#1
|
|||||||||
|
|||||||||
أدب المناجاة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين اِلهي اِنْ اَدْخَلْتَنِى النّارَ فَفي ذلِكَ سُرُورُ عَدُوِّكَ ، وَ اِنْ اَدْخَلْتَنِى الْجَنَّةَ فَفي ذلِكَ سُرُورُ نَبِيِّكَ ، وَ اَنَا وَ الله ِ اَعْلَمُ اَنَّ سُرُورَ نَبِيِّكَ اَحَبُّ اِلَيْكَ مِنْ سُرُورِ عَدُوِّكَ مقطع رائع ، مقطع جميل ، مقطع يحوي أدب الخطاب مع ملك الملوك يتناغم والرحمة الواسعة لمن هو أرأف بالعبد من الأم بوليدها خطاب يُدغدغ المشاعر ويُسعد الخاطر ويرفع الحواجز بين العبد ومعبوده وبين الحبيب ومحبوبه وبين الرب ومربوبه نعم خطاب لا يعرف صياغته إلا من له معرفة بالله وصلة وثيقة بجلاله يُناجيه بأدب رفيع ويدعوه برقة منقطعة النظير ويتضرع إليه بما هو أهل له ، يدرك ذلك المناجي لرب الأرباب بأنه إن تعامل مع عباده بالعدل فسيكون مصيرهم النار وفي ذلك فرحة عدوه العين الرجيم ومن آل على نفسه إغواء العباد ليجرهم إلى قرصه ليكونوا معه في دركات الجحيم ، ويُدرك كذلك بأن الرحمن إن تعامل مع عباده بواسع رحمته فسيكون سبيلهم الفوز بجنات عرضها السموات والأرض وفيها فرحة أحب خلقه إليه وسيد الرسل ومن يحمل الرسالة الخالدة والتي بها إكمال العقول واضمحلال الظلم وزواله ، ويعلم ذلك المناجي لله والداعي له بأن الله يحب أن يرى نبيه وخاتم رسله سعيداً مسروراً بدخول أبناء أمته في جنان الخلد برفقته ، ومع ذاك ناجاه في هذا المقطع من الدعاء بهذا النداء الحزين والذي يُبدي فيه التذلل والرغبة والإلحاح على الله بأن يدخله فيما فيه مسرة رسوله ومن هو أحب خلقه إليه وأن يُجنبه ما فيه سرور ذلك العدو الذي عصاه تكبراً وخرج من رحمته حاسداً ، وتعهد أن يكون لبني آدم غاوياً نعم إن الإمام زين العابدين عليه السلام يفتح لنا أفاقاً رحبة في كيفية التحاور مع العزيز الجبار وكيفية طلب المغفرة والرحمة من أرحم الراحمين ، فالمخاطب هو الله والخاطب هو عبد الله والمناجى هو ملك الملوك والمناجي هو الفقير الحقير الذي لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا حياة ولا نشوراً ، فبأي كيفية يجب عليه أن يقابل الغني المطلق وبأي أسلوب يخاطب فيه الملك الذي لا يُقهر وبأي وضع يجب أن يكون هو فيه في لحظة اللقاء بالعزيز الحكيم لكي يسعد باستجابة الكريم الذي لا يرد من أتى إلى بابه نعم إنه مقطع صغير يحوي في طياته أسمى الخُلق وأجمل الطُرق للتعامل بخضوع وخشوع مع من يعلم بأن طلبته عنده وقضاؤها بيده نسأل الله أن يهدينا إلى سلك هذا النهج في التعامل مع الله في الدعاء والمناجاة جاعلين من هم أعرف بالله قدوتنا لنهنأ بطيب الإجابة وقضاء الحاجة وتفريج الكرب والتوفيق لما فيه خيرنا وصلاحنا دنياً وآخرة صــ آل محمد ــداح |
08-09-2011, 06:40 PM | #2 |
مديــر عام |
نعم خطاب لا يعرف صياغته إلا من له معرفة بالله وصلة وثيقة بجلاله يُناجيه بأدب رفيع ويدعوه برقة منقطعة النظير ويتضرع إليه بما هو أهل له
احسنتم احسنتم اسئل الله ان يتقبل منا ومنكم ماندعوه به ويفرج عنا وعنكم ويرزقنا خيره وبركاته صداح ال محمد نسأل الله أن يهدينا إلى سلك هذا النهج في التعامل مع الله في الدعاء والمناجاة وحسن الخاتمه ان شاء الله ويحشرنا وواياكم مع من نحب تحياتي ودعائي وربي يحميك |
|
08-12-2011, 02:43 PM | #3 | ||
عضو مميز
|
ميزك الله بالإخلاص له في العمل والتعامل معه بالأدب
بارك الله في مرورك ووفقك لكل ما يحبه ويرضاه ودي الخالص لك أستاذي العزيز سيد عدنان الحمامي |
||
|
|
|
|