عظم الله لك ِ الأجر ياسيدتي ومولآتي يازهراء (ع)
عظم الله لك الأجر ياسيدي ومولآي يأبا الحسنين ياعلي (ع)
عظم الله لك الأجر ياسيدي ومولآي يأبا محمد الحسن بن علي (ع)
عظم الله لكم الأجر ياسادتي وموآلي يا أئمتي (ع)
عظم الله لك الأجر ياسيدي ومولآي يا صاحب الزمآن (عج)
عظم الله لكم الأجر ياشيعة ومحبي آل البيت
في اليوم العاشر من المحرم قتل الإمام الحسين (عليه السلام) سبط النبي (صلى الله عليه وآله) أبشع قتله! ذبح من القفا! عطشانـاً! بعدما شاهد المجزرة التي حلّت بأهل بيته وأصحابـه!
ثمّ سبيت نساؤه وعياله ووقفت العقيلة الهاشميّة زينب أُخت الإمام الحسين (عليه السلام) تنادي في عرصات كربلاء بصوت حزين، وقلب كئيب: (وامحمّداه! صلّى عليك مليك السماء، هذا حسينٌ بالعراء، مرمّلٌ بالدماء، مقطّع الأعضاء، واثكلاه، وبناتك سبايا! إلى الله المشتكى).
ومن ذلك الحين بدأ موالون أهل البيت (عليهم السلام) يحيون هذه الذكرى بإقامة المآتم والمجالس الحسينيّة، لتعبّر عن أحاسيسها المتألّمة وقلوبها المنكسرة إزاء المصيبة الفادحة التي حلّت بريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وإن هذه المآتم إنّما هي تعبير فطري عن الحزن السرمدي وتعبير عن اللوعة والأسى في قلب كلّ مؤمن، لهذه الفاجعة التي أبقت جرحاً في قلب كلّ مؤمن لا يندمل ولا يلتئم حتى ينتقم الباري ويأخذ بهذا الثار.
وإن هذه المجالس تقام من دون تكلّف لأنها تمثّل حالة طبيعية لكلّ مفجوع ومصاب. فما دام هناك قلب ينبض بحبّ أهل البيت فانه يتألّم ويحزن لمظلوميّتهم ومصابهم.
كما أن الشيعة تتأسى في إقامة المأتم والبكاء برسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي أقام المأتم وبكى على ريحانته الحسين الشهيد قبل أن تقع الحادثة المفجعة، وهذه نخبة من الأحاديث الواردة من مصادر غير شيعية التي تؤكد على هذه الحقيقة:
- عن أسماء بنت عميس قالت: حبلت فاطمة بالحسن والحسين... فلما ولد الحسين جاءني النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا أسماء هاتِ ابني فدفعته إليه في خرقة بيضاء، فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثمّ وضعه في حجره وبكى! قالت أسماء: فقلت: فداك أبي وأمي ممّ بكاؤك؟ قال: على ابني هذا قلت: إنه ولد الساعة! قال: يا أسماء تقتله الفئة الباغية لا أنالهم الله شفاعتي. ثمّ قال: يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنها قريبـة عهد بولادتـه...
(أخرجه الحافظ أحمد بن الحسين البيهقي، والحافظ أبو المؤيّد الخوارزمي خليفة الزمخشري في مقتل الحسين (1/ 87 ـ 88 )، وذكره الحافظ محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى: 119، وأخرجه السيّد محمود الشيخاني المدن في الصراط السوي).
- عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووضعت الحسين (عليه السلام) في حجره، ثمّ حانت منها التفاتة فإذا عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) تهريقان من الدموع! فقالت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي مالك؟ قال: أتاني جبرائيل (عليه السلام) فأخبرني أن أمّتي ستقتل ابني هذا فقلت: هذا؟ فقال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء (أخرجه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين ( 3 / 176 ) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأخرجه الحاكم أيضاً في ص ( 179 )، وأخرجه الحافظ البيهقي في دلائل النبوة، وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ الشام، وأخرجه الحافظ الخوارزمي ( 1 / 158 ـ 159 و 162).
- وفي بيت أم سلمة أيضاً قال جبرائيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا محمّد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك فأومأ بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله وضمّه إلى صدره، ثمّ قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): وديعة عندك هذه التربة، فشمّها رسول الله وقال: ريح كرب وبلاء، قالت أم سلمة: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دماً فاعلمي أن ابني قد قُتل. قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة، ثمّ جعلت تنظر إليها كلّ يوم وتقول: إنّ يوماً تحوّلين دماً ليوم عظيم.
(أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، وابن عساكر في تاريخ الشام، والحافظ الكنجي في الكفاية (279)، وفي ذخائر العقبى (147) عن الملاّ في سيرته، وفي كتاب طرح التثريب (1 / 42) للحافظ العراقي، وفي مجمع الزوائد ( 9 / 189 )، وفي المواهب اللدنية ( 2 / 195 )، وفي الخصائص الكبرى للسيوطي ( 2 / 125 )، وفي الصراط السوي للمدني ( 93 ) وفي جوهرة الكلام (120)، وفي نظم درر السمطين للزرندي ص 215).
- إلى مواقف كثيرة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بكى فيها على الحسين الشهيد وأقام المأتم، في داره (صلى الله عليه وآله)، وفي بيت أمّ المؤمنين أمّ سلمة، وعائشة، وزينب بنت جحش، وفي دار الإمام عليّ (عليه السلام)، وفي مجمع من الصحابة. (راجع: مسند أبي يعلى الموصلي، تاريخ دمشق، مجمع الزوائد، كنز العمال، المعجم الكبير، نظم الدرر، المستدرك على الصحيحين، صفات رب العالمين، المصنّف لابن أبي شيبة، الصواعق، الطبقات الكبرى، أخبار المدينة).
- وفي حديث شريف عن ابن مسعود قال: بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ أقبل فئة من بني هاشم، فلمّا رآهم النبي (صلى الله عليه وآله) اغرورقت عيناه وتغيّر لونه، قال: فقلت له: ما نزال نرى في وجهك شيئاً تكرهه، قال: إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً حتى... (أخرجه الحافظ ابن أبي شيبة في المجلد الثاني عشر من المصنف، والحافظ ابن ماجه في السنن ( 2 / 518 )، والعقيلي في ترجمة يزيد بن أبي زياد، والحاكم في المستدرك 4 / 464، وأبو نعيم في أخبار اصفهان 2 / 12، والطبراني في الجزء الثالث من المعجم الكبير).
- وإنّ لقتل الإمام الحسين (عليه السلام) حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً، فعلى مثل سيّد الشهداء الحسين (عليه السلام) وأهل البيت (عليهم السلام) فليبكِ الباكون، وليندب النادبون، وليلطم اللاطمون، وليدمي أبدانَهم المؤمنون.