#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ولادة الإمام المهدي وتجديد ارادة الحق قولا وفعلا
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته.
طريق الحق، يعد أقصر الطرق نحو حياة متوازنة مستقرة تنطوي على شروط التقدم كافة، وفي الوقت نفسه، هو طريق العبور من الحياة الأولى الى الاخرى بنجاح، وهذا يعني أن من يسلك طريق الحق، سوف يضمن النجاح في الدارين، وهذا الهدف يعد أصعب الاهداف قاطبة بالنسبة للإنسان، لأن الانسان بتركيبته النفسية والتكوينية غالبا ما يواجه اختبارا عسيرا في النجاح بالدارين معا، فهناك من يضعف ويتمسك بالدنيا واغراءاتها وما ينتج عن ذلك من رفض للحق واصطفاف مع الباطل، الامر الذي يجعل الانسان رابحا في الدنيا الزائلة مقابل خسارته للدار الأبقى، وهي الدار الآخرة، وهناك من يطلّق الدنيا ويرفض ملذّاتها، غير ملتفت لما تتطلبه الحياة من عمل وبناء وما شابه، مع أن حياتنا المعاصرة تستدعي من الانسان الموازنة بين متطلبات الدارين، الاولى والثانية. لذلك فالإنسان مطالب بحالة التوازن بين متطلبات الحياة التي يعيشها الآن، وما تستدعيه من سعي وكد وتعب وبناء مادي ومعنوي متواصل، وبين ما تريده الحياة الاخرى من اعمال فاضلة تسجل في سجل الانسان وتحسب له يوم الحساب، لذلك ليس امام من يريد النجاح سوى التمسك بطريق الحق، وهو طريق الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف، فضلا عن كونه طريق الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله، فلا فرق بين الطريقين، ولابد لنا من التواضع والتمسك بالحق اذا كان هدفنا حياة أفضل وآخرة مضمونة المراتب، من هنا علينا أن نتواضع للحق. يقول سماحة المرجع الديني الكبير، آية الله العظمى، السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) في الكتاب الموسوم (من عبق المرجعية) في هذا المجال: (بتواضعنا للحقّ يتحقّق رضا الإمام عجّل الله فرجه الشريف عنّا). وهذا الطريق يتطلب ارادة قوية وصادقة، ويستدعي الثبات فيه مهما كانت المصاعب التي ينطوي عليها، فطريق الحق يعد من أصعب الطرق كما نقرأ ذلك في قول الامام علي (عليه السلام) وهو يدعونا لسلوك طريق الحق: (لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه). ولكن سلوك طريق الحق، هو السبيل لخلاص الانسان، وهو الذي يمهد لنجاحه في الاختبار الدنيوي الشاق، ويمنحه الدرجة التي تؤهله للحصول على الرضوان الالهي في الدار الآخرة، ولا شك أن من يدخل طريقا صحيحا ويمضي فيه قُدُما، فإنه سوف يصل الى هدفه طال الوقت أم قصر. كما نقرأ في قول سماحة المرجع الشيرازي حول هذا الجانب: (لنعاهد الله في ذكرى مولد الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف على أن نبدأ بسلوك طريق الحقّ؛ فلعلنا نبلغ المقصود بعد زمان طال أو قصر، فإن من سلك الطريق لا بد وأن يصل). السعي لتحصيل رضا الامام ولا شك أن سلوك الانسان المؤمن في طريق الحق، سوف يقوده في النهاية الى تحصيل رضا الامام عجل الله فرجه، والحق هنا يستدعي القيام بالواجب كما تنص عليه مبادئ الاسلام وضوابط العقيدة، ومن يتسنى له السير في هذا الطريق، متجنبا العثرات والزلل، فهو حتما سوف يبلغ المرتبة التي يستحقها من سعى وواصل سعيه في طريق الحق، متمسكا بأداء واجباته، مهتديا بما تنص عليه عقيدته روحا وشكلا وجوهرا. تجديد الارادة والرأي قولا وفعلا، بمناسبة ولادة الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف، كي نرتقي بأخلاقنا واقوالنا وأفعالنا تحصيلا لرضا الامام كوننا سلكنا طريق الحق من دون خوف او مجاملة او تردد، خاصة اننا نعيش في عالم المصالح القائمة على البراغماتية والمنفعة الظالمة، فهناك من يقف مع الظلم مجاملا الظالم من اجل مصلحته مع الظالم، وهذا خلاف الحق، لكنه للأسف موجود في مجتمعنا، الامر الذي يتطلب التنبّه لهذا الخطأ الجسيم، وتصحيح سلوك الانسان وفكره في هذه المناسبة الجليلة، بما يجعله سائرا في طريق الحق ومتواضعا له. بأن نتخذ من ولادة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف، نقطة شروع وبداية صحيحة، لتصحيح الخطأ والسير في طريق الحق، أملا بالحصول على رضا الامام عجل الله تعالى فرجه، (لنحاول في مناسبة مولد الإمام الحجّة عجّل الله فرجه الشريف تحصيل رضا الإمام فإنه رضا الله، ورضا الإمام هو في أن نعمل بواجبنا وعقائدنا). لاسيما أن الامام المهدي يعد مرآة كاملة للرسول الاكرم صلى الله عليه وآله، لذا فإننا مطالبون بالسعي الدائم، باستثمار الفرصة لكي نجدد السير في طريق الامام عجل الله فرجه الشريف، وخاصة في هذه الايام المباركة التي تشهد ولادته الشريفة: إن (الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه، مرآة كاملة المظهر للرسول صلى الله عليه وآله في كل شيء، ما عدا مقام نبوّته).: (على كل شخص مكلّف أن يتعلّم ويعرف ما هي الواجبات والمحرّمات عليه وعلى الآخرين للعمل بها وتعليمها والأمر بها حتى الوصول إلى حدّ تتحقّق فيه الكفاية، فهذه هي المسؤولية، وهذا ما يسرّ مولانا الإمام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه ويجعله يرضى عنّا). إقامة أركان العدل من السبل الداعمة لطريق الحق، العدل، لذلك فإن إقامة اركان العدل مهمة سوف يقوم بها الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه، كي يملأ الارض قسطا وعدلا، بعد أن ملئت ظلما وجور، فقد عاث بها الفاسدون والمفسدون والظالمون والطغاة فسادا، وصاروا اقوياء على الضعفاء وانتهكوا حقوق الفقراء، وظلموا الانسان الذي كرمه الله احسن تكريم، عندما خلقه حرا، وجعله سيدا على الكائنات، وهذا ما سيفعله الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وحكومته العادلة التي ستثبّت اركان العدل في ارجاء المعمورة كافة. (انما جاء الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف أصلاً لإقامة أركان العدل، العدل الذي يشكّل مطلباً طبيعياً وفطرياً للإنسان). وهذا ما يحتاج له الانسان فعلا، اي تثبيت العدل من خلال تثبيت اركانه كافة، وهذا هو الذي يتوافق مع فطرة الانسان تماما. علما أن نهج الامام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف لا يقوم على الشدة، ولا على العنف، إنما على العدل الذي يقترن باللين والرحمة، فمنهج اللين هو الذي يتقدم المناهج في ادارة شؤون الناس كافة، ولكن هذا لا يعني غياب العدل، وعدم السير في طريق الحق، بل على الانسان والمسلمين على وجه الخصوص، أن يقوموا منذ الان بالاستعداد لعصر الامام الحجة عجل الله فرجه، وذلك من خلال تمسكهم بالحق، وترجيحهم لكفة العدل دائما، فهذه هي القاعدة التي يقوم عليها منهج الامام الحجة، وعلينا جميعا أن نتمسك بها لنحصل على رضاه، ونكون من مؤيديه ومحبيه وأنصاره. لا يقيم الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف أساس حكمه على قواعد الشدّة والعنف، وإنما على العدل واللين والرحمة والحسنى. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|