مصابك هز الأكوان يا جواد الخير

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ها نحن ذا وبقلوب تنبض بالحزن والأسى ضاخة جروح المصاب بوجع وآلام على رحيل وصيٍ من أوصياء المصطفى وإمام من أئمة الهدى ونور من أنوار الورى شهيداً محتسباً على أيدٍ قذرة تلطخت بدماء النجباء من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ..
نعم ها نحن ذا اليوم نقف بحرقة قلب على مصاب جلل هز الكون وزلزل عرش الجبار فجُعت به الزهراء وانعصر بالحزن عليه قلب رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأبكى عين بقية الله ..
قد سرحنا بأفكارنا وهمنا بأرواحنا إلى تلك البقعة الطاهرة في أرض بغداد لنجدد الحزن والأسى بدم غزير ينزف من قلوبنا المجروحة وبدمع هتون من عيوننا التي غشاها القذى ، لاطمين الهام نادبين بصراخ وعويل مولانا تاسع الأئمة الميامين الإمام الجواد عليه السلام الذي جادت يده بالعطاء وفكره بالعلم ونفسه بالطيب ليحفظ بها مجتمعة دين خير المرسلين وخاتم النبيين ، مسخراً كل ما يملك من صفات الكلمال لخدمة دين الله وهداية عباد الله إلى صراط الله القويم ، فعمل بجد ونشاط لما فيه صلاح الأمة ليُيظ بفعله السلطة الغاشمة ، ويُزعج بدعوته إلى الله بالحكمة ذلك المعتوه الذي استولى على رقاب المسلمين جوراً وظلماً ، لتلوح بوادر التضييق عليه من خلال ترحيله من مدينة جده إلى مقر الحكم في بغداد ليكون مراقباً ومرصوداً قبل ذلك الحاكم المعتوه الذي ظن أنه بفعله هذا يتمكن من الحد من فعل الإمام الموكل به من رب الأنام ، فلما رأى عدم جدوى مراقبته أخذ يدبر الحيلة تلو الحيلة للقضاء عليه نهائياً عله بذلك يرتاح ، فاتفق في تدبير تلك المؤامرة الدنيئة في الخلاص منه عليه السلام مع إبنة أخيه وزوجة الإمام المسماة بأم الفضل وجعفر أخيها ، ليستتم لهم الأمر على سمه في آخر شهر ذي القعدة الحرام سنة 220هـ ، ليرحل عليه السلام عن هذه الحياة شهيداً محتسباً على يد زوجته الحاقدة عليه ، وأخيها المبغض له ، وبأمر من المعتصم الذي لم يحتمل وجوده المضيئ بشعاع التقوى ونور العلم والفائح بطيب النفس وطهارتها من كل رجس ودنس
سلام يحوي الآهات وسلام يحوي الآلام وسلام يحوي الزفرات على النور الحادي عشر والإمام التاسع مولانا الإمام الجواد الذي قضى شهيداً في سن الشباب حيث لم يتعدى عمره حين إستشهاده الخمس وعشرين عاماً

صــ آل محمد ــداح