مدرسة الأجيال

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
قام سيد الشهداء بتلك الثورة العظيمة والتي كلفته حياته من أجل تقويم حال الأمة وإعادتها إلى جادة الحق بعد أن مالت إلى الضلال من حكام الجور ، وكادت أن تنحرف عن دين الله بفعل الإعلام الضال الذي قلب الموازين بإظهاره للباطل حقاً والحق باطلاً ، وفتكه لأصحاب النفوس الطيبة بأسره للكثير منهم ، وقتله لدعاة الخير ، فكانت ثورة الحسين عليه السلام بمثابة وضع النقاط على الحروف للأمة ليسهل عليها قراءة حقيقة ذلك الطاغي والباغي ابن الطلقاء وما يهدف إليه من فساد للدين يعيد به الأمة إلى سابق عهدها من جهل مطبق وضلال مبين
نعم أحبتي إن الحسين عليه السلام أراد بثورته أن ينبه الأمة إلى الخطر المحدق بها من خلال تسلط يزيد عليها ، فهو لا يصلح أن يكون ولياً لأسرة فكيف يكون والياً على أمة ، ليدفعها بإبائه ورفضه للظلم وثباته على الحق ومقاومتة للجور المتمثل في شخص يزيد وسلطانه بالنفس والنفيس ، نعم لقد أراد سيد الشهداء عليه السلام الأمة بثورته المباركة أن يدفع الأمة للوقوف في وجوه الظالمين بعزة وكرامة وحرية لتقاوم بكل ما آتاها الله من قوة حكام الجور وطواغيت العصر فإن وفقت لهزيمتهم عاشت حياة العز وإن قدر الله لها الشهادة رسمت بها طريق النجاة للأجيال ليعيشوا راغدين
نعم إن الحسين بشخصه ومواقفه قد أبان للأمة أن الحرية تتطلب الجهاد والتضحية والعيش ، الكريم يتطلب الثبات على منهاج الحق وإن تكالبت عليها الدنيا ونهشت لحومها وحوش الفلا ، وهذا ما رأيناه ولمسناه في يوم عاشوراء من مواقف عظيمة أحرجت العدو وجحافله على كثرة عددهم وعتادهم وفضحت ذلك العدو الذي أرسلهم لذبح الدين بذبحهم للحسين ، لتنقلب عليه الموازين ليبدو منهزماً على مر السنين مع أنه القاتل للحسين ، نعم إن دم الحسين قد رسم طريق الخلاص لكل من أراد الحرية والعيش الكريم




صــ آل محمـد ــداح