عن الله؟ أفهمنا؟ يقول جبرائيل عليه السلام أنَّ السبب الذي له إفتجعت القلوب وبكت العيون وانقلبت الأحوال وتهدمت أركان الدين وفُصمت عروة الله الوثقى ، يعود لجرح النبأ العظيم بتلك الضربة التي فلقت هامته في مرحراب الصلاة ..

نعم: إن جرح الأمير أبكى ملائكة السماء فكيف لا يزلزل الدنيا بالضجيج والندب والصراخ ، وكيف لا يهز مشاعرنا ويدمي قلوبنا ويبكي عيوننا ويُبدي آلامنا وأوجاعنا ..

أتدرون من هو علي: هو نفس النبي وهو نعم الوصي وهو الكفؤ لمشكاة النور وهو أبو الأئمة الهداة لآخر الزمان وهو الأب الروحي لهذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الهادي إلى الله ، به كمل الدين وتمت النعمة وبه طابت الحياة ودام بقاؤها ، وبه ازدانت النفوس بالإيمان ..

لا عجب أن يهد جرح عليٍ أركان الهدى وتنفصم لمصابه العروة الوثقى ، أوما علمتم أنه المقيم لدين الله بصريح قول رسول الله صلى الله عليه وآله (ماقام الدين وما استقام إلا بمال خديجة وسيف علي) ، بل هو الدين وهو الإيمان بصريح قول المصطفى صلى الله عليه وآله حينما برز علي لعمرو بن عبد ود (برز الإيمان كله إلى الشرك كله) وهو ذو الفعل الذي يعدل عبادة الثقلين أولم يصلكم الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله (ضربة علي يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين) ..

لقد وعد رسول الله صلى الله عليه وآله عليٌ بهذه الليلة ، إذاً علي عليه السلام يدري بما سحل على هذه الأمة في صبيحة هذه الليلة وما سيؤول إليه حالها بعد تلك الطبرة التي تفتجع لها قلوب أحبته ، وتفرح لها قلوب المنافين الناصبين له العداء والحاسدن له على ما آتاه الله ..

عليٌ عليه السلام لم يُحزنه لقاء ربه بل أحزنه ما سيكون عليه حال الأمة من بعده ..

نعم إنه لجرح عظيم أفزع من في السماء وأبكى من في الأرض نتج عن ضربة مشئومة من شقي لعين طرحت الأمير صريعاً في محراب صلاته فائزاً برضوان ربه متألماً على حال شيعته ..

عظم الله لك الأجر يا صحاحب الزمان وعجل الله لك الفرج وطيب نفوس المؤمنين بظهورك وأسعدهم بخدمتك وجعلهم ممن يسلم لأمرك ويجاهد أعداء الدين تحت لوائك للأخذ بثارات آبائك الطيبين الأطهار سيما إمام المتقين وسيد الوصيين وأمير المؤمنين علي عليه السلام

صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)