#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الامام الباقر عليه السلام يصف المتقين
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلً على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم تحدث الإمام (عليه السلام) في أحاديث كثيرة عن التقوى و صفات المتقين ، و الإيمان و المؤمنين، و هذا بعض ما أثر عنه: أ ـ قال ( عليه السلام ): ( أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة ، و أكثرهم معونة ، إن نسيت ذكروك ، و إن ذكرت أعانوك ، قوالين بحق الله ، قوامين بأمر الله ) ، (1). هذه الصفات ، يتصف بها القلائل من أفراد الأمة ، الجهابذة و العباقرة ، الذين يمثلون قوة الإنسانية و مثلها الأعلى في الحياة الحضارية الراقية ، و يقومون بدورها في سبيل الإصلاح و الرشاد. ب ـ و قال ( عليه السلام ) : (إنما المؤمن إذا رضي ، لم يدخله رضاه في إثم ، و لاباطل ، و إذا سخط ، لم يخرجه سخطه من قول الحق ، و المؤمن إذا قدر ، لم تخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس بحق ) ، (2). من أبرز صفات المؤمن بربه ، أن يكون متميزاً في سلوكه و متميزاً في شخصيته ، يلجم نفسه عند الغضب ، و يعف عند المقدرة ، رائده الحق في جميع تصرفاته. ج ـ و قال ( عليه السلام ): ( الغنى و العز ، يجولان في قلب المؤمن ، فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل استوطناه ) ، (3). هؤلاء وصفهم الله عز و جل قال تعالى : ( الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله ) ، (4). د ـ تحدث (عليه السلام) عن الفرق بين الإيمان و الإسلام فقال : ( الإيمان ما كان في القلب و الإسلام ما عليه التناكح ، و حقنت به الدماء و الإيمان يشرك الإسلام و الإسلام لا يشرك الإيمان) ، (5) . الإيمان يقيم في ضمائر المتقين ، يخشون به الله تعالى ، و يخافون عقابه ، فلا يتركون واجباً ، و لايقترفون إثماً . أما الإسلام فهو من أسلم وجهه لله تعالى ، فإذا نفذ إلى أعماق القلب صار المسلم مؤمناً ، و إذا بقي كلمة على اللسان فلا يعتد به. و إلى هذا أشارت الآية الكريمة التي تقول : ( قالت الأعراب آمنا ، قل لم تؤمنوا ، ولكن قولوا أسلمنا ، و لما يدخل الإيمان في قلوبكم ) ، (6). الإيمان ، قول باللسان و عمل بالأركان ، و المؤمن يعرف بنتائج أعماله الصالحة ، فهي البرهان الواضح و الأكيد على عمق إيمانه . و للإمام الباقر (عليه السلام) كلام آخر يفرق بين الإيمان و الإسلام يقول : ( الإيمان إقرار و عمل ، و الإسلام إقرار بلا عمل) ، (7). و اقتراب القول بالعمل ، أمر ضروري للعطاء المثمر و التقدم الفالح ، و عندما يقترن القول بالعمل ، ينجبان صبياً ،ر يسميانه الصدق . و عندما يقترن القول بالعمل ، يرزقان بنتاً ، يسميانها الوفاء ، و يلعب الجميع لعبة أظنها الحرية. عطاء الله للمؤمنين منح الله المؤمنين المزيد من ألطافه و فضله ، وقد وعدهم سبحانه بالجنة. قال تعالى: ( وعد الله المؤمنين و المؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و مساكن طيبة في جنات عدن و رضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم ) ، (8) . الله أكبر ما أروع و أمتع و أفضل هذا الوعد الجميل و الجليل!! ، و تحدث الإمام الباقر (عليه السلام) عن العطاء الذي أفاضه تعالى عليهم بقوله : ( إن الله أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا في دينه ، و الفلج في الآخرة ، و المهابة في صدور العالمين) ، (9) . هذه بعض أحاديثه (عليه السلام) في الإيمان ، و هي على سبيل الذكر لا الحصر. الهوامش: 1- شذرات الذهب ج1 ص149. 2- الخصال ص101. 3- صفة الصوفة ج2 ص61. 4- سورة التوبة، الآية 112. 5- تحف العقول ص 297. 6- سورة الحجرات، الآية 14. 7- تحف العقول ص297. 8- سورة التوبة، الآية 72. 9- الخصال ص133. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|