#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ترسيخ روح الطاعة للامام المهدي(عج) في قلب المؤمن
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
نحن الآن مع دعاء العهد، وهو الدعاء الذي يتلى يومياً في الصباح (لا اقل من اربعين صباحاً) بحسب التوصيات الواردة حيال ذلك.. وقد حدثناك في لقاءات سابقة عن مقطعه المتوسل بالله تعالى بان يجعلنا من انصار الامام المهدي عليه السلام واعوانه، ومن الذابين عنه والمسارعين اليه في قضاء حوائجه.. هنا، نذكرك باننا حدثناك في لقاء سابق عن المقصود من عبارة الدعاء القائلة (والمسارعين اليه في قضاء حوائجه...) لكننا لم نستكمل حديثنا عن النكتة التي تضمنتها العبارة المتقدمة، الا وهي قوله عليه السلام: (اي: الامام الصادق عليه السلام الذي انشأ لنا هذا الدعاء) (والمسارعين اليه في قضاء حوائجه...) اننا ندعوك اخي المستمع الى ان تتأمل جيداً هذه النكتة، وهي ان الدعاء لم يقل (اجعلنا من المسارعين في قضاء حوائجه) بل قال (اجعلنا من المسارعين اليه).. فهنا نلفت نظرك الى النكتة المهمة وهي: أن مقطع الدعاء يطالبنا بان نسارع الى الامام المهدي عليه السلام ونطلب منه ان يكلفنا بمهمة منه.. وقد قلنا: ان الامام عليه السلام ليس بحاجة الينا، بل نحن بحاجة اليه لكي نوفق الى خدمته عليه السلام.. لذلك قال مقطع الدعاء او جعلنا نتوسل بالله تعالى ان يجعلنا من المسارعين اليه، اي نذهب نحن بانفسنا اليه، ونطلب منه ان يوكل الينا مهمة ما وليس ننتظر ان يكلفنا هو فنسارع اليه.. اذن هذه النكتة لها اهميتها الكبيرة في جعلنا نتدرب على الاسهام في معركة محاربة الجور والظلم وفي بناء مجتمع العدل والقسط، وهو: ان نسارع الى الامام عليه السلام ونطلب منه ان يوكل الينا اية مهمة عسكرية او مدنية.. بعد ذلك نتجه الى مواصلة ما توسل به الدعاء من الله تعالى بان يجعلنا في خدمة الامام المهدي عليه السلام، حيث قال: (والمتمثلين لاوامره، والمحامين عنه، والسابقين الى ارادته، والمستشهدين بين يديه...) ولنقف عند كل مفردة من المهمات المذكورة، ونبدأ في ذلك بفقرة (والمتمثلين لاوامره...) هنا نذكرك بان فقرة الدعاء السابقة قالت: اللهم اجعلنا من المسارعين اليه في قضاء حوائجه، وقلنا: معنى هذه العبارة او الطلب هو: ان نسارع نحن الى الامام ونطلب منه ان يوكل الينا مهمة عسكرية او مدنية،.. وها هو الدعاء في عبارته الجديدة يتوسل بالله تعالى بان يجعلنا من المتمثلين لاوامره.. وهذا يعني بوضوح: ان الدعاء طلب منا ان نسارع الى الامام ونطب منه بان يعهد الينا بمهمة عسكرية او مدنية، وعندئذ سوف يأمرنا بما هو مطلوب منا، فاذا اقرنا بذلك، وجب علينا ان نمتثل لاوامره، وهذا ما اكده الدعاء في فقرته الجديدة عندما نتوسل بالله تعالى ان يجعلنا من المتمثلين لاوامره.. هنا قد تتسائل قائلا: وهل نتوقع من قارئ الدعاء ان يتباطأ او يتكاسل او يمتنع اساساً من امتثال اوامره عليه السلام؟ من الحقائق المعروفة في حقل السلوك البشري، ان الانسان قد يكون مشحوناً بعاطفة قوية في زمان السلم او الراحة، الا انه في اللحظة الحرجة قد يتردد او يمتنع اساساً من المشاركة عندما يفاجأ بشدائد الحرب او الخدمة، ولذلك وردت التوصيات التعليمية والارشادية بالتوسل بالله تعالى بان يثبتنا على الميثاق الذي اخذناه على انفسنا بنصرة الامام المهدي عليه السلام.. هذا بالاضافة الى ان سبب التردد او الامتناع قد لايكون لمواجهة الشدائد ضبابية او لبس او عدم وضوح الموقف مع ملاحظة ان النصوص الشرعية تؤكد بان الامر عند ظهور الامام عليه السلام يكون اسطع ظهوراً من الشمس، الا ان ضعف النفس من جانب، وعدم توفر الوعي الجاد من جانب ثان قد يتسببان في تردد او امتناع البعض من الالتزام بميثاقه.. المهم: عندما نواصل قراءة المقطع المتقدم نواجه توسلات تتمثل في الدعاء بان يجعلنا الله تعالى من المحامين عن الامام المهدي عليه السلام، ومن السابقين. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|