#1
|
|||||||||
|
|||||||||
هذا مغتسل بارد وشراب
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته كان للمرجع الديني الورع آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي من كبار علماء حوزة قم؛ ثلاث وقائع فاز فيها بلقاء مولانا صاحب الزمان (أرواحنا فداه). وقد دون آية الله السيد المرعشي هذه الوقائع بخطه ولكن لم يطلع عليها أحد في حياته، بل نشرت بعد وفاته (قدس سره الشريف) وإن كان قد بغث أحداهما للسيد الشهيد آية الله عبد الحسين دستغيب رحمه الله فنشرها رضوان الله عليه في كتابه القصص العجيبة ولكن السيد المرعشي لم يفصح عن إسمه فيهل بل اكتفى بذكر أنه جرت لسيد من طلبة العلوم الدينية. نقل آية الله السيد المرعشي النجفي (قدس سره الشريف) في الواقعة الاولى انه ذهب في أيام شبابه وأيام دراسته للعلم الديني في حوزة سامراء لزيارة مرقد السيد الجليل محمد بن الامام علي الهادي (عليهما السلام) على بعد قرابة أربعين كيلومتراً عن مدينة سامراء. ذهب السيد المرعشي لهذه الزيارة وحده ومشياً على الاقدام لكنه ظلّ الطريق أثناء سيره، قال (رحمه الله): ظللت الطريق، وآذاني الحر والعطش،حتى وقعت على الارض فاقد الوعي ولم أعد أعي مما حولى شيئاً ... ثم لما فتحت عيني بعدئذ ٍ فجأة وجدت رأسي مستريحاً على ركبة رجل وهو يسقيني الماء. شربت ماء لم أشرب مثله حتى الآن في حلاوته ولذته... ثم أنه بسط سفرة ً فيها خبز فناولني عدة أرغفة وقال لي: يا سيد شهاب الدين، إغسل بدنك في هذا النهر البارد لتبرد. قلت: لا يوجد هنا ماء يا سيدي ... ولذلك أغمي عليّ من العطش. قال: انظر الآن هذا نهر ماؤه زلال يجري الى جوارك! يقول السيد المرعشي النجفي وهو يتابه نقل ما جرى قائلاً: نظرت الى الجهة التي أشار (عليه السلام) اليها، فرأيت الى جنبي على مسافة مترين او ثلاثة نهراً يجري رقراقاً أدهشني وجوده. سألني هذا السيد: يا سيد شهاب الدين، الى أين وجهتك؟ قلت: أريد زيارة السيد محمد (عليه السلام). فقال: هذا حرم السيد محمد! وتطلعت الى الموضع الذي أشار اليه، فشاهدت قبة مرقد السيد محمد ظاهرة في حين كان الحرم الطاهر يبعد عني عدة فراسخ! ونصل الافاضل الى القسم المهم من هذه الحكاية وهي التي تشتمل على عدة وصايا مهمة؛ قال السيد المرعشي (رضوان الله عليه): مشينا معاً بأتجاه حرم السيد محمد (عليه السلام)، وفي أثناء الطريق فطنت الى أن هذا الرجل هو الامام بقية الله روحي فداه فحفظت ما علمني إياه الامام عليه السلام في سيرنا هذا من امور هي: الاول: أكد الامام عليه السلام كثيراً قوله: يا سيد إقرأ القرآن ما استطعت، ولعن الله القائلين بتحريف القرآن الواصفين الاحاديث بالتحريف. الثاني: قال: إجعلوا تحت لسان الميت عقيقة كتب عليها أسماء الائمة (عليهم السلام). الثالث: قال (عليه السلام): إحسن الى أمك وأبيك وإذا كانا ميتين فصلهما بالخيرات والمبرات. الرابع: قال (عليه السلام): إقصد العتبات المقدسة للأئمة الاطهار (عليه السلام) للزيارة ما أستطعت، وزر كل قبور أبناء الائمة والصالحين. الخامس: قال (عليه السلام): عليك بأحترام السادة والذرية العلوية ما وسعك وعليم انت أيضاً أن تعرف قدر إنتسابك الى اهل بيت الرسالة، أشكر الله تعالى على هذه النعمة التي انعم الله بها عليك، فإن هذا النسب مبعث السعادة والعزة لك في الدنيا والاخرة. السادس: قال (عليه السلام): لا تدع صلاة الليل واهتم بها كثيراً.. يا حسرة على اهل العلم الذين يرون انفسهم مرتبطين بنا ثم لا يواظبون على صلاة الليل. السابع: قال (روحي فداه): لا تترك تسبيح الزهراء (سلام الله عليها) ولازيارة سيد الشهداء (عليه السلام) من قرب أو بعد. الثامن: قال (عليه السلام): لا تدع قراءة خطبة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي خطبتها في مسجد النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) ولا الخطبة الشقشقية لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولاخطبة السيدة زينب (عليها السلام) في مجلس يزيد. قال السيد المرعشي (رحمه الله) وعند هذا الحد، كنا قد بلغنا في مسيرنا قريباً من حرم السيد محمد (عليه السلام) وفجأة إفتقدت الامام بقية الله (روحي فداه). إذ غاب عن بصري ووجدت نفسي بمفردي! اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|