#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين قال الله العظيم في كتابه الكريم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ 119 سورة التوبة لقد خاطب الله في هذه الآية المؤمنين بأن يتقوا الله ويكونوا مع الصادقين .. هناك من المفسرين من قال أن الصادقين هم فئة من الأمة في حال اجتماعها على أمر ما أي أن الصادقين هم المؤمنون أنفسهم إن اجتمعوا على أمر لأنه وحسب رأيه من غير المعقول أن تجتمع الأمة على باطل ، أما من أضاء الله قلبه بعلم آل البيت الطاهرين فإنه يذهب إلى أن المؤمنين في هذه الآية غير الصادقين ، وقد وصف الله الصادقين بأوصاف خاصة جعلتهم يسمون على الخلق أجمعين سأُبينها بعد أن أتبارك معكم بالتدبر في قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ 15 سورة الحجرات بعد هذا التدبر والتفكر في أوصاف المؤمنين الذين عنتهم هذه الآية المباركة نصل إلى نتيجة تقول أن الصادقين هم أولئك المصطفون من الله المصدقون لرسول الله المتيقنون بأن الله الرب المعبود وحده لا شريك له وأن محمداً هو خير المرسلين وخاتم النبيين ، لم يدخلهم ريب في ذلك أبداً ، والريب رجس من الأرجاس وهل هناك من المؤمنين من لم تعلُق نفسه بالرجس خلال سني حياته .. الجواب واضح فلا أحد من المؤمنين أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيراً غير أولئك الصادقين الذين أمر الله المؤمنين بأن يكونوا معهم وأعني بذلك محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين بصريح قوله تعالى:إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا 33 سورة الأحزاب وقد أجمع أغلب المفسرون على أنها نزلت في حق علي وفاطمة والحسن والحسين إضافة إلى سيدهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلا من شذ منهم .. أبعد هذا أيمكن لمفكر منصف أن يقول بأن الصادقين هم الأمة إذا اجتمعت على أمر ، وهل الأمة معصومة إذا اجتمعت وغير معصومة إذا تفرقت ، أيعقل أن لا يكون في الأمة من يخالف الرأي الجماعي إذاً نوفق بقول القائل أن المؤمنون هم الأمة هذا أولاً وثانياً الآية الكريمة من سورة الحجرات قد صرحت بأن الصادقين هم الذين آمنوا بالله ورسوله بلا ريب ولا تردد وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ، وأصدق مصاديق المجاهدين في سبيل الله بالمال والنفس سيد المعصومين بعد رسول الله أمير المؤمنين علي عليه السلام ولا أحد يشك أو يرتاب بأن علياً عليه السلام قد فدى رسول الله بنفسه حينما اجتمع 40 سيفاً يريدون قتله والخلاص من رسالته ![]() وأن مصداق المجاهدين والمدافعين عن دين الله ورسول الله وها هم الأئمة من أبنائه من بعده كل بدوره في التضحية والفداء لدين الله وإعلاء كلمة الله حتى قضوا جميعاً إما بالسيف أو بالسم من قبل الظالمين والمتجبرين المعاصرون لهم وبقي منهم بقيتهم وقائمهم المقيم لدولة الحق والعدل الإلهي وبسط سلطته على العالمين بالخلق الكريم والعمل الدأوب في خدمة الدين والبشرية من هنا نخلص إلى القول بأن الصادقين هم المطهرون من الأرجاس والمفدون بأنفسهم دين الله ، أعني بذلك عترة المصطفى صلى الله عليه وآله والمنصف من الناس هو الوعي لما أقول صــ آل محمد ـــداح |
|
|
|