#1
|
|||||||||
|
|||||||||
من كان كثير الإيمان فلينتظر كثير البلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته يعتقد بعض الناس (ولا أصل لهذا الاعتقاد فى الإسلام) أنه إذا آمن، فإن الله (عز وجل) يبعد عنه المصائب والمتاعب، ويغدق عليه ما يرجو ويتمنى! وهذا الصنف من الناس، تعظم عليه الفتنة لمجرد وقوعها، فينهار تحت وطأتها، وتتغير حياته، وربما دينه وإلتزامه. فإذا عاش، عاش في حيرة، وإذا مات، مات في حسرة. بينما الحق، أن المؤمن ينتظر البلاء كما ينتظره غيره، بل أكثر من غيره، لأن الامتحان يكبر مع الإيمان (فأشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالأمثل)(1). وفي النص عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (إن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض)(2). وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الله ليغذي عبده المؤمن بالبلاء، كما تغذي الوالدة ولدها باللبن)(3). المؤمن، يموت ولده، أو يفقد عزيزه، أو يخسر ماله، أو يهجر منزله، أو يضطر للعيش مع سيئي الخلق (من زوج أو زوجة أو أولاد أو إخوة، والشواهد كثيرة من حولنا)، أو يجاور أهل الشر، أو يفتك به المرض، أو تلاحقه الإشاعات، أو تطارده الألسن الباغية والمشتغلون بأعراض الناس والقيل والقال. فيصبر، ويحتسب، ويعلم أن ما أصابه ما كان ليخطئه، وما أخطأه ما كان ليصيبه. وأن ما يجري، إنما يجري بعلم الله، وتحت عين الله، وتحت سلطانه، وقدرته، وهو القادر على تغيير الحال، من حال إلى حال، وهو الذي يعطي، وهو الذي يمنع، لا تأثير في الكون إلاَّ له سبحانه: هو الأول، فلا شيء قبله، والآخر، فلا شيء بعده، وإليه يرجع الأمر كله، وهو أرحم بنا، من الآباء والأمهات، وهو أحكم الحاكمين. أما غير المؤمن، فليس له حظ من كل هذا، لذا ينهار ويسقط. المؤمن يعرف سنن الحياة، وينتظر أمر الله (عز وجل)، ويهتدي بهدي أنبيائه. روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من مؤمن إلا وهو يُذكر في كل أربعين يوماً ببلاء، إما في ماله، أو في ولده، أو في نفسه فيؤجر عليه، أو هم لا يدري من أين هو)(4). وعنه (عليه السلام): (إذا أحب الله عبداً، صب عليه البلاء صباً، فلا يخرج من غم، إلا وقع في غم)(5). وعن مولانا الكاظم (عليه السلام): (مثل المؤمن كمثل الميزان، كلما زيد في إيمانه، زيد في بلائه، ليلقى الله ـ عز وجل ـ، ولا خطيئة له)(6). وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (فكرامات الله في الحقيقة نهايات، بداياتها البلاء)(7). هذا، والإيمان ليس مجرد طقوس وعادات وعبادات، إنما هو إضافة لبعض هذا، إعتقاد ويقين وتسليم ورضا، واعتبار للبلاء نعمة تستحق الشكر. روي عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا تكون مؤمناً حتى تعد البلاء نعمة، والرخاء محنة، لأن بلاء الدنيا نعمة في الآخرة، ورخاء الدنيا محنة في الآخرة)(8). وفي النص عن الإمام الكاظم (عليه السلام): (لن تكونوا مؤمنين حتى تعدوا البلاء نعمة، والرخاء مصيبة، وذلك أن الصبر عند البلاء، أعظم من الغفلة عند الرخاء)(9). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1ـ الكافي الشريف، ج2، ص252. 2ـ ميزان الحكمة، ج1، ح1899. 3ـ المصدر السابق، ح1931. 4ـ بحار الأنوار، ج67، ص237. 5ـ المصدر السابق، ج82، ص148. 6ـ المصدر السابق، ج67، ص242. 7ـ المصدر السابق، ج67، ص231 8ـ المصدر السابق، ج67، ص237. 9ـ المصدر السابق. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|