#1
|
|||||||||
|
|||||||||
اذْهَبْ إلى كربلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته نقل لي مَن أثق فيه ، نقلا عن آية الله السيد مرتضى نجومي الكرمانشاهي ( دام عزّه ) انه سمع المرحوم العلاّمة الاميني صاحب موسوعة ( الغدير ) المعروفة قال : حينما كنتُ اكتب ( الغدير ) احتجتُ الى كتاب ( الصراط المستقيم ) تأليف زين الدين أبي محمد علي بن يونس العاملي البياضي ، و كان كتاباً مخطوطاً بأيدي أشخاص معدودين ، فسمعتُ ان نسخة منه موجودة عند أحد الأشخاص في النجف ، ذات ليلة و في اول وقت المغرب رأيتُه واقفاً مع بعض أصدقائه في صحن الحرم الشريف ، دنوتُ منه و بعد السلام و الاحترام ذكرتُ له حاجتي للكتاب مجرّد مطالعة لأنقل منه في كتابنا ( الغدير ) ما ذكره المؤلف من فضائل الامام علي (عليه السلام) . و العجيب أن الرجل فاجأني بالاعتذار ! و هو أمر لم اكن أتوقعه . قلتُ : إنْ لم تعطني إيّاه إستعارةً اسمح لي أن آتيك منزلك كل يوم في ساعة معيّنة ، اجلس في غرفة الضيوف ( البرّاني ) و أطالع في الكتاب . و لكنه رفض و أبى ! قلتُ : أجلسُ على الأرض في الممرّ أو خارج المنزل بحضورك إنّ خفتَ على الكتاب او المزاحمة . الا انه قال بصلافة أكثر : غير ممكن ، و هيهات أن يقع نظرك على الكتاب ! فتأثّرتُ بشدّة و لكن ليس بتصرّفه الجاهلي بل كان تأثري لشدّة مظلومية سيدي و مولاى أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث أن مثل هؤلاء الجهلة بؤر التخلف و الرذيلة يدّعون التشيّع لمثل عليّ إمام المتقين ! تركتُه ذاهباً الى داخل الحرم فوقفتُ أمام الضريح الشريف مجهشاً بالبكاء ، حتى كان يهتزّ جسمي لشدّة البكاء الذي انطلق من غير ارادة منّي ، و بينما احدّث الامام (عليه السلام) مع نفسي بتألّم إذ خطر في قلبي : « اذهبْ الى كربلاء غداً في الصباح » . و مع خطور هذا الأمر في قلبي انحسرت دموعي و شعرتُ بحالة من الفرح و النشاط . جئتُ الى البيت و قلتُ لزوجتي احضري لي بعض ( فطور الصباح غداً اول الوقت ) فإني ذاهب الى كربلاء . قالت مستغربة : في العادة تذهب ليلة الجمعة لاوسط الاسبوع ، ما الأمر ؟ قلت : عندي مهمّة . و هكذا وصلت الى كربلاء صباحاً فذهبتُ الى حرم الامام الحسين (عليه السلام) ، رأيتُ هناك أحد العلماء المحترمين ، تصافحنا بحرارة ثم قال ما سبب مجيئك الى كربلاء وسط الاسبوع ، خيراً إن شاء الله ؟ قلتُ : جئت لحاجة . قال : أريد أن اطلب منك أمراً ؟ قلت : تفضّل . قال : ورثتُ من المرحوم والدي كميّة من الكتب النفيسة ، لاأستفيد منها في الوقت الحاضر ، شرّفنا الى المنزل و خذ ما ينفعك منه الى أي وقت تشاء . قلتُ : جزاك الله خيراً ، متى آتيك ؟ قال : أنا الآن أذهب و اخرجها و احضرها لك و أنت تعال صباح غد لتفطر عندنا أيضاً . ذهبتُ في الصباح وَ وَضَعَ الكتب بين يديّ و كانت في طليعتها نسخة من الكتاب الذي أريده ( الصراط المستقيم ) ، ما أن وقع نظري عليه و أخذته بيدي حتى انهمرتْ دموعي بغزارة ، فسألني صاحب المنزل عن سبب بكائى ، فحكيت له القصّة ، فبكى هو أيضاً . و هكذا أخذتُ الكتاب و استفدتُ منه و أرجعته اليه بعد ثلاث سنوات . اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|