#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس سلام الله عليك يازين العباد ، سلام الله عليك يامن مزجت طعامك وشرابك بالبكاء على مصاب أبيك ، سلام الله عليك يامن خشع قلبك من خشية الله فأغناك عن شرور خلقه وجعلك وجيها في العباد ، نطقت عن الله فكان قولك نوراً يهدي إلى الرشاد ، رسمت به طريقاً سالكاً للخير والصلاح نعم سيدي طبت نفساً ونلت خيراً وأسعدك الله بقربه فكنت له من خيرة الأولياء فأعطاك ما لم يعطي أحداً من الخلق عدا آبائك وأبنائك الأطهار ، لتُفجر لنا من ينبوعك الصافي كلاماً يحوي الحكمة ويشع بالفضيلة والسلام ، لقد رأيت من أعدائك العجب ، فصبرت ونلت به خير الجزاء ، وواجهت من الأهوال ما تتصدع منه الجبال وتتزلزل له الأرض وترعد له السماء ، رأيتَ أبيك صريعاً مُقطعاً بسيوفٍ ورماح ، ورأيت صدره مرضوضاً ورأسه مرفوعاً على الرماح ، ورأيت عمتك وأخواتك يدخلن في مجالس الطغاة ، مكشوفات الرءوس يتصفح وجوههن سلاطين الجور ووعاظ البلاط ، ومن باع دينه بدنياه من عامة الناس ، فصبرت واحتسبت وشكوت حالك لمحبوبك الأوحد دون سواه ، فجزاك لصبرك الحكمة وفصل الخطاب ، لتُمتعنا بجميل قولك ، وتسعد حياتنا بطيب كلامك لنرتوي بها من عذب مائك ، وهذه المقولة التي صدرتُ بها مقالتي هي مما جاد به فكرك علينا لترسم لنا بها طريقاً سالكاً إلى الغنى عن الحاجة إلى الخلق بالقناعة إلى ما قسم الله لنا فهو الكنز الذي به نهنأ بحياة العز وكرامة الحياة ، فالحمد لله الذي جعلنا من شيعتك وومن يستنير بضياء فكرك ويأخذ الحكمة من زينة أقوالك لنكن بها قريبين من رب العباد ، لنقنع بما أعطانا ونحمده على ممنه لنا ونعمه المسداة علينا ، ولا نجزع من بلائه لنا ، بل نصبر ونحتسب لننال بذلك أجر الصابرين ، ونهنأ بالغنى عن العالمين ، نعم نحمد الله الذي هدانا لأن نكون من شيعتك ، ونسعد بخدمتك ، ونفرح لفرحك ونحزن لحزنك فأنت ولي الله ومن أجلك خلقنا الله ، وباتباعك ننال رضوان الله ونتنعم في جنانه ![]() صــ آل محمد ــداح |
|
|
|