#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() الإمام الجواد عليه السّلام يبيّن معنى « الأحد »
• روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: قلتُ لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: ![]() ![]() قال عليه السّلام: المُجمَع عليه بالوحدانيّة. أما سمعتَه يقول: ![]() ![]() فقلت: قولُه ![]() ![]() قال: يا أبا هاشم، أوهامُ القلوب أدقُّ من أبصار العيون؛ أنت قد تُدرك بوهمك السِّند والهند والبلدان التي لم تدخلها، ولا تدرك ببصرك ذلك؛ فأوهام القلوب لا تدركه، فكيف تدركه الأبصار ؟! (17) • وروى أبو هاشم الجعفري، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام، فسأله رجل فقال: أخبِرني عن الربّ تبارك وتعالى، أله أسماء وصفات في كتابه ؟ وهل أسماؤه وصفاته هي هو ؟ فقال أبو جعفر عليه السّلام: إنّ لهذا الكلام وجهَين: إن كنتَ تقول « هي هو أنّه ذو عدد وكثرة، فتعالى اللهُ عن ذلك. وإن كنتَ تقول « هذه » الصفات والأسماء لَم تَزَل »، فإنّ « لم تَزَل » محتمل على معينيَن: فإن قلتَ « لم تزل عنده في عِلمه وهو يستحقّها » فنعم. وإن كنتَ تقول « لم تَزَل صورُها وهِجاؤها وتقطيع حروفها »، فمعاذ الله أن يكون معه شيء غيره! بل كان الله « تعالى ذِكرُه » ولا خَلْق، ثمّ خَلَقها وسيلةً بينه وبين خلقه، يتضرّعون بها إليه ويعبدونه، وهي ذِكرُه، وكان الله سبحانه ولا ذِكر. والمذكور بالذِّكر هو الله القديم الذي لَم يَزَل، والأسماء والصفات مخلوقات، والمعنيّ بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف ولا الائتلاف، وإنّما يختلف ويتألّف المتجزّئ. ولا يُقال له: قليل ولا كثير، ولكنّه القديم في ذاته، لأنّ ما سوى الواحد متجزّئ، والله واحد لا متجزّئ ولا مُتوهَّم بالقلّة والكثرة؛ وكلّ متجزّئ أو مُتوهَّم بالقلّة والكثرة فهو مخلوق دالٌّ على خالقٍ له. فقولُك « إنّ الله تعالى قدير » خبرتَ أنّه لا يُعجزه شيء، فنَفَيتَ بالكلمة العجزَ، وجعلتَ العجز لسواه. وكذلك قولك « عالم ، إنّما نَفَيتَ بالكلمة الجهلَ، وجعلتَ الجهل لسواه. فإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصورةَ والهجاءَ والتقطيع، فلا يزال مَن لَم يَزَل عالماً. فقال الرجل: فكيف سَمَّينا ربَّنا سميعاً ؟ فقال عليه السّلام: لأنّه لا يخفى عليه ما يُدرَك بالأسماع، ولم نَصِفْه بالسمع المعقول في الرأس.وكذلك سَمّيناه « بصيراً » لأنّه لا يخفى عليه ما يُدرَك بالأبصار من لون أو شخص أو غير ذلك، ولم نصفه ببصرِ طرفةِ العين. وكذلك سمّيناه « لطيفاً » لعِلمه بالشيء اللطيف مثل البعوضة وما هو أخفى من ذلك، وموضع المشي منها، والشهود والسِّفاد، والحَدب على أولادها، وإقامة بعضها على بعض، ونقلها الطعامَ والشراب إلى أولادها في الجبال والمَفاوِز والأودية والقِفار؛ فعلمنا بذلك أنّ خالفها لطيف بلا كيف، إذ الكيفيّة للمخلوق المكيَّف. وكذلك سَمَّينا ربَّنا « قويّاً » بلا قوّة البطش المعروف في الخلق؛ ولو كانت قوّته قوّة البطش المعروف في الخلق لوقع التشبيه واحتمل الزياد، وما احتمل الزيادة احتمل النقصان؛ وما كان ناقصاً كان غير قديم، وما كان غير قديم كان عاجزاً. فربُّنا تبارك وتعالى لا شِبه له ولا ضِدّ ولا نِدّ ولا كيفيّة ولا نهاية ولا تصاريف، مُحرّمٌ على القلوب أن تحمله، وعلى الأوهام أن تَحِدّه، وعلى الضمائر أن تُصوّره، جلّ وعزّ عن أداة خلقه وسمات بَريّته، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً (18). امتحان آخر من قِبل القاضي ابن أكثم • روى ابن شعبة مرسلاً أنّ المأمون قال ليحيى بن أكثم: اطرح على أبي جعفر محمّد ابن الرضا مسألة تَقطَعُه فيها؛ فقال ابن أكثم: يا أبا جعفر، ما تقول في رجُلٍ نَكَح امرأة على زنا، أيَحِلُّ له أن يتزوّجها ؟ فقال عليه السّلام: يَدَعُها حتّى يَستبرئها من نُطفته ونطفة غيره، إذ لا يُؤمَن منها أن تكون أحدثت مع غيره حدثاً كما أحدث معه، ثمّ يتزوّج بها إن أراد؛ فإنّما مَثَلها مَثَلُ نخلةٍ أكل رجلٌ منها حراماً، ثمّ اشتراها فأكل منها حلالاً. فانقطع يحيى (19). في تفسير بعض الآيات القرآنيّة • روى الصدوق بإسناده عن عليّ بن مهزيار، قال: قلتُ لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: قوله عزّوجلّ ![]() ![]() ![]() ![]() • وروى المفيد بإسناده عن جعفر بن محمد الصوفيّ، قال: سألتُ أبا جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليه السّلام، قلتُ له: يا ابن رسول الله، لِم سُمِّي رسول الله صلّى الله عليه وآله الأُمِّيّ ؟ فقال: ما يقول الناس ؟ قلتُ: جُعِلت فِداك، يقولون: إنّما سُمّي الأُمِّيّ؛ لأنّه لم يكن يكتب. فقال عليه السّلام: كَذَبوا عليهم لعنةُ الله! أنّى يكون ذلك ويقول الله عزّوجلّ في كتابه ![]() ![]() ![]() ![]() • وروى الصدوق بإسناده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحَسَنيّ، قال: سألت محمّد بن عليّ الرضا عليه السّلام عن قوله عزّوجلّ ![]() ![]() قال: يقول الله عزّوجلّ: بُعداً لك مِن خير الدنيا بُعداً، وبُعداً لك من خير الآخرة (27). • روى عليّ بن إبراهيم عن عليّ بن أسباط، قال: قلتُ لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: يا سيّدي، إنّ الناس يُنكرون عليك حداثةَ سِنِّك! قال: وما يُنكرون علَيَّ من ذلك ؟! فواللهِ لقد قال اللهُ لنبيّه صلّى الله عليه وآله: ![]() ![]() علّة تسمية الإمام الرضا عليه السّلام بـ « الرضا » • روى الشيخ الصدوق بإسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ، قال: قلتُ لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسى عليهم السّلام: إنّ قوماً مِن مُخالفيكم يزعمون [ أنّ ] أباك إنّما سمّاه المأمونُ « الرضا » لمّا رضيه لولاية عهده. فقال: كذبوا واللهِ وفَجَروا! بل اللهُ تبارك وتعالى سمّاه « الرضا »؛ لأنّه كان رضيَ لله عزّوجلّ في سمائه، ورضي لرسوله والأئمّة من بعده صلوات الله عليهم في أرضه. قال: فقلتُ له: ألم يكن كلّ واحد من آبائك الماضين عليهم السّلام رضىً لله تعالى ولرسوله والأئمّة عليهم السّلام ؟ فقال: بلى. فقلتُ: فلِمَ سُمّي أبوك من بينهم « الرضا » ؟ قال: لأنّه رضيَ به المخالفون من أعدائه، كما رضيَ به الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم السّلام؛ فلذلك سُمّي من بينهم الرضا عليه السّلام (30). في اختلاف الشيعة • روى الشيخ الكليني بإسناده عن محمّد بن سنان، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام فأجريتُ [ ذِكرَ ] اختلاف الشيعة، فقال: يا محمّد، إنّ الله تبارك وتعالى لَم يَزَل مُتفرّداً بوَحدانيّته، ثمّ خَلَق محمّداً وعليّاً وفاطمة، فمكثوا ألف دهر؛ ثمّ خلق الأشياء فأشهدهم خلقَها، وأجرى طاعتهم عليها، وفوّض أمورها إليهم، فهم يُحلّون ما يشاؤون ويُحرّمون ما يشاؤون، ولن يشاؤوا إلاّ أن يشاء الله تبارك وتعالى. ثمّ قال: يا محمّد، هذه الديانة التي مَن تقدّمها مَرَق، ومَن تخلّف عنها مُحِق، ومَن لَزِمَها لَحِق؛ خُذها إليك يا محمّد! (31) ![]() |
|
|
|