#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الإمام الصادق(ع) وإقامة العزاء لأبيه الحسين (ع )
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته كان الإمام الصادق (ع) يحرص على بقاء ذكرى عاشوراء حية في نفوس الأجيال، خالدة خلود الدهر، لأنّها لا تنفصل بمعانيها السامية عن أهداف الإسلام العليا ومقاصده الكريمة . لذلك كان (ع) يقيم العزاء على جده الإمام الحسين (ع) ويحثّ المسلمين على البكاء لمصابه، وكان يدعو لزوار قبره (ع) وللباكين عليه. يُذكر أنه لما دخل على الإمام الصادق (ع) جماعة من أصحابه في اليوم العاشر من محرم، وجدوه حزينا كاسف اللون، فقال لهم : أتجتمعون وتتحدثون ؟ فقالوا : نعم يا ابن رسول الله ، فقال : أتذكرون ما صنع بجدي الحسين.. لقد ذبح والله كما يذبح الكبش وقتل معه عشرون شابا من اهله وبنيه واخوته ما لهم على وجه الأرض من مثيل . وكان (ع) يدعو لزوار الحسين والباكين عليه، فيقول: اللهم يا من خصنا بالكرامة ارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس وارحم تلك الخدود التي تقلبت على قبر ابي عبد الله الحسين وارحم تلك الصرخة التي كانت لأجله .. اللهم ارحم تلك الأنفس والأبدان حتى توفيهم على الحوض يوم العطش الاكبر، ولما سئل (ع) عن بكائه ودعائه، قال: ان من يدعو لزوار قبر الحسين والباكين لما اصابه في السماء اكثر ممن يدعون لهم في الأرض . ودخل أحد الشعراء عليه فقال له : بلغني انك تقول الشعر في الحسين وتجيده فأنشدني من شعرك فيه ، ثم قام وأجلس نساءه خلف الستر، فلما قرأ عليه من شعره في الحسين جعل يبكي وارتفع الصراخ والعويل من داخل الدار حتى ازدحم الناس على باب الدار مخافة أن يكون قد حدث فيها حادث، فلما وقف الناس على واقع الأمر تعالى الصراخ من كل جانب، ثم قال له : لقد شهدت ملائكة الله المقربون قولك في الحسين وبكوا كما بكينا . هكذا كان الإمام الصادق (ع) وغيره من الائمة يحرصون على بقاء ذكرى عاشوراء حية في النفوس . انهم كانوا يريدون من أصحابهم وشيعتهم وجميع المسلمين ان يكونوا مع الحسين وأصحاب الحسين العاملين بمبادئ القرآن وسنن الانبياء والمصلحين العاملين لخير الانسان في كل زمان ومكان بأرواحهم وعزيمتهم وقلوبهم . يريدون أن يشحنوا النفوس بالنقمة على الظالمين وفراعنة العصور الذين يتحكمون بكرامة الانسان وخيرات الارض التي اوجدها الله لأهل الأرض لا للحاكمين والجلادين . لقد ارادوا ذلك صراحة تارة وتلميحاً اخرى كما يبدو ذلك من حثهم وترغيبهم على زيارة الحسين (ع) وتحمل المشاق وان عظمت في سبيلها، لتبقى مواقفه وتضحياته ماثلة لدى الأجيال تتخذ منها دروساً في الجهاد والتضحيات في سبيل العقيدة والمبدأ . المصدر : من وحي الثورة الحسينية، اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|