#1
|
|||||||||
|
|||||||||
السيدة الزهراء (عليها السلام).. الدروس والعِبَر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام).. النموذج القدوة التي ساهمت في بناء الأُسرة والأبناء والمجتمع الاسلامي، وقدوة للمرأة المسلمة والمثل الأعلى للزوجة الصالحة، ودوّنت في حياتها (عليها السلام) الدروس العملية التي يجب أن تتلقّاها أجيال النِّساء والفتيات في هذه الأُمّة المسلمة.. فيتعلمن حياة الايمان ويكشفن عمق الأثر العلمي البناء الذي تتركه عقيدة التوحيد في حياة المرأة المسلمة.. فتشارك الرجل في حياته وجهاده ومهمّات رسالته بعيدة عن اللهو والعبث والضياع مشغولة بالعطاء الاجتماعي والبناء الروحي وحمل الرسالة وصناعة الأجيال. لقد عاشت الزهراء (عليها السلام) مع الامام عليّ (عليه السلام).. فكانت تناغي بروحها روحه وتضم عواطفها الى عواطفه وتعطيه المحبّة وتشاركه الهموم وتخفّف عنه الأحزان، كانت (عليها السلام) سلوته الوحيدة في الزمن الذي عزّ فيه الصديق وغدر فيه الزمان وقلّ فيه الناصر والمعين، وكانت (عليها السلام) تجسّد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمام ناظريه في كلّ أقوالها وأفعالها. لقد تحملت الزهراء (عليها السلام) مسؤولياتها كربة بيت وأجهدت نفسها في ادارة شؤون هذا البيت واعداد أولادها اعداداً اسلامياً نموذجياً وتعليمهم معنى الجهاد في سبيل الله سلماً كان أو حرباً. كما أعدت الزهراء (عليها السلام) ابنتها السيِّدة زينب (عليها السلام) اعداداً رسالياً وربّتها على القيم والفضائل الاسلامية. فكان دور الحوراء زينب (عليها السلام) شبيهاً بدور أُمّها جهاداً من أجل قضية الحقّ وتحدّيها كان كتحدّي أُمّها في مواجهة الظالمين. السيِّدة فاطمة (عليها السلام) علَّمها أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) معنى الحياة وأنّ السعادة الزوجية القائمة على الخُلق والقيم الاسلامية هي أسمى من المال والقصور. الزهراء (عليها السلام) زوجة الامام عليّ (عليه السلام) بطل الاسلام ورجل البطولة والفداء كانت للامام عليّ (عليه السلام) كما كانت أُمّها لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تشاركه في جهاده وتصبر على قساوة الحياة والمرحلة الصعبة التي تمرّ بها الدعوة. انّها الصورة الفريدة للزهراء (عليها السلام) لتعلِّم الأجيال كيف يمارس الانسان المسلم الحياة ويتفاعل معها ويكافح ويعمل. رُوِي في الحديث عن الامام عليّ (عليه السلام) في حديث تزويجه بالسيِّدة فاطمة (عليها السلام) حيث قال: «ثمّ صاحَ بِي رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عليّ، فقلتُ: لبيك يا رسول الله، قال: ادخـل بيتَك، والطف بزوجتَك، وارفق بها فانّ فاطمةً بضعة مني، يؤلمني ما يؤلمها ويسرني ما يسرها. أستودعكما الله وأستخلفه عليكما. قال عليّ (عليه السلام): فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمرٍ حتى قبضها الله عزّوجلّ، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمراً، ولقد كنتُ أنظرُ اليها فتنكشفُ عني الهموم والأحزان». الحديث عن الزهراء (عليها السلام)، حديث عن عظمة المرأة المسلمة، وقدوتها الرائدة في مسار العقيدة والتضحية والجهاد. انّ دراسة حياة سيِّدة نساء العالمين توفّر لنا العِبرة والوعي وترسم أمامنا سلوكية المرأة القدوة وتكشف عن عظمة الرسالة والدعوة. الزهراء (عليها السلام) القدوة لكلِّ العاملين في جهادها وعِلمها ورسالتها وتعطينا الكثير من دروس الروح ودروس الفكر والجهاد.. فهي القدوة في كلِّ شيء لأنّها الانسانة الكاملة في كلِّ شيء، الزهراء سيِّدة نساء العالمين، وقدوة للعالمين جميعاً. انّها الدروس والعِبر والمُثل الرائدة للمجتمع والمنهج السلوكي لبناء الأُسرة المسلمة وتكوين الجيل الصالح. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|