#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين بالأمس كنتُ في رحلة صاحبتني فيها المتعة والمسرة وطمس الأحزان .. لكن ما إن ركبت سيارتي عائداً بصحبة زوجتي وإبنتي إلا ولاحت في مُخيلتي رحلة زينب عليها السلام من كربلاء إلى الشام .. تلك الرحلة الأليمة بصحبة أعداء لئام .. لا يعرفون لله حُرمة ولا لأولياء الله شان .. مركبها هزيل وحاديها وحش لئيم .. في رقبتها أيتامٍ ذاقوا مر السبى وقساوة العدا ونساء ثكلى هائمات في ذكر الأحبة المطروحة أجسادهم على تراب كربلاء والمرفوعة رءوسهم على رماحٍ طوال ، وبجانبها عليلٌ يئنُ من علته ويصيح من آلام الحديد المطوق لرقبته ، قد راعها ما جرى على عزيزها وابن والدها أبي عبد الله الحسين ، وأحزنها مقتل كفيلها دفاعاً عن الدين وفداءاً لولي الله .. نعم إن رحلتي تفرق عن رحلة زينب كثيراً كثيراً .. فرحلتي رأيت فيها المتعة والراحة والإستجمام .. ودللتُ فيها ابنتي وطيبت نفسها باللعب وشراء الحلوى ولذيذ الطعام .. وفي ختام الرحلة قبلتُ فيها ابنتي قبلة مفعمة بالحب وفيها مشاعر الأب الحنون .. واسترت لها زوجتي وزال من قلبها الهم والأحزان .. لكن رحلة زينب فيها الزجر وفيها الضرب وفيها الإهانة وفيها السلب وفيها الفُرجة وفيها الشتم وفيها التشفي من حاكمٍ فاسق ووالٍ فاجر .. رحلتي وإن كانت لسويعات إلا أنها جميلة في طبيعتها وعليلة في أجوائها ورائعة بطيب الإستقبال .. أما رحلة زينب فموحشة بطبيعتها وساخنة بأجوائها ومؤلمة بطريقة الإستقبال .. رحلتي: رأيتُ فيها ما يبهج نفسي ويمتع بصري ويُطيب خاطري .. أما زينب فرأت في رحلتها صراخ الأيتام .. وبكاء النساء .. وونة العليل ..وموت رقية في خربة الشام .. وشاهدت فيها رأس أخيها يُضرب وشفتاه تُقرع لتضج وتنتفض لتُخيف وتهز بانتفاضتها عرش الطاغوت وتُزلزل أركان حكمه وتُظهر حقيقته للرأي العام ، بذلك الخطاب البليغ والكلام الجريء المُبدي لدناءة ذلك الباغي معريةً لأهدافه التي كان يسترها بالإعلام المضاد ، والذي أظهر فيه أن الحسين خارجياً وأن أهله لا دين لهم ولا إيمان ، فكان خطابها كافياً لإسكات ذلك الإعلام ووافياً لكشف حقيقة من يدعي أنه خليفة خير الأنام ، لتُختم تلك الرحلة القاسية بالنصر المُبين لنهضة الحسين ولتبدو تلك على ما فيها من ألم وشقاء ، أنها من أجمل وأعظم الرحلات التي فيها تجلى الحق وبان ، ودُحض الباطل وزال ، فأين رحلتي من رحلة لبوة بني هاشم وبنت الليث الضرغام ، فرحلتي وإن بدت جميلة إلا أنها محدودة فجمالها لي ولزوجتي وابنتي ، أما رحلة زينب فجميلة لدين الله وجميلة لثورة سيد الشهداء وجميلة لأمة رسول الله على مر التاريخ وتعاقب الزمان فسلام عليها وعلى رحلتها والتي بها بان الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ![]() صــ آل محمد ــداح |
![]() |
#2 |
المراقبين
![]() |
![]()
السلام على صاحبة القلب الصبور
مولاتي زينب ع فسلام عليها وعلى رحلتها والتي بها بان الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً احسنت اخي صداح دائما مواضيعك مميزة |
![]() اللهم صلِّ على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
![]() |
![]() |
|
|
|