#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ما بعد الفاجعة
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
تحولت الأنظار بعد المذبحة الجماعية، في ارض الطفوف، يوم العاشر من محرم، الى موكب السبايا، فالمهمة الملقاة على الامام السجاد «ع،» والعقيلة زينب «ع،» جسيمة وكبرى، حيث تتجاوز حماية النسوة، والأطفال، من معسكر ابن سعد، وتوفير جميع أسباب الرعاية، منذ مساء عاشوراء الدامي، اذ تتمحور المسؤولية في استكمال الثورة الحسينية، عبر إماطة اللثام عن الكثير من الدعايات المغرضة، التي سبقت وصاحبت مسيرة الامام الحسين «ع،» باتجاه ارض الفداء «كربلاء»، فقد استطاع الاعلام الاموي في تسخير الابواق، في تشويه الحقائق، وممارسة التعتيم، على الاهداف الحقيقية، وراء الثورة الحسينية. الشموخ، والآباء، الذي ظهر للأمام السجاد ، في مجلس ابن زياد بالكوفة، بعد مقتل سيد الشهداء ، يكشف العزم الراسخ لدى الامام زين العابدين ، على تفويت الفرصة، على عبيد الله بن زياد، لاستغلال الانتصار العسكري، بما يخدم السياسة الاموية، فالتهديد بالقتل من قبل ابن زياد، قابله بثبات وقوة ”افالموت تهددني يا ابن زياد.. اما علمت ان الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة“. قوة المنطق والحجة، التي أظهرتها العقيلة زينب «ع،» امام ابن زياد، تكشف القدرة على استلام المهمة، بالشكل المطلوب، فقد كان يتصور ابن زياد ان الضعف والاستكانة، سيظهران على ركب السبايا، بعد مقتل الامام الحسين ، واهل بيته وأنصاره، بيد ان تلك الأماني ذهبية ادراج الرياح، حينما قالت ”ما رأيت الا جميلا“، مما ضيع على ابن زياد لحظة الشعور بنشوة الانتصار، والتفشي جراء ارتكاب المجزرة الكبيرة، في ارض كربلاء. استطاع ركب السبايا، قلب الطاولة على ابن زياد، بمجرد دخول اهل بيت الرسالة الى الكوفة، فالخطب التي تناوبت على القاها، بعض بنات الرسالة، وكذلك الامام زين العابدين ، فضلا خطبة السيدة زينب شكلت محطة مفصلية في وضع النقاط على الحروف، بشأن الاهداف التي رسمها سيد الشهداء «ع،» لاستمرارية النهضة، والوقوف امام المشروع الاموي، الهادف الى رسم مسار خاص للأمة الاسلامية. حاول ابن زياد تدارك الموقف، عبر تصوير المعركة، كونها انتصار من الله، حينما خاطب العقيلة زينب بقوله ”كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟، بيد انه لم يتصور ان يأتي الجواب، مزلزلا وصاعقا، من المرأة التي دخلت ضمن السبايا“ هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون إليه وتختصمون عنده فانظر لمن الفلج يومئذ، ثكلتك أمك يابن مرجانة ". الأدوار التي لعبها الامام السجاد «ع،» والعقيلة زينب «ع،» طيلة محنة السبي، والتي بدأت منذ الْيَوْمَ الحادي، وحتى العودة الى المدينة المنورة، ساهمت كثيرا في فضح المخطط الاموي، الساعي لتبرير الجريمة النكراء، فقد سعى الاعلام الاموي، لتحميل المسؤولية كاملة على ابن زياد، في ارتكاب فاجعة الطف، بيد ان تلك المحاولات تلاشت مع الاعمال، التي مارسها يزيد في مجلسه، حينما قام بضرب ثنايا رأس سيد الشهداء بالقضيب وهو يقول ”لقد كان الحسين حسن الثغر“، الامر الذي يكشف الحقد، الذي يكنه تجاه اهل البيت ، حيث ظهر حينما قال " يوم بيوم بدر ". اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|