#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الشوق أمرٌ يحبه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته روي في كتاب المزار وغيره من كتب العبادات مسنداً عن أبي عبد الله أحمد بن ابراهيم قال: شكوت الي ابي جعفر محمد بن عثمان شوقي الي رؤية مولانا [صاحب الزمان] (عليه السلام)، فقال لي؟ مع الشوق تشتهي أن تراه؟ قلت: نعم. فقال لي: شكر الله لك شوقك وأراك وجهه في يسر وعافية، لا تلتمس يا أبا عبد الله أن تراه فإن أيام الغيبة تشتاق إليه ولا تسأل الاجتماع معه، إنها عزائم الله والتسليم لها أولي، ولكن توجه إليه بالزيارة. أن أبي جعفر محمد بن عثمان رضوان الله عليه المذكور فيها هو السفير الثاني من سفراء الإمام بقية الله المهدي في غيبته الصغري (عجل الله فرجه). وقد ثبت في المابحث العقائدية أن السفراء الأربعة للمهدي في غيبته الصغري، إنما كانوا ينقلون في مراجعات المؤمنين لهم كلام الإمام المهدي (سلام الله عليه) ولا ينطقون بشيءٍ من عند أنفسهم في هذه المراجعات، ولذلك فإن ما يقولونه فيها إنما هو نقل لكلام الإمام صاحب الزمان (ارواحنا فداه). وبعد هذه الملاحظة نسعي معاً الي إستلهام أبرز الوصايا المهدوية المستفادة مما ورد في هذه الرواية الشريفة: أولاً، الوصية الأولي: هي التي يتضمنها قوله رضي الله عنه لراوي الحديث (شكر الله لك شوقك) - يعني لإمام العصر - (أوراحنا فداه) ويتضح من هذا القول أن التشوق للإمام (عليه السلام) أمرٌ يحبه الله عزوجل ويشكر عليه صاحبه. وهذا يعني أن علي المؤمنين أن يحفظوا شعلة الشوق للإمام زمانهم ويزيدوها في قلوبهم ويتجنبوا الغفلة عنه (سلام الله عليه). ثانياً، أما الوصية الثانية: فهي التي يتضمنها قول السفير الثاني محمد بن عثمان رضي الله عنه: وأراك الله وجهه (عليه السلام) في يسر وعافية. ففي هذا القول وصية للمؤمنين بأن يطلبوا من الله عزوجل أن يريهم الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة لإمام زمانهم بقية الله المهدي (أرواحنا فداه). وأن يطلبوا أيضاً أن يكون ذلك في يسر وعافية. والوصية الثالثة: هي الدعوة الي التسليم لأمر الله عزوجل إذا كانت ثمة مصالح لا ترجح تحقق رؤية إمام العصر أو الإجتماع به (عليه السلام)، فإن لهذا التسليم فضلاً وأجراً للمؤمن أعظم درجة من تحقق تلك الرؤية مع وجود المحذورات. أما الوصية الرابعة: فهي الدعوة الي الإهتمام بزيارته (عجل الله فرجه) والمواظبة عليها، فإن لزيارته (عليه السلام) آثارٌ مباركة في حفظ الإرتباط به وترسيخ مودته وولايته وتقوية روح التشوق إليه وإنتظار فرجه المبارك. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|