الحديث يحلو بدكر النور

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ونحن في يوم إشراقة مصباح النور الذي بدمائه الزكية بقي الدين سالماً من السوء وبقي صوت الحق مدوياً في أرجاء المعمورة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ، يسرني في هذه اللحظات الطيبة والمباركة بوجودكم أيها الأحبة أن أُحلق بكم في سماء المجد لأصل بأرواحكم إلى حيث الخلود لتشتموا معي عطر الرسالة المحمدية الأصيلة والتي تمثلت به عليه السلام بعد أن رحل عن هذه الدنيا رسول الله صلى الله عليه وآله وبضعته الزهراء ووصيه علي وسبطه الأكبر الحسن بن علي عليهم جمعاً سلام الله ولم يبقَ من نفحات الرسالة ونسائم الرسول إلا هو ، فهو خامس أصحاب الكساء وهو من رسول الله ورسول الله منه في الخلق والخُلُق والمنطق ، نعم إنه سيد الشهداء والسبط الثاني لرسول الله ومن هو سفينة النجاة العظيمة التي من ركبها طافت به معترك الحياة مخترقة أمواج الإبتلاء لتوصله بأمان إلى شاطئ الجنان
نعم أيها الأفاضل
ما أجمل الحديث إذا كان في ذكر أبي الأحرار وأبيُ الضيم الذي آثر الموت عزيزاً على أن يعيش حياة الذل مع الظالمين ، فالحديث في ذكره المبارك يُحيي النفوس ويُنمي العقول ، ويُعطي الدروس الجميلة والتي بها نحيا حياة المجد ، ونسلك مسالك الأخيار ، ونشتم نسائم الخير العابقة والفائحة من روحه المباركة
نعم للحديث في الحسين طعم خاص ونكهة طيبة يتلذذ المؤمن بالإنصات إليه ويتزود العاشق من جميل السجايا التي يحويها الحديث فيه عليه السلام من جمال خلق وحسن منطق
نعم إنه الحسين الذي نادى بصوته الخافت في لحظة الإحتضار
تركت الخلق طراً في هواك .. وأيتمت العيال لكي أراك
فلو قطعتني بالحب إرباً .. لما مال الفوؤاد إلى سواك
وقبل ذاك نادى غيرة على دين الله
إن كان دين محمد لا يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني
ونادى قبلها بصيحة بقيت تدوي في أرجاء الكون لينهل منها المستضعفون الدروس في العزة والإباء
هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف أبية ونفوس حمية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام
نعم هذا هو الحسين وهذه هي مواقفه والتي بها خلد ليكون شمعة تضيء دروب الأحرار
هذا هو الحسين الذي قطعته سيوف العدا ووطات صدره خيول الأنذال
وبقي ثلاثاً مجدلاً على رمال كربلاء تفوح منه عطر الود لخالقه والمتفضل عليه بالنعم ليستمتع بذلك العطر وحوش الفلاة
هذا هو الحسين الذي بنى له قصوراً في قلوب الأحرار
هذا هو الحسين الذي رسم بثورته المباركة طريق العز للمستضعفين ليكونوا مكرمين لا يرهبهم طاغوت الزمان
هذا هو الحسين الذي من زاره عارفاً بحقه دخل سعيداً في الجنان
هذا هو الحسين الدمعة التي تطفئ حر النيران
هذا هو الحسين الصرخة التي تبقى تدوي لتخيف كل متكبر جبار
هذا هو الحسين وهذا هو الحديث عن الحسين أحببت أن أستمتع به معكم في هذا اليوم والذي فيه أشرق نوره ليُضيء الحياة على مر الزمان

صــ آل محمد ــداح