#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين لم ولن يكون هناك رجالاً عبدوا الله لا طمعاً في الخلود في جنته ولا خوفاً من السقوط في قعر ناره ، بل عبدوه لمعرفتهم بأنه أهلٌ للعباده ، لتفضله عليهم بالوجود وتكرمه عليهم بعظيم النعم ، كمحمد وآله الطاهرين فهم المنفردون في معرفة الله وهم المصطفون لعبادة الله وهم المنزهون عن معصية الله لا في صغيرة ولا في كبيرة ، فكانت عبادتهم له عبادة الأحرار لا عبادة العبيد ولا عبادة التجار ، فالعبيد يعبدون الله خوفاً من حر ناره والتجار يعبدونه طمعاً في نعيم جنته بينما كانت عبادتهم له عن يقين ومعرفة بحق الله عليهم في أن يكونوا له عباداً مخلصين يسعون إلى مرضاته ، لم يقودهم خوفهم من عذابه ولا طمعهم في نعيمه بل قادتهم نفوسهم العاشقة له والتائة في وده والراغبة في قربه ، وهذا ما بينه لنا نفس النبي المختار ووصي خير الأنام أمير المؤمنين علي عليه السلام في قوله ( ما عبدتك خوفاً من نارك ، ولا طمعاً في جنتك ، بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك ) وقوله عليه السلام ( جلوسي في المسجد أحب إلي من جلوسي في الجنة لأن جلوسي في الجنة فيه رضا نفسي ، وجلوسي في المسجد فيه رضا ربي ، ورضا ربي أحب إلي من رضا نفسي ) وقول علي وفعله قول وفعل المعصومين أجمع سلام الله عليهم لأنهم نور واحد أضاء هذه الدنيا بأربعة عشر شعاع أحبوا الله فأحبهم ومن الزلل عصمهم ومن الفتن آمنهم ومن الدنس طهرهم وآتاهم ما لم يؤتي أحداً من العالمين جزاءاً لهم على ما قدموا في سبيله وشكراً لهم على تفانيهم في إحياء دينه ، فهم العباد المكرمين عنده المؤتمرين بأمره والناطقين بما فيه رضاه ، فهنيئاً لهم الإمامة في هذه الدنيا والسيادة في يوم الجزاء ، وهنيئاً لنا مودتهم وهنيئاً لنا الإهتداء بهم وهنيئاً لنا البراءة من أعدائهم وهنيئاً لنا نيل شفاعتهم وهنيئاً لنا مجاورتهم في نعيم الجنان ![]() صــ آل محمد ــداح |
|
|
|