#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ونبقى في إطلالة رجب بهلاله الزاهر بأنوار عترة المصطفى صلى الله عليه وآله ، فبالأمس احتفلنا بإشراقة سابع الأنوار وباقر علوم الأنبياء الإمام محمد الباقر عليه السلام واليوم نحن على موعد وإطلالة النور الثاني عشر والإمام العاشر الهادي إلى الخير والدال على طريق النجاة مولانا الإمام علي بن محمد الهادي عليه وآبائه وأبنائه أفضل الصلاة والسلام نعم في هذه الليلة ويومها إزدان الكون وتلألأت نجوم السعد واستضاء هلال الخير بنور ولي الله وحجته ومستودع حكمته وخازن علمه وسبيل المؤمنين إلى مرضاة ربه أرسلت الشمس في فجر ذلك اليوم الجميل خيوط أشعتها معلنةً الفرحة الكبرى لأهل الأرض تُبشرهم بعظمة نور هذا الإمام الذي أشرق وزهى ليُضفي على الحياة الجمال لتتزين بفكره الوضاء وتتعطر بأريج نفسه الزكية تلك النفس التي سمت بمعرفتها للحق تبارك وتعالى فأبت إلا أن تكون مطمئنة بذكره ، معرضة عن معصيته ، متزينة بجمال وده ، زاهدة عن ملذات الحياة راغبة في لذة اللقاء بمعبودها ومحبوبها تنجاجيه بفؤاد طاهر وتدعوه بلسان طيب ، ترى الغنى في إقبالها على الغني المطلق ، الذي من أتاه لم ير الفقر ومن أعرض عنه لم يجد الغنى نعم أيها الأحبة: نحن هنا نستذكر حياة ذلك العظيم الزاهد عن كل يشغله عن خالقه ، ونحتفل بإطلالة من به تحيا الأرض وتستقر السماء ، إمام عصمه الله من الزلل وآمنه من الفتن وأذهب عنه الرجس وطهره تطهيراً مولاً عظيماً بمعرفته بالله وعظيماً بإعراضه عما فيه سخط الله وعظيماً بخلقه وطيب نفسه وسمو روحه ورقي فكره ، إنه آية من آيات الله العظمى والصراط الموصل إلى الجنان ، نستذكره بحفاوة واحتفاء فاتحين قد فتحنا مجالسنا واستضفنا كبار الشعراء ورواد المنبر الحسيني ليصدحوا بقصائد المدح له ويظهروا فرحتهم بأناشيد رائعة صاغتها أفكارهم المستنيرة ورددتها حناجرهم الذهبية بأصوات جهورية تتناغم وهذه المناسبة الطيبة التي فيها أزهر نوره المشع ، ليملأ الأرض جمالاً والسماء انواراً وهنا وفي هذه العجالة يطيب لي أن أستعرض نفحات طيبة من حياته المباركة في نقاطٍ قصيرة نتبرك خلالها بسيرته العطرة ونستلهم من وجوده القصير في هذه الدنيا الخير ، راجياً من الله القبول ومن مولاي السرور ومنكم أيها الأحبة المشاركة في إحياء أمره بزينة الردود وطيب المرور - مولده الشريف ولد عليه السلام في اليوم الثاني من شهر رجب الأصب سنة 212ه وفي رواية كان ميلاده في 15 ذي الحجة من نفس السنة في المدينة المنورة والداه: أبوه الإمام محمد الجواد عليه السلام وأمه السيدة سماته المغربية - ألقابه: الهادي ، المتوكّل ، الفتّاح ، النقي ، المرتضى ، النجيب ، العالم - كنيته: أبو الحسن ، ويقال له أيضاً: أبو الحسن الثالث ، تمييزاً له عن الإمام علي الرضا فإنّه أبو الحسن الثاني - عمره ومدة إمامته: عمره 42 سنة ، ومدة وإمامته 33 سنة - طغاة عصره: المعتصم ، الواثق ، المتوكّل - مكانته العلمية: كان مرجعاً أهل العلم والفقه والشريعة ، وحفلت كتب الرواية والحديث والمناظرة والفقه والتفسير وأمثالها بما أُثر عنه واستُلهم من علومه ومعارفه - إشراقات من نور كلامه: من جمع لك ودّه ورأيه، فاجمع له طاعتك .. من هانت عليه نفسه فلا تأمن شرّه .. الدنيا سوق، ربح فيها قوم وخسر فيها آخرون .. من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه .. الهزل فكاهة السفهاء وصناعة الجهّال - ومن جميل شعره: ما قاله عليه السلام للمتوكل العباسي الذي كان ثملاً بكثرة الشراب فناول كأساً بيده إلى الإمام عليه السلام فامتنع قائلاً: واللهما يخامر لحمي ودمي قطّ، فاعفني فأعفاه بعد أن طلب منه أن ينشده شعراً فامتنع فلم يعفيه عن ذلك حينها أنشد عليه السلام قائلاً: باتوا على قلل الأجبال تحرسهم .. غلبُ الرجال فما أغنتهم القلل واستنزلوا بعد عزّ من معاقلهم .. وأُسكنوا حفراً يا بئس ما نزلوا ناداهم صارخ من بعد دفنهم .. أين الأساور والتيجان والحلل أين الوجوه التي كانت منعّمة .. من دونها تُضربُ الأستار والكلل فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم .. تلك الوجوه عليها الدود يقتتل قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا .. فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا فأبكى بشعره هذا المتوكل ومن كان حاضراً في مجلسه ثم أمر جلاوزته بأن يردوه إلى بيته معززاً مكرماً ![]() - شهادته: استشهد على يد المتوكل العباس بالسم النقيع في سر من رأى في الثالث من شهر رجب سنة 254 هجرية فسلام الله على الإمام الهادي يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً وسلام على محبيه وشيعته أينما كانوا وفي أي زمان عاشوا وفي الختام: حيث لا فاصل بين مناسبة ولادته وشهادته عليه السلام إرتأيت أن أمزجلآلئ الفرح بدموع الحزن لتصاغ هذه المقالة بهذه الصيغة التي أظهرتُ في بدئها زينة الإحتفاء بإشراقة نوره وفي ختمها الحسرة على أفول ذلك النور العظيم على يدٍ نجسة ونفسٍ خبيثة أبت إلا أن تطفئ شمعته ليغيب عن شيعته ومحبيه ليعيشوا من بعده أيتاماً يلوذون بحفيده المغيب عن الأبصار الإمام صاحب الزمان عجل الله فرجه ليُزيل عن قلوبهم الأكدار وعن نفوسهم الأحزان وعن حياتهم البلاءات داعين المولى العظيم أن يسهل مخرجه ليكونوا أنصاراً له في الأخذ بثارات أجداده وآبائه الأطهار عليهم السلام أجمعين ![]() صــ آل محمد ــداح |
![]() |
#5 |
مشرف
![]() |
![]()
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّل-.فَرَجَهُمْ
الاخ العزيزا صداح ال محمد بارك الله فيكم موضوع رائع وجميل موفق لكل خير تقبل تقديري ودعائي |
![]() |
![]() |
#6 |
عضو مميز
![]() |
![]()
أسعد الله أيامكم بالموفقية والنجاح وعظم أجوركم لاستشهاد ملاي الهادي عليه السلام
طاب مروركم فطيب المقال أيها العزاء نورجهان - خادمة الشفيع - أبا قحطان -- محمد أبو رغيف |
![]() |
![]() |
|
|
|