#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ونبقى في رحاب النور وإشراقة الشعاع العاشر في هذا اليوم الجميل من أيام شهر رجب الأصب الحاوي للبركات ونزول الرحمات نعم إنه ليوم قد أزهر بشعاع نور الإمام الجواد عليه السلام ليضفي على الدنيا جمال روحه وزينة فكره ويعطرها بطيب نفسه الزكية تلك النفس التي عُصمت من الأخطاء لتكن نبراساً للتقرب إلى الله بزهده وتقواه ووده لمولاه نعم أيها الموالون: سنتوقف للحظات نستنير فيها نفحات طيبة من سيرة هذا الإمام العظيم والنور المبين متقربين خلالها لخالق السماء الذي أمرنا بأن نذكره من خلال أوليائه الصالحين فهم السبيل لمعرفته والوسيلة للوصول لمرضاته ، وهذا الشعاع الطيب واحداً من تلك الأنوار الزواهر والنجوم السواطع المهتدى بهم من الضلال ، فلنتبرك بهذه النفحات الطيبة من سيرته المباركة لنهنأ بقبول العمل وقضاء الحاجات إنه الإمام الثامن محمد بن علي الجواد غضن من غصون تلك الدوحة المحمدية الزاهرة الحاملة لثمار الخير التي يؤتى أكلها في كل حين ، أزهر نوره في العاشر من شهر رجب سنة مائة وخمسة وتسعين ، أبوه غني عن التعريف شمس الشموس وأنيس النفوس المدفون بأرض طوس الإمام علي الرضا عليهما السلام ، وأمه جارية ، عظيمة بأخلاقها طاهرة بعفتها جليلة بإيمانها ، الوعاء المبارك للإمام الجواد اسمها خيزران وقيل سبيكة وقيل ريحانه وقيل سكينة النوبية تنتمي إلى قبيلة مارية القبطية زوجة المصطفى صلى الله عليه وآله لقب عليه السلام بالجواد والتقي والقانع وباب المراد ، نشأ في ظل والده سنوات قليلة لا تتعدى السبع تخللها فراق والده له مرغماً بأمر من المأمون الذي طلبه للهجرة إلى خراسان ليوليه ولاية العهد ويُسكت بذلك الثورات العلوية المحاطة به تولى الإمامة بعد أبيه الرضا حسب الترتيب المنصوص عليه من الله على لسان المصطفى صلى الله عليه وآله وبتعيين من أبيه قبل استشهاده ودامت إمامته سبعة عشر سنة له مكانة علمية رفيعة فهو مخزن من مخازن علم الله ومستودع من مستودعات حكمته ساهم عليه السلام في حفظ تراث المدرسة المحمدية بممارسته للدور الذي وكل به من الله عز وجل باعتماده على اسلوب التدريس لتخريج علماء ينشرون ذلك التراث الثري بالعلوم والمعارف في شتى المجالات وقد حث على الكتابة والتدوين والتأليف والتصنيف والتعليم والتثقيف والرد على الأفكار المنحرفة الواقع فيها كثير من الناس بأسلوب جميل وخلق عظيم وله منزلة عظيمة أظهرها والده الرضا عليهما السلام بالإشادة به وإبداء فضله للمسلمين ، وقد أحيط عليه السلام منذ نعومة أظفاره بهالة من التكريم والتعظيم من المؤمنين ومن والمتحرجين في الدين ، وقد ملك بمواهبه عواطف العلماء ليسجلوا إعجابهم برقي فكره ورفعة شأنه في مؤافاتهم أختم هذه النفحات الطيبة من ذكره الجميل بكرامة من كراماته ومعاجزه نتبرك بها متيقنين بأن الله قد أذن له بهذه المعاجز التي تظهر عظمته عنده للناس أجمعين ولا سيما الموالين والمحبين له عليه السلام يقول الشيخ المفيد قدس سره الشريف: لما توجَّهَ أبو جعفر الجواد عليه السلام من بغداد إلى المدينة ومعه أمُّ الفضل ، خرج الناس يُشيِّعونه .ولمَّا صار عليه السلام إلى شارع باب الكوفة انتهى إلى دار المُسَيَّب عند مغيب الشمس ، فنزل ودخل المسجد .وكان في صحنه عليه السلام شجرة نَبْق لم تَحمِل ثَمَراً بَعد ، فَدَعَا عليه السلام بِكُوزٍ فيه ماء فتوضَّأ في أصل النبقة ، وقام عليه السلام فصلَّى بالناس صلاة المغرب .فقرأ عليه السلام في الركعة الأولى منها سورة الحَمْد والفَتْح ، وقرأ في الركعة الثانية سورة الحَمْد والتَوحِيد ، وقَنَتَ قبل ركوعه ، وصَلَّى الثالثة ، وتشهَّدَ وَسَلَّم ، ثم جلس عليه السلام هُنَيئَةً يذكر الله جلَّ اسمُه .وقام من غير أن يُعَقِّبَ فَصلَّى النوافل أربع ركعات ، وعَقَّب تعقيبَهَا ، وسَجد سَجدَتَي الشكر ، ثمَّ خرج عليه السلام .فلمّا انتهى عليه السلام إلى شجرة النبق رآها الناس وقد حَمِلَتْ حَمْلاً حسناً بسبب بَرَكات الإمام عليه السلام ، فتعجَّبُوا من ذلك وأكلوا منها ، فوجدوا نبقاً حلواً لا عجم له ، وَودَّعُوه عليه السلام وَمَضَى من وقته فسلام الله على مولانا الجود في لحظة ولادته وإشراقة نوره على هذه الأرض ليزينها بجماله ويعمرها بعلمه ويطيبها بأريج نفسه ومبارك عليكم أيها المؤمنون هذا اليوم الزاهر بمولده ، وأنالكم الله مرادكم بجاهه وعظمته وأسعدكم بوده والثبات على ولايته ووفقكم للنجاح بفضله وشأنه وختم لكم بالفلاح بشفاعته ![]() صــ آل محمد ــداح |
![]() |
#4 |
عضو مميز
![]() |
![]()
أسعدكما الله وأدامكما محتفين بميلاد الأطهار وبارك فيكما ووفقكما لنيل مطالبكما بجاه الإمام الجواد عليه السلام
طاب يومكما لأيها الفاضلان نورجهان - أبا قحطان |
![]() |
![]() |
|
|
|