لقد تجلّى الكرم الواقعي، والسخاء الحقيقي في الإمام فكان مضرب المثل في الكرم والمعروف، فقد فزع إليه البائسون والمحرومون لينقذهم من كابوس الفقر وجحيم البؤس وقد أجمع المؤرخون أنه أنفق() جميع ما عنده عليهم كل ذلك في سبيل الله لم يبتغ من أحد جزاءاً أو شكورا، وكان() في صِلاته يتطلب الكتمان وعدم الذيوع لئلا يشاهد على الآخذ ذلة الحاجة، وكان يلتمس في ذلك وجه الله ورضاه، ولهذا كان يخرج في غلس الليل البهيم فيصل الطبقة الضعيفة ببرّه وإحسانه وهي لا تعلم من أيّ جهة تصلها تلك المبرة، وكان يوصلهم بصراره التي تتراوح ما بين المائتي دينار الى الاربعمائة دينار وكان يضرب المثل بتلك الصرار فكان أهله يقولون
عجباً لمن جاءته صرار موسى وهو يشتكي القلة والفقر
وبلغ من عطفه المستفيض أنه إذا بلغه عن شخص يؤذيه ويسيء إليه بعث له بصرّة فيها ألف دينار وقد قامت هباته السرية وصلاته الخفية بإعاشة فقراء يثرب، فكانوا جميعاً يرتعون بنعمته ويعيشون من عطاياه.
وحدّث عيسى بن محمّد القرطي قال زرعت بطيخاً وقثاءً وقرعا في موضع بالجوانيّة على بئر يقال لها اُم عضام
فلمّا استوى الزرع بغتني الجراد، فأتى على الزرع كلّه، وكنت قد غرمت عليه مع ثمن جملين مائة وعشرين ديناراً. فبينما أنا جالس إذ طلع عليّ الإمام موسى بن جعفر() فسلّم ثم قال لي: كيف حالك؟
فقلت أصبحت كالصريم بغتني الجراد فأكل كل زرعي
فقال كم غرمت فيه؟
فقلت مائة وعشرين ديناراً مع ثمن الجملين سلام على الامام المعصوم الامام موسى أبن جعفر الكاظم عليه السلام رزقنا الله زيارته في الدنيا وفي الاخرة شفاعته تحياااتي لكم جميع نورجهان
فالتفت () لعرفة وقال له زن لابن المغيث مائة وخمسين ديناراً. ثم قال لعيسى فربحك ثلاثون ديناراً مع الجملين
سلام على الامام المعصوم الامام موسى أبن جعفر الكاظم عليه السلام رزقنا الله زيارته في الدنيا وفي الاخرة شفاعته تحياااتي لكم جميع نورجهان