#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الاجل آفة الامل
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااتهنص الحديث قال الامام الرضا عليه السلام: "الأجل آفة الأمل". دلالة الحديث هذا الحديث يتضمن الاشارة الى ان الموت هو الآفة اي: الحادثة التي تأتي على الزرع مثلا فتبيده بعد ان يعلق الشخص الآمال علة ما زرعه وما ينتظره من الثمر. وسنحدثك عن هذه الاستعارة او الرمز اي "الافة" من حيث بلاغة التعبير، ولكن يجدر بنا ان نحدثك اولاً عن الدلالة، فماذا نستلهم؟. الجواب: سبق ان لاحظنا في حديث متقدم ان الموت هو: هادم اللذات، وهنا عندما تقارن بين الموت وهو يهدم اللذات وبين الموت وهو: يبيد آمال الانسان نجد تماثلاً في الدلالة وتفاوتاً ايضا، كيف ذلك؟ هذا ما نبدأ بالقاء الانارة عليه الآن. بلاغة الحديث اللذائذ هي: المتاع الدنيوي، والموت يتسبب في تهديمها اي زوالها، وهذا ما يتماثل مع حديث "الاجل آفة الأمل" ولكن الفارق بينهما هو: تأكيد الحديث على ظاهرة "الأمل" من حيث كونها تجسيداً لتهديم اللذة في اعلى مستوياتها، كيف ذلك؟. اللذة مرة تحصل اعتيادياً اي لا تقترن بالتطلع الشديد اليها "كمن يحصل على لذة الطعام مثلاً" حيث تعتبر مجرد لذة قد اعتاد الشخص على الاستمتاع بها ولكن اذا رسم لمستقبله أملاً عريضاً كما لو طمح بان يصبح ذا ثروة مثلاً أو ذا موقع اجتماعي، أو اي طموح آخر يتصل بحاجاته المادية والمعنوية، حينئذ فان الأمل اذا تبدد يصيب الانسان احباط شديد. لذلك عبر الحديث عن الامل بانه يقترن بحصول "آفة" تأتي عليه، وذلك من خلال مجيء الموت، فينطفئ الأمل، والسؤال الآن عن بلاغة الاستعارة او التمثيل او الرمز المتمثل في عبارة "آفة" فما هي نكات ذلك؟. "الافة" كما لو افترضناها آفة زراعية، اي: حصول حادثة تبيد الزرع، هذه الآفة تقترن عند الزارع بوجود "أمل" لديه بان يحصل على "الثمر" من زرعه فاذا أتت الآفة: حينئذ يتبدد أمله، ويصبح وهو يقلب كفيه على ما يراه من الاحباط والحرمان، وما يستتبع ذلك من الجزع والتمزق الخ. وفي ضوء هذه الحقيقة فان الشخصية التي ترسم لها املاً في الحصول على أموال أو جنس أو موقع أو ذرية او الخ. ثم يجئ الموت عندها ماذا يحصل لهذه الشخصية؟ انها تتمزق أسفاً على ما رسمته من الآمال، ويصبح الموت بمثابة الآفة التي اتت على ما زرعه او رسمه من الآمال التي اشرنا اليها في نطاق المال والجنس والموقع والخ. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|