مقاممات المقدسون من آل محمد -صلى الله عليه وآله وسلم -

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين

مقامات المقدسون من
آل محمد
وسلم
===============

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما لاشك فيه إن الإنسان مخلوق لغاية وهذه هي حكمة الله تعالى في خلقه , ومن أجل أن يصل الإنسان إلى غايته وإلى المرتبة والمقام الذي يريد الله تعالى روحي لأسمائه الحسنى الفدى أن يصل أليها وهي درجة ومرتبة الكمال التي تؤهله لأن يدخل ويخلد في جنات الفردوس الأعلى التي جعلها الله تعالى لخاصة خلقه فكان لزاما ً أن يكون هناك من يرشد هذا الإنسان إلى مراحل تكامله وإلى مسالك الصعود في سلم التكامل فكان لطفا ً منه سبحانه وتعالى بهذا الإنسان أن بعث الأنبياء والمرسلين مبشرين ومنذرين ليرشدوا هذا الإنسان إلى الطريق الصحيح وتعريفه بخالقه العظيم جلت قدرته وبمسالك الوصول إلى رضوانه سبحانه وتعالى , فكان أن خلق الله تعالى

محمد وآل محمد وسلم
وهم أعظم خلق ٍ خلقه الله تعالى وجعلهم واسطة الفيض الأول بينه وبين عباده أجمعين أبتداءا ً من الأنبياء والرسل ومرورا ً بالخلص من الملائكة المقربين وأنتهاءا ً باصغر مخلوق من خلقه سبحانه وتعالى فما من شيء في عالم الوجود إلا وهو مدين بالشكر والولاء
لمحمد وآل محمد
وسلم
لأنهم أ ُس الوجود وعلة كل موجود
فالحديث القدسي الشريف يقول
يامحمد لولاك ماخلقت الأفلاك
وكذلك ماجاء في حديث الكساء الشهير
فهبط الأمين جبرائيـل وقال : السلام عليك يا رسول الله ، العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك : وعظمتي وجلالي ، إني ما خلقت سمـاء مبنية ، ولا أرضا مدحيـة ، ولا قمرا منيرا ، ولا شمسا مضيئة ، ولا فلكا يدور ، ولا بحرا يجري ، ولا فلكا يسري ، الا لأجلكم و محبتكم وقد أذن لي أن أدخل معكم
وعليه
فلايوجد أحد من خلق الله تعالى أعظم ولا أعلى ولا أجل منزلة من
محمد وآل محمد
وسلم
فهؤلاء هم الذين اصطفاهم الله تعالى وفضلهم على جميع خلقه
وآتاهم الله تعالى روحي لأسمائه الحسنى الفدى
(( ملكا ً عظيما ))
لم يؤتي مثله أحد من من العالمين من الأولين والآخرين
أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا
آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا ً عظيما
النساء -- 54
وكذلك ماجآء في الحديث الشريف :
علي ٌ خير البشر ومن أبى فقد كفر

ومن أجل هذا وللتعريف بهذه المقامات القدسية لهؤلاء المقدسون العظماء سنحاول بعون الله تعالى أن نورد بعض الأحاديث الشريفة التي تبين مقامات ومنازل هؤلاء الأئمة الكرام وذلك لتوسيع دائرة التعرف على هؤلاء العظماء من أجل البحث عن أفضل الوسائل لرد جميل هؤلاء المقدسون لأنهم أولات النعمة علينا وكما جآء في محكم كتابه العزيز :

وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة
لقمان -- 20
جآء عن جابر رحمه الله تعالى قرأ رجل الآية الشريفة
وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة
فقال الإمام أبي جعفر :
أمّا النعمة الظاهرة فهو الرسول
وسلم
وما جآء به من معرفة الله عزوجل
وأمّأ النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا فاعتقد والله قوم هذه النعمة الظاهرة والباطنة , واعتقدها قوم ظاهرة ولم يعتقدوا باطنة , فأنزل الله تعالى :
(( ياأيها الرسول لايحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ))

ففرح رسول الله وسلم عند نزولها إذ لم يتقبل الله تعالى روحي لاسمائه الحسنى الفدى
إيمانهم إلا بعقد ولايتنا ومحبتنا
فأهل البيت أجمعين هم نعم الله عزوجل على العباد , بل هم من أعاظم النعم
كما أنهم بيمنهم تدبر النعم وببركتهم تحصل سعادتنا وفوزنا وبجودهم تنال الدرجات الرفيعة والمقامات المنيعة
فيكونون هم
أولياء النعم الفاخرة
لهذا سنورد بعون الله تعالى وبحوله وقوته بعض الأحاديث الشريفة التي تشير عن منازلهم ومقاماتهم السامية تيمنا ً بهم وتقربا أليهم صلوات الله تعالى عليهم أجمعين وشكرا ً لهم على فضائلهم علينا فلقد جآء في محمكم كتابه العزيز
أن اشكر لي ولوالديك وإلي َّ المصير
لقمان -- 14
ولقد جآء عن سيد الكائنات والمرسلين
وسلم
ياعلي أنا وأنت ابوا هذه الأمة
فهم آبائنا الحقيقين وأولياء النعمة الحقيقية وأليهم ترجع كل نعمة ننعم بها في حياتنا ومن أجل هذا وجب علينا الشكر لهم ورد الجميل , ونشر فضائلهم ومناقبهم ومقاماتهم ومحاسنهم كلها من باب رد الجميل نسأل الله تعالى أن يتقبله الله تعالى منا ومنكم ويتقبله سادتي واولياء نعمتي
محمد وآل محمد
وسلم
والله ولي التوفيق

　

سر سجود الملائكة لآدم

===============

تفسير فرات قال حدثني أبو الحسن أحمد بن صالح الهمداني قال حدثنا الحسن بن علي يعني ابن زكريا بن صالح بن عاصم بن زفر البصري ، قال :حدثنا زكريا بن يحيى التستري ، قال: حدثنا أحمد بن قتيبة الهمداني عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي عبدالله () قال

إن الله تبارك وتعالى كان ولا شيء ، فخلق خمسة من نور جلاله ، وجعل لكل واحد منهم اسما من أسمائه المنزلة ، فهو الحميد وسمى النبي محمدا ( وسلم) ، وهو الأعلى وسمى أمير المؤمنين عليا ، وله الأسماء الحسنى فاشتق منها حسنا وحسينا ، وهو فاطر فاشتق لفاطمة من أسمائه اسما فلما خلقهم جعلهم في الميثاق ، فإنهم عن يمين العرش وخلق الملائكة من نور ، فلما أن نظروا إليهم عظموا أمرهم وشأنهم ولقنوا التسبيح ، فذلك قوله : وإنا لنحن الصافون، وإنا لنحن المسبحون ، فلما خلق الله تعالى آدم ( وسلم) ، نظر إليهم عن يمين العرش ، فقال : يا رب من هؤلاء (قال : يا آدم هؤلاء صفوتي وخاصتي خلقتهم من نور جلالي وشققت لهم اسما من أسمائي) قال: يا رب فبحقك عليهم علمني أسماءهم ، قال : يا آدم فهم عندك أمانة سر من سري، لا يطلع عليه غيرك إلا بإذني ، قال: نعم يا رب، قال : يا آدم أعطني على ذلك العهد ، فأخذ عليه العهد ، ثم علمه أسماءهم ثم عرضهم على الملائكة ، ولم يكن علّمهم بأسمائهم ، فقال: أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين *،قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم* قال : يا آدم أنبئهم بأسمائهم ، فلما أنبأهم بأسمائهم علمت الملائكة أنه مستودع ، وأنه مفضل بالعلم، وأمروا بالسجود إذ كانت سجدتهم لآدم تفضيلا له وعبادة لله ، إذ كان ذلك بحق له ، وأبى إبليس الفاسق عن أمر ربه فقال *ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه *قال فقد فضلته عليك حيث أمرت بالفضل للخمسة الذين لم أجعل لك عليهم سلطانا ولا من شيعتهم يتبعهم ، فذلك استثناء اللعين إلا عبادك منهم المخلصين ، قال: إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وهم الشيعة


نسالكم الدعاء
تحياتي نورجهان