|
#1
|
|||||||
|
|||||||
العتره بين التحذير والابتلاء
العتره بين التحذير والابتلاء ان اللّه-تعالى- يمتحن الناس بالناس، قال تعالى: (وجعلنا بعضكم لبعض فتنه اتصبرون وكان ربك بصيرا) «الفرقان: 20»، فدائره الهدى على امتداد المسيره البشريه، فتنه لسائر الناس يمتحنون بها، فيميز بها اهل الريب من اهل الايمان، والمتبعون للاهواء من طلاب الحق الصابرين على طاعه اللّه وسلوك سبيله، وكما ان النبى(ص) امر امته بان يتمسكوا بحبل العتره حتى لا يضلوا، وقال: (اذكركم اللّه فى اهل بيتى، اذكركم اللّه فى اهل بيتى، اذكركم اللّه فى اهل بيتى)((45))، وقال: (انى تركت فيكم ما ان اخذتم به لن تضلوا: كتاب اللّه وعترتى اهل بيتى)((46))، فانه اخبر امته بانهم سيمتحنون باهل بيته، قال: (انكم ستبتلون فى اهل بيتى من بعدى)((47))، واخبر -بالغيب عن ربه- بما سيسفر عنه الامتحان، فقال: (ان اهل بيتى سيلقون من بعدى من امتى قتلا وتشريدا)((48)). واخبر النبى(ص) على بن ابى طالب بما سيجرى عليه من بعده، وقال له: (ان الامه ستغدر بك بعدى، وانت تعيش على ملتى، وتقتل على سنتى، من احبك احبنى، ومن ابغضك ابغضنى، وان هذه (يعنى لحيته) ستخضب من هذا (يعنى راسه))((49))، وروى ان النبى(ص) قال له: (الا احدثك باشقى الناس؟ رجلين، احيمر ثمود الذى عقر الناقه، والذى يضربك يا على على هذا (يعنى راسه) حتى تبتل منه هذه (يعنى لحيته))((50)). واخبر النبى(ص) الحسين بن على بما سيجرى عليه من بعده، وروى ابن كثير عن عمره بنت عبد الرحم-ن انها قالت: اشهد لقد سمعت عائشه تقول: انها سمعت رسول اللّه(ص) يقول: (يقتل الحسين بارض بابل)((51))، وروى الحاكم عن ابن عباس، قال: (ما كنا نشك واهل البيت متوافرون ان الحسين يقتل بالطف) ((52))، وروى ان النبى(ص) قال: (ان ابنى هذا يقتل بارض من ارض العراق يقال لها كربلاء، فمن شهد ذلك فلينصره)((53))، وقال النبى(ص): (اخبرنى جبريل ان ابنى الحسين يقتل بعدى بارض الطف، وجاءنى بهذه التربه واخبرنى ان فيها مضجعه) ((54)). والخلاصه، ان اللّه يختبر الناس بالناس، وبهذا الاختبار يظهر اهل الريب من اهل الايمان، قال تعالى: (وجعلنا بعضكم لبعض فتنه) «الفرقان: 20»، وقال سبحانه: (وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهولاء من اللّه عليهم من بيننا اليس اللّه باعلم بالشاكرين) «الانعام: 53»، وقال تعالى: (وهو الذى جعلكم خلائف فى الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فى ما آتاكم) «الانعام: 165»، والدعوه الخاتمه بينت الدرجات. وامر -تعالى- بموده قربى النبى، حيث قال: (قل لا اسالكم عليه اجرا الا الموده فى القربى) «الشورى: 23»، وبينت الدعوه ان الذين لا يصلون ما امر اللّه به ان يوصل، والذين لم ياخذوا بما امرهم -تعالى- به من طاعه، ولم ينتهوا عما نهاهم عنه من نهى، فهولاء خاسرون فى الدنيا والاخره، قال تعالى: (الذين ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر اللّه به ان يوصل ويفسدون فى الارض اولئك هم الخاسرون) «البقره: 27»، وقال جل شانه: (فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا فى الارض وتقطعوا ارحامكم× اولئك الذين لعنهم اللّه فاصمهم واعمى ابصارهم) «محمد: 22-23». وبينت الدعوه الال-هيه الخاتمه ان عدم موده الذين امر اللّه بمودتهم، يفتح الطريق امام موده اعداء الفطره، وقد امروا بعدم مودتهم، قال تعالى: (يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالموده وقد كفروا بما جاءكم من الحق) «الممتحنه: 1»، فالايه تنهى عن موده المشركين والكفار، وتنهى ان يتخذوا اولياء واصدقاء واخلاء، قال تعالى حاكيا عن ابراهيم قوله لقومه: (وقال انما اتخذتم من دون اللّه اوثانا موده بينكم فى الحياه الدنيا ثم يوم القيامه يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا) «العنكبوت: 25»، قال المفسرون: وبخهم على سوء صنيعهم فى عباده الاوثان، وقال: انما اتخذتم هذه ليجتمعوا على عبادتها صداقه والفه منكم، بعضكم لبعض فى الحياه الدنيا، ثم يوم القيامه ينعكس هذا الحال، فتصبح هذه الصداقه والموده بغضا وشنانا، وتتجاحدون ما كان بينكم، ويلعن الاتباع المتبوعين، والمتبوعون الاتباع. فالطريق يبدا بامر اللّه ونهيه، وعلى امتداد الطريق يمتحن اللّه الناس ببعضهم، فمن سلك فى ما امر اللّه به نجا، ومن لم ياخذ بوصايا اللّه ضل، واللّه-تعالى- امر بصله الارحام، وذروه الارحام عتره النبى الخاتم(ص)، قال(ص): (ان اللّه - تعالى- جعل ذريه كل نبى فى صلبه، وان اللّه- تعالى- جعل ذريتى فى صلب على بن ابى طالب)((55))، وقال: (ان لكل بنى اب عصبه ينتمون اليها الا ولد فاطمه فانا وليهم وانا عصبتهم)((56))، وقال: (نحن خير من ابنائنا، وبنونا خير من ابنائهم، وابناء بنينا خير من ابناء ابنائهم)((57))، وهكذا فكما ان للعلم درجات، فللارحام درجات، وميزان هذه الدرجات هو التقوى والعلم باللّه، فمن التف حول الذين امر اللّه بمودتهم شرب من الماء، ومن ابى فتحت عليه موده اخرى يتهوك فيها تهوك اليهود فى الظلم، ويوم القيامه يعض على يديه، قال تعالى: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا× يا ويلتى ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا× لقد اضلنى عن الذكر بعد اذ جاءنى وكان الشيطان للانسان خذولا× وقال الرسول يا رب ان قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا) «الفرقان: 27-30». وعلى امتداد المسيره الاسلاميه، قامت طائفه الحق بالدفاع عن الفطره، ولم يضرها من عاداها او من خذلها، وفى عهد الامام على، خرج عليه اصحاب الاهواء، فقاتلهم الامام على تاويل القرآن، وعنه انه قال: (امرنى رسول اللّه(ص) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين)((58))، فالناكثون: اهل الجمل، والقاسطون: اهل الشام، والمارقون: الخوارج، وانطلقت مسيره الامام -رضى اللّه عنه- باعلام الحميه، وروى ان النبى(ص) قال له: (انت اخى وابو ولدى، تقاتل فى سنتى وتبرى ذمتى، من مات فى عهدى فهو كنز اللّه، ومن مات فى عهدك فقد قضى نحبه، ومن مات يحبك بعد موتك ختم اللّه له بالامن والايمان، ما طلعت شمس او غربت، ومن مات يبغضك مات ميته جاهليه، وحوسب بما عمل فى الاسلام)((59))، وقال(ص): (من خرج من الطاعه وفارق الجماعه فمات، فميتته جاهليه، ومن قاتل تحت رايه عميه، يغضب لعصبته ويقاتل لعصبته وينصر عصبته، فقتل، فقتلته جاهليه، ومن خرج على امتى يضرب برها وفاجرها، لا يتحاشى لمومنها ولا يفى الذى عهدها، فليس منى ولست منه)((60)). وعلى هذا الضوء، انطلقت الامه الخاتمه تحت سقف الامتحان والابتلاء، واللّه-تعالى- ينظر الى عباده كيف يعملون لاستحقاق الثواب والعقاب يوم القيامه. |
09-02-2012, 01:46 PM | #2 |
مديــر عام |
|
|
09-02-2012, 03:16 PM | #4 |
المراقبين
|
|
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
|
09-10-2012, 11:23 PM | #7 |
مشرف
|
اللهم صل على الزهراء وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
وعجل فرج يوسفها الغائب وشهابها الثاقب الحجة ابن الحسن المهدي صلوات ربي عليه وعلى أبائه البررة فدك الزهراء جزاكم الله كل خير على هذا الطرح الرائع وجعله في ميزان حسناتكم لكم مني كل احترام وتقدير |
|
|
|
|