#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ماذا ربحنا من شهر رمضان المبارك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته مع وداع شهر رمضان المبارك، ندعو أنفسنا إلى التدقيق في مدى استفادتنا من أجواء الشّهر العباديّة وقيمه وروحانيّته، وما تركته من بصمة وأثر في نفوسنا، لجهة تربيتها وتهذيبها على مشاعر البرّ والخير والرحمة. الفلّاح في حقله، والتاجر في متجره، وأصحاب المهن والأعمال، يقومون بجردة حساب آخر الشّهر، ليتعرفوا حجم الرّبح من أعمالهم، وإن كانت قد أصابتهم خسارة ما، كذلك المؤمن الصّالح، فإنه يقوم بجردة حساب روحيّة وأخلاقيّة، ويطرح على نفسه تساؤلاً: هل ربح من زمن الصّوم، أم ازداد خسارة؟ ما علينا القيام به، هو أن نشعر بكلّ شعور، أو نعمل أيّ عمل، أو نتكلّم بكلّ كلمة تزيدنا ربحاً في هذا الشّهر وقرباً من الله، حتى نخرج منه ونحن على أحسن حال ودرجة عند الخالق، وقد التفتنا إلى مسؤوليّاتنا تجاه الله والنّاس والحياة من حولنا. ليس معنى وداع الشَّهر الكريم، العودة إلى كلِّ ما كنَّا عليه من أوضاع لا تنسجم مع إرادة الله وحدوده، باتّباع الأهواء والانجراف وراءها، وعدم الالتزام بالحدود الشرعية التي تنظم علاقة العبد بربّه والنّاس من حوله، بل خروجنا من الشَّهر بما حصّلناه من أجر وثواب، وما عشناه من أجواء روحيّة وأخلاقيّة، هو قاعدة مهمّة لا بدَّ من أن نؤسِّس عليها لمستقبل أيامنا، ونعاهد الله أن نبقى المخلصين الأوفياء لسبيله، السّاعين إلى نيل مرضاته، العاملين في خطّ هدايته. المجتمع الإيمانيّ، هو الّذي يعيش المحطات الدينيّة والروحيّة بكلّ وعي، محاولاً الاستفادة منها في تحصين عقله ونفسه ومشاعره، وتنمية حركته في الحياة، بما يزيده قوّةً وصلابةً وإيماناً بالله تعالى. علينا أن نستثمر هذه الأيّام الفضيلة، وأن تكون منطلقاً لنا في قادم أيامنا، حتى نثبت على عزيمتنا في مواجهة كلّ الإغراءات والضغوطات التي تريد إضعافنا ورمينا في أحضان الشّياطين. فهلّا كنّا من الفائزين والرّابحين من الصّوم، الحاصلين على غفران الله لنا ومرضاته، البعيدين عن فئة الأشقياء الّذين لم يربحوا من وقتهم سوى الخسران، وقد قال رسول الله(ص): "إنّ الشّقيّ من حرم غفران الله في هذا الشّهر العظيم". اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|