#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين آاااهات الألم تتجدد في يومٍ رحلت فيه عن هذا الوجود جسداً وبقيت خالدة روحاً وفكراً ، سيدة عظيمة بإيمانها وقوية بمواقفها وجليلة بعلمها ، تربت في أشرف بيت جمع الأطهار فأخذت منهم العصمة اكتساباً فارتفعت بها لدرجة نالت بها أعظم الأوسمة ، قد شهدوا لها الأئمة الذين عاصرتهم بأنها عظيمة بخلقها وعظيمة بفهمها وعظيمة بفكرها ، فاح عطر أريجها فهي ريحانة علي والزهراء ، عصفت بها المصائب منذ نعومة أظفارها حيث رأت جدها المصطفى مُسجى ، على المغتسل قد رحل عن هذه الدنيا وفي قلبه حسرة على هذه الأمة التي أوصمته بالهجران لأمر يُغضب الرحمن ، وما هي إلا أيام من وفاته وإذا به تُظهر ذلك الأمر العظيم بالتآمر على أبيها الأمير بهجوم كاسح على بيته كانت نتائجه وخيمة تزلزل لها عرش الجبار ، حيث هوت أمها الزهراء على الأرض مغشاً بعد ما عصروها بين الحائط والباب ، وأسقطوا على إثره جنينيها وكسروا أضلاعها وأنبتوا المسمار في صدرها ولم يكتفوا بفعلهم المُشين هذا بل أرسلوا عبداً لهم ليُلوعها بالضرب المبرح على متونها ، ومن ثم قادوا أباها بحمائل سيفه ليُرغموه على البيعة لهم بالخلافة مع علمهم بأنه هو أميرهم وخليفة الله عليهم بعد النبي المصطفى ، لترى بعد أيام أمها طريحة الفراش بسبب ما أصابها من جراء ذلك الفعل المشين ، لتراها بعد ذلك وهي مسجاة قد فارقت روحها الحياة .. لتقضى سنواتٍ من عمرها سريعة لترى بعدها أباها مطبراً بسيف الشؤم قد حُمل على الأكتاف قبل أيامٍ من حلول العيد ليرحل عن هذه الحياة بمرأىً ومسمعٍ منها ، وبعد سنياتٍ من هذا الحدث ترى أخاها الحسن يتقيأ كبده بسبب سمٍ نقيع وضعته له زوجته جعيدة بأمرٍ من معاوية ، فتهيج آلامها ويعلوا بكاؤها على ما رأت من مصائب أدمت فؤادها ، لتمر السنون كلمح البصر وإذا بها ترى أخاها الحسن قد عزم على الرحيل إلى أرض الخلود مواجهاً لجلاوزة الطاغوت بمهجته المقدسة ، فما كان منها إلا أن رافقته لتشاطره المصاب ، فلما وصلت بمعيته إلى كربلاء لاحت لها علائم أعظم المصائب لتظهر لها بجلاء في يوم العاشر من المحرم سنة واحد وستين من الهجرة حيث رأت أخاها معفراً على أرض كربلاء قد مزقت السهام جسده وأدمت الرماح أعضاءه ورأت بعدها الشمر وهو صاعد على صدره موغل السيف في نحره ، قد فصل رأسه عن جسده ، ومن ثم رأت النيران قد أحرقت المخيمات ورأت الأطفال هائمين في الصحراء فارين من حرارة النار التي أشعلتها يد الحقد ، ورأت جسد أخاها قد وطأته خيول الأعوجية طاحنة لعظامه بحوافرها ، هنا بدأ دورها في إظهار الثورة الحسينية وأهدافها المباركة ، من خلال السبي من بلد إلى بلد حيث سطرت ملحمة بخطاباتها المتلاحقة التي ألقتها وألجمت بها أفواه الطواغيت حتى أذلتهم وفضحتهم ، ولم ينتهي بها الدور هنا بل حينما عادت لوطن جدها أظهرت الحزن على مصاب أخيها بالبكاء والعويل فهي المؤسس لمآتم أخيها الحسين عليه السلام كانت المرأة العظيمة التي وقفت بثبات في مواجهة أعداء الدين والمرأة العظيمة التي أبدت أهداف أخيها الحسين والمرأة العظيمة التي استحقت وسامين يليقان بها لا بغيرها الوسام الأول: أم المصائب والوسام الثاني: بطلة كربلاء إنها عقيلة بني هاشم الحوراء زينب عليها السلام .. قد رحلت وقلبها متفطر لكثرة المصائب التي ألمت به فسلام عليها يوم أن أشرق نورها على هذه البسيطة ، ويوم أن حامت عن دين الله وإمام زمانها ، ويوم أن واجهت أعداء الدين بلسان طلق ، وحين بكت على أخيها بكاء الفاقدين ويوم ماتت متحسرة على ما جرى على أهلها ويوم تُبعث حية تطالب العدل الحكيم بأن يحكم بينها وبين من آذاها وسباها وأدخلها المجالس مكشوفة الرأس يراها القريب والبعيد والدني والشريف ![]() صــ آل محمد ــداح |
|
|
|