#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل؟
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته لما أريد بناء قصر السلطنة ـ في زمان المرحوم الشيخ علي الكني ـ وكان هناك مسجداً يقع قريباً من القصر، وطبقاً لتصميم البناء الجديد فالمسجد يدخل ضمن القصر، وبدونه سيبقى البناء ناقصاً، فما كان من السلطان إلا أن يستفتي العلماء بصدد خراب المسجد ليدخل في بناء قصر السلطنة، على أن يعين أرضاً أخرى لبناء مسجد، ولما جاءوا إلى الشيخ الكني وعرضوا عليه الأمر، وطلبوا منه أن يكتب فتواه بالجواز في ذلك، استمهلهم إلى الغد، فاستر السلطان والوزراء والمعماريون عند سماعهم هذا الخبر، وفي الغد أمر السلطان أن يستعدوا للمقدمات، فجاء الشيخ الكني، وانشغل السلطان بنفسه بالمقدمات فوضع الطومار الذي يتعلق بخراب المسجد في صينية، وجاء بالدواة والقلم ووضعه على الأرض في مقابل الشيخ الكني ليمضي ذلك، أخذ المرحوم الكني الطومار وأمعن النظر فيه وكتب بذيله شيئاً وأردفه بإمضائه، وقام مسرعاً، وكان السلطان ومرافقوه قد قاموا بتوديع الشيخ بمنتهى الاحترام والتجليل. وبعد ذلك جاء السلطان فأخذ الطومار وهو مسرور جداً فقرأ ما كتبه الكني فوجد هذه العبارة: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) فتأثر السلطان من هذا الموضوع، فأخر بناء القصر، وفي اليوم الذي توفي فيه الكني، باشروا بخراب المسجد الواقع في انتهاء شارع ـ باب همايون ـ وضموه إلى العمارات السلطانية. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|