واقتربت الذكرى الأليمة

بسم الله الرمن الرحيم

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ها هي ذكرى هدم قبور الأطهار في بقيع الغرقد قد اقتربت مبدية الحسرة والحزن الشديدان على ذلك الفعل الشنيع الذي لا مبرر له إلا ما تعشعش في تلك الأفكار من أن وجود هذه القبور وقببها المقدسة مدعاة للشرك والعياذ بالله ، فأصحابها لا يملكون الضر والنفع لأنهم أموات والميت كما يبدو لهم لا ينفع ولا يضر حتى ولو كان أشرف الخلق كرسول الله صلى الله عليه وآله وعترته الطاهرين الأبرار ، فهم وبموتهم لا يملكون المدد من خالقهم ليستعينوا به على كشف الضر والبلاء لمن توجه إليهم بقصد التوسل بهم إليه لدفع ذلك الضر والبلاء عنهم ، ولو علموا بأن الله الآذن لهم بدفع الصر عن المؤمنين في حياتهم قد أذن لهم بدفع الضر والبلاء وهم أموات ، فهم وإن غيبهم الموت عنا إلا أنه في واقع الأمر أحياء عند ربهم يرزقون يسمعون الكلام ويردون السلام ، ويشفعون للمؤمنين عند ربهم ليزيل عنهم البلاء ويكشف الضر ويشفي العلل والأمراض لأنهم أولياؤه وصفوة عباده ، فالله جل وعلا لا يوقف مدده عن الجماد فضلاً عن أطياب خلقه ، فها هي عصا موسى عليه السلام والتي اتخذها للتوكؤ والهش بها على غنمه قد صارت ثعباناً عظيماً تأكل ما يأفكه سحرة فرعون ، وها هو قميص يوسف عليه السلام قد أعاد بصر نبي من أنبياء الله أعني بذلك يعقوب عليه السلام . . لِم لم يسأل من تجرأ وا على قبور أولياء الله بالهدم أنفسهم كيف لعصا أن تصير ثعبان يلتهم حبال السحرة وكيف لقميص لا حياة فيه أن يعيد الإبصار لنبي من أنبيائه ، بل نراهم قد سلموا لذلك بالتسليم لكنهم إذا وصل الأمر إلى صفوة أوليائه نجدهم وكراماتهم التي لم تكن لتكون لولا المدد الإلهي والإذن الرباني حتى وإن كانوا أموات ، فكما أنه أذن لعصا موسى وهي جماد ان تتحول إلى ثعبان يأكل إفك السحرة ، وكما أنه أذن لقميص يوسف وهو قماش أن يكون سبباً في رد بصر يعقوب فهو أيضاً قد أذن لخلص أوليائه أن يكونوا أبواباً إليه في طلب الحاجات وقضائها واستجابة الدعاء ، والتأريخ يشهد بحوادث كثيرة وبلاءات وعلل وأمراض قد رفعت عن أناس توجهوا بعقيدة إلى أوليائه متوسلين بهم إلى الله بدفع ضرهم وبلائهم وشفاء امراضهم ، ولا مجال لي هنا لسردها فهي كثيرة وتحتاج إلى مجلدات
من هنا أناشد القائمين على خدمة هذا الوطن والساعين إلى التقريب بين المذاهب أن يسعون في إعادة تشييد تلك القباب وإزالة العوائق التي تمنع المسلمين من زيارة القبور المدفونة تحتها ، لتثبت بأن سعيها للتقريب بين المذاهب جاد ، ولتبدي بذلك صفحة جديدة قائمة على احترام عقائد المسلمين وإن كانوا يختلفون معهم في بعض منها ، فالمشتركات التي تجمعهم بها أكبر من الإختلافات والله الهادي إلى سواء السبيل
صــ آل محمد ــداح