#1
|
|||||||||
|
|||||||||
روحانية لا تهمل العمل وطلب الرزق
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته إن بعض دعاة الروحانية من رجال الدين ومن غيرهم من عامة الناس، نراهم لا يعملون أو لا يهتمون بالعمل والسعي لطلب الرزق إما لإعتمادهم على غيرهم أو لقلة مبالاتهم وإعتقادهم بأن ذلك من علامات الإيمان والزهد وغيرها من الأمور. وأتذكر أن أحد الذين لا أشك في صدق إيمانهم وورعهم وإخلاصهم كان على فقره وشدة حالته يرفض الأعمال التي تعرض عليه، لأنه لو قبلها فإنه لن يستطيع الحضور للمآتم الحسينية بالكيفية التي يريدها هو كما يقول، وهذا بالطبع غير صحيح لأن سيرة أهل البيت (ع) وأقوالهم تحث على العمل والسعي لطلب الرزق، بل كانوا هم أنفسهم يعملون ويطلبون الرزق، وهناك الكثير من الروايات التي تدل على ذلك، نذكر منها ما يتعلق بالإمام زين العابدين (ع)، حيث نقل عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا أصبح خرج غادياً في طلب الرزق فقيل له: يا ابن رسول الله أين تذهب؟ فقال: أتصدق لعيالي، قيل: له: أتتصدق؟ قال: من طلب الحلال فهو من الله جلّ وعز صدقة عليه»[1]. وورد عنه عليه السلام كما جاء في الكافي عن أبي حمزة الثمالي أنه قال: قال علي بن الحسين (ع): «لأن أدخل السوق ومعي دراهم ابتاع به لعيالي لحماً وقد قرموا أحب إليّ من أعتق نسمة»[2]. وهذا يفهم منه أنه كان لا يرى الزهد والإيمان متنافياً مع الحصول على المال أو التوسيع على النفس والعيال، وهذا ما يغفله ولا يفعله الكثيرين من الذين يدعون الإقتداء به عليه السلام. ---------------------- [1] راجع كتاب بحار الأنوار ج46 ص67 ب5ح32. [2] راجع كتاب الكافي ج4 ص12 باب كفاية العيال والتوسع عليهم ح10. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|