#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين الدنيا سجن المؤمن والموت تحفته والجنة مأواه ونحن نعيش أيام السرور بإشعاعات نور علي الكرار بطيب نفحاته وجمال ميلاده نتوقف وفكره السامي لننهل منه ما يعيننا على العيش بسلام وود الله في هذه الحياة ، نعم: لنتوقف بإمعان وهذه الكلمات النيرة نستلهم منها الحكمة ولنتمعن سوية في أولى فقراتها متأملين كيف يكون عيشنا في هذه الدنيا فالأمير عليه السلام يخبرنا هنا بأن الدنيا سجن المؤمن وعليه أن يعيش فيها كعابر سبيل ، يأخذ منها زاد الآخرة بالعمل الصالح المُرضي لرب العباد ، والمتأمل في الدنيا يجدها فعلاً سجنٌ كبير محاصر فيها المؤمن بتعاليم الدين الحنيف ، ويسير بحدود رسمها له الخالق العظيم ، بأحكامٍ فيها الواجب وفيها المباح وفيها المستحب وفيها المحرم عليه أن يتقيد بها إن أراد الفوز بجنات النعيم ، فهو هنا يعيش في كبد .. صابرٌ على البلاء والإبتلاء ، محافظٌ على حدود الله ، زاهدٌ عما فيه سخط الله وإن بدا له أن فعله جميل .. يترقب لحظة لقاء العظيم ليتخلص من هذا السجن الكبير ، فالموت وكما أبدا الأمير في الفقرة الثانية من كلماته المُضيئة بنور فكره الوضاء .. تحفته التي يفرح بقربه منها لأنه السبيل الذي به يخلص من بلاء هذه الدنيا وعقوباتها وما يجري فيها من المكاره على أهلها ، وهو الوسيلة التي يتمكن بها من الوصول إلى غايته لينعم مستقراً في رحمة الله ومُنعماً في جناته ، مجاوراً للأطياب من عباده يسكن قصورها ويأكل من أطيابها ويتزوج من حورها تخدمه ولدانها يطوفون عليه بأكواب وأباريق وكأس من معين يهنأ بشربها ويتلذذ بطعمها لا يرى منها نزفاً ولا صداعاً ، حديثه فيها سلام خالٍ من اللغو والتأثيم ، فالمتأمل في زخارف الدنيا الفانية وابتلاءاتها الدائمة ونعيم الآخرة الخالد يجد يحق أن الدنيا سجنٌ يضيق المؤمن منها ذرعاً نعم: ما هي إلا لحظة تأمل منا تدعونا للعفاف عما في هذه الدنيا من زخارف تبعدنا عن مرضاة الله وترغبنا في مستقر رحمة الله لنكون في شوق إلى رضوانه ، لنتنعم بفضله علينا وأي فضل أعظم من ذلك الفضل الحاوي لما فيه ما لا عينٌ رأت ولا أُذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر فهنيئاً لمن باع هذه الدنيا وابتاع بها دار الآخرة التي هي الحيوان لمن أراد الحياة الحقيقية ، وهنيئاً لمن عاش الزهد في هذه الحياة راغباً فيما هو خير منه وهنيئاً لمن أراد الحياة الخالدة والربح العظيم في دنياه بالذكر الخالد وفي آخرته بنعيم الله ورضوانه ، كما هو حال مولانا الأمير عليه السلام الذي زهد عن هذه الدنيا مع ما يملك من قدرة تمكنه من العيش مستمتعاً بها ليشري بها مرضاة الله وفضله الخالد وقد كان له ما أراد حيث من الله عليه ليكون في أخراه قسيم الجنة والنار والساقي من حوض المختار والمؤذن بين صفوف أصحاب الجنة وأصحاب النار حينما سأل أصحابُ الجنة أصحابَ النار أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ .. فنادى علياً مؤذنا بأمرٍ من الله: أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ 44 سورة الأعراف ليستقر مطمئناً في الجنان متقلباً بما وصفه الله من عظيم النعم المذكورة في سورة الإنسان ، ليكن عليه السلام خير من عمل بهذه الكلمات في هذه الحياة فنال تحفته بالفوز بلقاء الله وقد نطق بذلك في اللحظة التي طُبر فيه رأسه بسيف أشقى الآخرين عليه لعائن الله .. ليصل بتحفته إلى عظيم الغاية ألا وهي رضوان الله عليه والإستقرار في رحمته لتكن أعلى الجنان مأواه ومسكنه بنعيمها الخالد ![]() صــ آل محمد ــداح |
![]() |
#2 |
المراقبين
![]() |
![]()
اللهم ارزقنا شفاعة قسيم الجنة والنار
واسقنا من حوض المختار والمؤذن بين صفوف اهل الجنة والنار صداح ال محمد ![]() ![]() ![]() |
![]() اللهم صلِّ على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
![]() |
![]() |
#4 |
عضو مميز
![]() |
![]()
دمتما بثبات على ود علي والتأسي في العمل بعلي وأنالكما الله شفاعة علي لتهنأى بنعيم الجنان أيها الغاليان
خادمة الشفيع - أبا قحطان |
![]() |
![]() |
|
|
|