#1
|
|||||||||
|
|||||||||
المرأة التي جسدت الدور الرسالي للمرأة التي عكست الأهداف الحسينية
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم لا يغيب عن الذهن أن للمرأة في الاسلام دوراً رائداً في مجال التطبيق الرسالي فهي تعد بحق صانعة الأجيال وسند كل عظيم، وليس هناك دور خاص بها ومقيدة فيه بل إن ساحة الميدان بالنسبة لها واسعة فهي الأم والأخت والزوجة والمربية وقد تكون منبراً للحق وداعية من دعات الله فمن حسن تبعلها الى ادوار تلج فيها اذا اقتضت الحاجة. العقيلة نموذج المرأة الرسالية اذا كان الإمام الحسين نموذجاً للأبطال والرساليين ومناراً لكل من أراد طريق الانتصار، فزينب (ع) نموذجاً للمرأة الواعية والشجاعة من اجل الدين والعقيدة، وكما أن الرجل يمكن أن يكون بطلاً ومجاهداً ويضع له بصمات في تاريخ العقيدة، كذلك المرأة بإمكانها أن تكون بطلة ومجاهدة، إنما كل ما في الأمر أنها بحاجة الى شعلة الإيمان المتوهجة في النفس. فهذه الحوراء (ع) التي خرجت من بين النور السماوي لتكرس دور المرأة المسلمة في المجتمع، فأعطت لنسائنا رسالة في الحجاب حتى أن جارهم لم يسمع لها صوتاً ولم ير لها شخصاً وأعطت درساً في حسن التبعل وفي الأمومة ومثالاً للأخت الفاضلة، فضلاً عن دورها في تثبيت دعائم الإسلام، فما كان من زينب (ع) إلا أن تصدت لهذه المهمة الكبيرة بدافع الإيمان ونصرة الدين والمذهب، فالإمام الحسين (ع) كان يمثل لها إماماً مفترض الطاعة، وإن نصرته هي نصرة للحق ولله تعالى، ولولا تلك الواقعة التي انتهت باستشهاد الامام (ع) واهل بيته واصحابه و وجود الإمام زين العابدين (ع) ودور العقيلة في إيضاح اهداف رسالة واقعة الطف لما كان للدين من إسم في وقتنا الحالي. وهكذا كانت واقعة كربلاء والإعلام الزينبي ممهداً لدور الأئمة الذين نهضوا بمهمة الرسالة الالهية الى البشرية. تحديات الرساليين إن من ابرز الضعوط التي تواجه الرسالة والرسالي هو خط الطاغوت وخط الدعايات المضادة وتشويه الحقائق وخط المجتمع غير المتفاعل ، وهذا ما واجهه الإمام الحسين (ع) والذي امتد الى ما بعد المعركة واستشهاده (ع). 1 – الطاغوت ان خط الطاغوت متمثلاً بيزيد والمجتمع الراكد الذي كان بين عارف للحق ومائل بشهواته الى الباطل وبين من دفعه جهله بعدم معرفة الحق وبين من أتخذ الأمر معركة على المناصب، فقال (ما لنا والدخول بين السلاطين)، وهنا يأتي دور الرسالي في إيقاظ المجتمع عن غفلته وليبين الحقائق والحق الصحيح ثم زيف الطغاة وضرب الإعلام الفاسد بالإعلام الصحيح. 2 - المجتمع الراكد كلما كان المجتمع راكداً ومنطوياً على نفسه، كلما كان أكثر حاجة الى من يحركه، ولأنه راكد فهو يشبه الصخرة الصماء التي تتكسر عليها الأمواج في البداية، ومع تكرار الامواج تتحطم الصخرة. وهكذا يتحرك المجتمع الراكد مع استمرار امواج الثورة، وهذا ما لمسناه عند ثورة الإمام الحسين (ع) فلم يرجع المجتمع بعد مقتله الى رشده لولا إكمال المسيرة الثورية عن طريق الإمام السجاد (ع) والعقيلة زينب (ع) بخطبتها الرنانة التي قلبتهم رأساً على عقب فمهدت بذلك الى الثورات التي احدثتها في انفسهم، بعد ذلك ثورات خرجت الى الواقع فظهرت ثورة التوابين وثورة المختار وغيرها من الثورات فكانت الصرخة الزينبية نداء لتعبئة الجماهير. 3 – خط الدعايات المضادة إن الرسالي يجاهد من أجل الله ويعمل لصالح الأمة ويتحمل الأذى لراحة الآخرين ومع ذلك فإن الطاغوت وجلاوزته بما يمتلكون من وسائل الإعلام يستطيعون تحويل (الحق) الرسالي الى (باطل) وتحويل (باطلهم) الى (حق). والإمام الحسين (ع) ثار من أجل الرسالة ومن أجل التوحيد، ولكن الطاغوت يزيد بن معاوية حوّله من حيث الإعلام من (ثائر) الى (متمرد) ومن مؤمن الى مرتد! فقيل بحقه: (قُتِلَ بسيف جده)! وهنا يأتي دور العقيلة زينب (ع) في تصحيح المفاهيم عن طريق الثورة الإعلامية التي أعلنتها والتي قادت الى كشف زيف يزيد والحق الذي كان مع الحسين (ع) واصحابه. لقد جسّدت العقيلة زينب (ع) الصفات الحسينية كما جسدت واقعة الطف للمجتمع الاسلامي وذلك من خلال الأمور التالية: 1 – الإرادة إن الفرد أمام البلاء ومواجهة الظلم أمام اختبارين أو قل تمحيصين: التمحيص الأول: الاضطراري، وهو أن ينال الفرد الظلم من الطغاة وانواع البلاء لا باختياره بل هو ضمن إرادة الله تعالى لكي يرفع من مستوى الانسان الإيماني، وهذا هو أكثر ما يتعرض له المؤمنون لأن الفرد بطبيعته يميل الى حب الراحة ولا يميل عادة الى الاجهاد وطريق الاشواك ومواجهة المشاكل مع الحكام لأنها عادة ما تكون لها اضرار ومشاكل، لذلك من حكمة الله ونعمته ان يختبر عباده المؤمنين بالبلاء لكي يرتفع إيماناً. التمحيص الثاني: الاختياري، وهو أن يواجه المؤمن الظلم والطغاة ويتحمل البلاء والمصاعب في ذلك الطريق باختياره طلباً للتكامل واكتساب المنزلة الرفيعة عند الله، وهذه المنزلة لا ينالها إلا ذو حظ عظيم، ومن استوطن حب الله وحب أهل بيته في نفسه فلا يهاب بعد ذلك من الموت. وقد عكست المرآة الزينبية في دورها الإعلامي هذه الحقيقة في العقيدة الراسخة والإيمان المتكامل حينما قالت: (اللهم تقبّل منّا هذا القربان)، وحينما سألها ابن زياد: (كيف رأيتِ صنع الله بأخيك)؟! قالت: (والله ما رأيت إلا جميلاً، هؤلاء رجال كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم). أي إننا جئنا هنا ونعرف ماذا نريد وما سيحل بنا، أردناها ومشيناها وسعينا الى هذه المواقف بكل ثقة واقتدار مع توقع جميع هذه النتائج ونحن نطلب من الله القبول. واذا ارادت المعركة مزيداً من هذه الضحايا فنحن مستعدون أن نقدم، فأي مشهد أنبل من هذا؟! 2 – اظهار العز والكرامة اظهار المعركة بمظهر العز والكرامة، لا يقل عن المشهد البطولي الذي سجله الامام الحسين واصحابه وابناؤه على ارض كربلاء، ففي جميع مراحل السبي التي مرت بها العقيلة زينب (ع)، وهي مراحل غاية في الصعوبة، لا يمكن ان ندركها او نفهمها بشكل كامل، جسدت وقفة العز والكرامة التي وقفها سيد الشهداء (ع) وجسدها بقوله: (والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد) وقال: (هيهات منا الذلة). 3 – كشف الحقائق: أريد لواقعة الطف التزييف في حقائقها، بان من حضروا مع الامام الحسين (ع) إنما هم خارجين على الاجماع ومن العصاة الذين شقوا عصا الطاعة، وأن هنالك (حكومة) ونظاماً قائماً على الجميع اطاعته...!! ولكن العقيلة (ع) كشفت زيف هذه المؤامرة وأبطلتها وبينت المأساة والظلم البشع لبني أمية بحق أهل البيت (ع) بخطبتها الصاعقة فاماطت اللثام عن جرائم الأمويين وأنارت العقول والاذهان حتى جعلت أهل الشام يعيدون النظر في نظام حكمهم وفي من يحكمهم، واهل الكوفة عندما ذهبت هناك يعيشون حسرة عدم نصرة الإمام الحسين (ع) مما مهد الطريق لكثير من الثورات التي حصلت فيما بعد. لذلك فقد سطّرت عقيلة بني هاشم (ع) أروع ملامح الإيمان والبطولة والإباء في مواقف رسمت على صفحات الحضارة الانسانية لوحة زاهية الألوان، واضحت الملامح لكل انسان يريد بيقين أن يختار طريقه في الحياة، هذه المواقف التي أسست منهجاً راقياً للتغيير والكرامة. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
05-09-2013, 04:04 PM | #3 |
المراقبين
|
|
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
|
|
|
|