من دروس الثورة الحسينية

بسم الله ارحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
لا وَالله ، لا أُعطِيكُم بِيَدي إعطَاءَ الذَّليل ، وَلا أفِرُّ فِرارَ العَبيد
درس من دروس الشهادة تفوح بعطر العزة تفوه بها سليل الأنبياء وسيد الجنان ليُعلم بها المستضعفين كيف يتعاملون مع سلاطين الجور حينما يضيق بهم الحال لدرجة تُهتك فيها أعراضهم وتُنزف أموالهم لإحياء الليالي الحمراء وجلب العواهر والغواني وتحقيق رغبات أولئك السلاطين الطغاة ، بينما هم يعيشون تحت خط الفقر يستعطون فلا يُعطَون ويطالبون بحقوقهم فينالون لذلك السجن والقتل ، مُستعبدين وهم أحرار ، ومُستضعفين وهم أبطال ، إن تفوهوا بكلمة حق قُطعت منهم الألسن وإن سكتوا على الظلم ضاقت بهم الحياة وتمنوا أن يكونوا أموات فكيف يكون سبيلهم إلى الخلاص ؟
الجواب جلي في مقولة سيد الشهداء عليه السلام والذي رسم فيها طريق الحرية والإباء لكل من أراد الخلاص من الذل والهوان ، هنا يقول الحسين عليه السلام على من يبحث عن الحرية والعيش بسلام أن يواجه ذلك السلطان بالكلمة فإن لم تُجدي نفعاً فليُدافع عن عرضه وماله بالثورة على الطغيان ، بعد أن يرسم لها الخطوط العريضة التي تمكنه من النصر حتى وإن غاب منه العيان ، فلا يبايع ولا يتراجع ففي ذلك الخسران ، ولا يفر بعد أن قام ، فإن فعل فقد عمل على تقوية شوكة الجور ، لتكون وخزتها عليه قاسية وألمها شديداً ونزفهايودي به إلى الهلاك ، ويجعل منه إضحوكة على مر العصور والأزمان
نعم أيها الأخوة
الحسين عليه السلام وبثورته العظيمة والتي بقت خالدة مع ما كِيد لها لتكون في خبر كان ، رسم طريقاً سوياً لمن تضوروا ألماً وكمداً من جور السلطان يوصلهم إن سلكوه إلى الفرج والخلاص إما بحياة عزيزة خالية من الفساد أو بموتة كريمة يتوق لها كل من يأبى العيش ذليلاً وقد خلقه الله كريماً رافضاً للطغيان
وها هم الأحرار اليوم اتخذوا من مقولة سيد الشهداء نبراساً هداهم إلى الخلاص من شرور السلاطين ، ومنهم من لا زالوا يقاومون بأجسادٍ عارية أسلحة الفتك والعدوان ، فإن هم واصلوا فسيصلون إلى مبتغاهم بحصولهم على المدد من الله ، لتبقى دماء الشهداء منهم تفور لتُزلزل عروش من تسلط على رقابهم من طغاة وبغاة ، ويسعد الأحياء منهم بحياة حرة تختلف عما كانت عليه من مر العيش وذل المقام
فما أجمل هذا الدرس الذي تعلمناه من هذه المقولة القليلة الكلم العظيمة المعان ، فهي موسوعة ينهل منها كل من يعشق الحرية على هذه الأرض ويتوق إلى عزة الحياة
حقاً كلامكم نور سادتي عترة خير الأنام ، فهنيئاً لنا بكم وبولائنا لكم يا أفضل وأكرم من عَبَدَ الله
ندعو الله أن يثبتنا على هذا الود لتُضيء نفوسنا بنهل الخير منكم يا خيرة العباد ، وندعوه أن يُفرج عن قائمكم آل البيت الإمام المهدي المنتظر عليه وعليكم السلام بتعجيل فرجه وتسهيل مخرجه وأن يجعلنا من أنصاره وأعوانه في محاربة الظلم والعدوان ، والأخذ بثاراتكم تحت رايته المباركة ونيل الشهادة بين يديه لنفوز معكم فوزاً عظيماً



صــ آل محمد ــداح