#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ما أشبه انصارك يا احمد (ع ) بأنصار جدّك الحسين عليه السلام !
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته اوجه الشبه بين اصحاب الحسين (ع) واصحاب القائم (ع) قال تعالى : {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة : 148] من الذين التحقوا بالأمام الحسين (ع) واستشهدوا في معركة الطف اضافة الى ولده واخته العقيلة زينب عليها السلام وعمه العباس عليه السلام جمع من ال بيته اخوته من ابيه امير المؤمنين عليه السلام ومن ولد اخيه الحسن عليه السلام ومن ابناء عمه عقيل. اما اصحابه حيث يخصهم المقال هذا رضوان الله عليهم فمنهم من كانوا على نهج امير المؤمنين عليه السلام وبقوا مخلصين لأمامي زمانهم الحسن والحسين عليهم السلام. وبعض من اصحابه كان على غير نهج علي والحسن عليهما السلام ومن كان نصرانيا ليس على دين محمد صلى الله عليه واله. ولكنهم آثروا ان يتركوا الحسين لوحده فكانوا اصحاب مواقف ومواقفهم الشجاعة كانت اكبر من انتمائهم المذهبي او الديني الذي كان يخالف نهج اهل البيت عليهم السلام. فغلبوا الأيثار على منهجية مذهبية او دينية ضيقة ففازوا برضا الله تعالى وهم في درجات العلى شهداء احياء عند ربهم يرزقون. فمن هؤلاء الرجال الذي سجل التاريخ مواقفهم البطولية الى ان تنتهي الأرض ومن عليها : أ - من آل الحسين (ع) علي الأكبر بن الحسين بن علي ، عبد الله بن مسلم بن عقيل ، عبد الله بن الحسن بن علي ، القاسم بن الحسن ، أبو بكر بن علي ( ع ) ، عثمان بن علي ( ع ) ، جعفر بن علي ( ع ) ، عبد الله بن علي ( ع ) ، العباس بن أمير المؤمنين ( ع ) ، قتل الطفل الرضيع ، مقتل طفل آخر للحسين ( ع ) قال الطبري : ورمى عبد الله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسين بن علي بسهم فقتله فلذلك يقول الشاعر وهو ابن أبى عقب ، مقتل طفل مذعور : روى الطبري عن هانئ بن ثبيت الحضرمي ، قال : كنت ممن شهد قتل الحسين ، قال : فو الله إني لواقف عاشر عشرة ليس منا رجل الا على فرس وقد جالت الخيل وتضعضعت : إذ خرج غلام من آل الحسين وهو ممسك بعود من تلك الابنية عليه أزار وقميص وهو مذعور يتلفت يمينا وشمالا فكأني أنظر إلى درتين في أذنيه تذبذبان كلما التفت ، إذ أقبل رجل يركض حتى إذا دنا منه مال عن فرسه ثم اقتصد الغلام فقطعه بالسيف ، قال الراوي : هانئ بن ثبيت هذا هو صاحب الغلام فلما عتب عليه كنى عن نفسه . مقتل طفل الإمام الحسن ( ع ) : قال الطبري : ثم أن شمر بن ذي الجوشن أقبل في الرجالة نحو الحسين فأخذ الحسين يشد عليهم فينكشفون عنه ثم انهم أحاطوا به إحاطة وأقبل إلى الحسين عبد الله بن الحسن من عند النساء وهو غلام لم يراهق فأخذته أخته زينب ابنة علي لتحبسه ، فقال لها الحسين : احبسيه فأبى الغلام وجاء يشتد إلى الحسين فقام إلى جنبه ، قال : وقد أهوى بحر بن كعب بن عبيد الله من بنى تيم الله بن ثعلبة بن عكابة إلى الحسين بالسيف فقال الغلام : يا ابن الخبيثة أتقتل عمي ؟ ! فضربه بالسيف فاتقاه الغلام بيده ، فأطنها الا الجلدة فإذا يده معلقة فنادى الغلام يا أمتاه فأخذه الحسين فضمه إلى صدره وقال : يا ابن أخي اصبر على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الخير ، فان الله يلحقك بآبائك الصالحين برسول الله ( ص ) وعلي بن أبي طالب وحمزة وجعفر والحسن بن علي صلى الله عليهم اجمعين. ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،، ب - من شيعة علي عليه السلام وال علي عليهم السلام مسلم بن عَوسَجة بن سعد بن ثَعلبة بن دودان بن أس بن خُزَيمة، عابس بن أبي شبيب بن شاكر بن ربيعة الهَمْدانيّ الشاكريّ، حبيب بن مظاهر ، أبوه مظاهر ـ أو مُظهَّر ـ بن رِئاب بن الأشتر، جَون بن حَوِيّ، بُرير بنُ خُضَير ، سعيد بن عبدالله الحَنَفيّ ، جُنادة بن كعب الأنصاريّ ، بِشر الحضرميّ ، عبدالله بنُ عُمَير الكلبيّ، الحُلاس والنعمان آبنا عمرو الأزديّ الراسبيّ ، أسْلَم التركيّ ، أبو ثُمامَة الصّائِديّ ، جُنادة بنُ الحِرْث ، حَنْظَلَة بنُ أسْعَد الشِّباميّ ، عمرو بنُ قَرَظَة الأنصاريّ ، نافعُ بنُ هِلال الجَمَليّ ، يزيدَ بنُ مُغفِل الجعفيّ ، الأدْهَم بن أُميّة العَبْديّ ، سُوَيد بنُ عمْرو الخَثْعَميّ ، الجابريّان وهما سيف بن الحارث بن سُرَيع الجابريّ، وبنو جابر بطنٌ من هَمْدان من كهلان في اليمن ( عرب الجنوب ).. ومالك بن عبد بن سُرَيع الجابريّ، كانا ابنَي عمّ وأخَويَن لأمّ ، الغفاريان وهما عبدالله وعبدالرحمان ابنا عُروَةَ بنِ حِراق الغِفاريّ، أميّة بنُ سَعدٍ الطّائيّ ، شَوْذَب ، جابر بنُ الحجاج التَّيمْيّ ، جَبَلَةُ بنُ عليٍّ الشَّيبانيّ ، عائذ العائذيّ ، سالم مولى بني المدينة الكلبيّ ، أنَسُ بنُ الحارثِ الكاهليّ الأسديّ ، زاهد مولى عمرو بن الحَمِق ، زياد بن عريب الصائديّ ، عامر بن مسلمٍ العَبْديّ ـ ومولاه سالم ، عَمْرو بنُ خالد الصَّيداويّ ، قيس بنُ مُسْهِر الصَّيْداويّ ، يزيد بن ثُبَيت العَبْديّ وابناه ، عبدالأعلى بن يزيدٍ الكلبيّ ، جندب بن حجر الخولانيّ ، عبدالرحمان بن عبدربّ الأنصاريّ ، عمّار الدالانيّ ، عبدالرحمانِ الأرحبيّ ، الحجّاج بن زيدٍ السَّعْديّ ، عمّار بن حسّان الطائيّ ، عمرو الجندعيّ ، نَصْر بنُ أبي نَيْزَر ، المُوقَّع بنُ ثُمامة الأسديّ ، عبدالله بن يَقْطر ، الحَجّاج بن وق الجُعفيّ ، عَمْرو بن جُنادة الأنصاريّ. مَسْر ج - من غير الشيعة 1- زهير بن القَيْن الأنماريّ البَجَليّ، من شجعان المسلمين، وممّن اشترك في الفتوح الإسلاميّة، وقد التحق بالإمام الحسين عليه السّلام أثناء الطريق.. وهذه قصّة التحاقه. وسار الموكب الحسينيّ نحو كربلاء.. وكان هنالك موكبٌ آخر يسير بزعامة زهير بن القَين يحوي نفراً من البَجَليّين والفَزاريّين، جانَبوا الحسين عليه السّلام ولم يرغبوا في مُسايَرَته والنزول معه. قال بعضهم: كنّا مع زهير بن القين، أقْبَلْنا من مكّة نُساير الحسين عليه السّلام.. إذا سار تخلّف زهير، وإذا نزل الحسين تقدّم زهير. حتّى نزلنا في منزلٍ لم نجد بُدّاً من أن نُنازِله فيه، فنزل الحسين في جانب ونزلنا في جانب. فبينا نحن جُلوسٌ نَتَغدّى إذْ أقبل رسولُ الحسين، فسلّم ثمّ دخل، فقال: يا زهير بن القَين، إنّ أبا عبدالله الحسين بن عليّ بعثني إليك لتأتيه. قال: فطرح كلُّ إنسانٍ ما في يده، حتّى كأنّنا على رؤوسنا الطير! فأحجَم زهير قليلاً.. وهنا نادَته زوجتُه دَلْهَم بنت عمرو: أيَبعَث إليك ابنُ رسول الله ثمّ لا تأتيه ؟! سبحان الله! لو أتيتَه فسمعتَ من كلامه ثمّ انصرفت. فذهب زهير.. فما لَبث أن عاد مُستبشراً قد أسفَر وجهُه، فأمر بفسطاطه وثِقله ومَتاعه فقُدّم له، وحَمَله نحو الإمام الحسين عليه السّلام، ثمّ قال لأصحابه: مَن أحَبَّ منكم أن يَتبعني، وإلاّ فإنّه آخِرُ العهد، إنّي سأحدّثكم حديثاً 2- الحرّ بن يزيد الرياحيّ ، أُرسل الحرّ على رأس ألف فارس من قِبل عبيدالله بن زياد ليصدّ الإمامَ الحسين عليه السّلام عن دخول الكوفة. قال أهل المقاتل: إنّ الحرّ لمّا انحاز إلى الحسين عليه السّلام يوم عاشوراء قال له: لمّا وجّهني عبيدالله بن زياد إليك، خَرَجتُ من القصر فنُودِيتُ من خلفي: أبشِرْ بخير! فالتَفَتُّ فلم أرَ أحداً.. فقلت: واللهِ ما هذه بشارةٌ وأنا أسير إلى الحسين، وما أُحدّث نفسي باتّباعك. فقال له الإمام الحسين عليه السّلام: ـ أصبتَ أجراً وخيراً 3- بكر بن حُيَي التَّيْميّ ، بكر بن حُيَيّ بن تَيْم الله التَّيْميّ.. فقد كان خرج مع عمر بن سعد إلى قتال الإمام الحسين عليه السّلام، حتّى إذا قامت المعركة على ساقٍ، ورأى اصطفافَ الأصحاب حول إمامهم سيّد شباب أهل الجنّة صلوات الله عليه يفدّونه بأرواحهم، مالَ قلبُه إلى أبي عبدالله الحسين عليه السّلام مرّةً واحدة على ابن سعد، مُنْضَمّاً إلى أبطال الحقّ وأنصار آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله. 4- سَوّار النَّهْميّ الهَمْدانيّ ، وفي أيّام الهدنة، حتّى كان القتال يومَ عاشوراء، وفي تلك كان سَوّار النَّهْميّ قد التحق بإمامه الحسين عليه السّلام وانضمّ إلى أصحابه الميامين 5- سعد وأبو الحُتوف ابنا الحرث الأنصاريّ ، وكان هناك رجلان أنصاريّان من أهل الكوفة، ومِن المُحكِّمة ، قد خرجا مع مَن خرج مع عمر بن سعد من الكوفة لقتال الإمام الحسين عليه السّلام.. هما: سعد وأبو الحُتوف ابنا الحرث الأنصاريّ العَجْلانيّ. قال بعض أصحاب السِّيَر: فلمّا كان يومُ العاشر من المحرّم، وقد قُتل أصحاب الإمام الحسين عليه السّلام، فجعل الإمام عليه السّلام ينادي: ألاَ ناصرٌ فينصرنا ؟! فتَصارَخَت النساء والعيال والأطفال، فمالَ سعدٌ وأخوه أبو الحُتوف بسيفَيهما فجأةً إلى جانب سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السّلام، فجعلا يضربان في أعداء الله يقاتلانِ غَيرةً على حرم رسول الله صلّى الله عليه وآله.. حتّى قَتَلا جماعةً من عسكر عمر بن سعد وجَرَحا آخرَين، ثُمّ قُتِلا معاً شهيدَينِ محتسِبَين رضوان الله تعالى عليهما 6- بعث عمر بن سعد إلى الحسين عليه السّلام: إنّا أجَّلْناكم إلى غد، فإنِ استسلمتُم سرّحنا بكم إلى الأمير ابن زياد، وإن أبيتُم فلَسْنا تاركيكم وكانت تلك الليلة فرصةً غنيمةً أن تنتقل جماعةٌ متحيّرة من معسكر الضّلال والضالّ عمر بن سعد إلى معسكر الهداية والهادي أبي عبدالله الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما، وكانت تلك الجماعة لا تتصوّر من قبل أنّ قتالاً سيقع، فلمّا أيقنت حكّمتْ ضمائرَها، واستَهدَتْ بصائرَها، فاختارت السعادة الأبديّة. وكان من تلك الجماعة التي زحفت في ليلة عاشوراء.. زهير بن بِشْر الخَثعميّ رضوان الله عليه، الذي انضمّ إلى الركب الحسينيّ، واصطفّ إلى جند الإمام الحسين عليه السّلام مستقبلاً الشهادة، ومستبشراً بالسعادة 7- جوينُ بنُ مالكٍ الضَّبُعيّ ، هو: جُوَينُ بنُ مالك بن قيس بن ثَعلَبة التَّيْميّ الضَّبُعِيّ، نسبةً إلى ضَبُعِ بنِ وَبرة، بطن من القحطانيّة عرب الجنوب في اليمن. كان جُوَين نازلاً في بني تميم في الكوفة، فخرج معهم إلى محاربة الإمام الحسين عليه السّلام، فأصبح أحدَ جنود عمر بن سعد في كربلاء! ومع ذلك.. قالوا بأنّه كان من الشيعة. قال أبو مخنف: ثمّ إنّ عمر بن سعد جَمَع أصحابَه للحرب ميمنةً وميسرة، فجعَلَ في الميمنة الشمرَ بنَ ذي الجوشن ومعه عشرون ألفَ فارس، وجعل في الميسرة خولّي بن يزيد الأصَبحيّ ومعه عشرون ألفَ فارس، ووقف هو بباقي الجيش في القلب. وجمع الإمامُ الحسين عليه السّلام أصحابه، فجعل زهيرَ بن القَيْن ومعه عشرون فارساً، وجعل في الميسرة نافعَ بن هلال الجَمَليّ ومعه عشرون فارساً، ووقف هو صلوات الله عليه في القلب، وأدخل الأطفالَ والحرمَ في الخيمة، وحفروا خَنْدَقاً حول الخيمة وملأوه حطباً وأضرموه ناراً؛ لتكونَ الحرب من جهةٍ واحدة.. ثمّ دعا عليه السّلام براحلته فركبها، ونادى بصوتٍ عالٍ يسمعُه جُلُّهم: أيُّها الناس.. اسمعوا قولي ولا تَعْجَلوا حتّى أعِظَكُم بما هو حقٌّ لكم علَيّ، وحتّى أعتذر إليكم ( أي أبيّن لكم السبب ) مِن مَقْدَمي عليكم، فإنْ قَبِلتُم عُذري وصَدَّقتُم قولي، وأعطيتُموني النَّصَفَ مِن أنفسِكم، كنتم بذلك أسعَد، ولم يكن لكم علَيّ سبيل، وإن لم تقبلوا منّي العُذرَ ولم تُعطُوا النَّصَفَ مِن أنفسِكم، فأجْمِعُوا أمرَكم وشُركاءَكم، ثمّ لا يَكُنْ أمرُكم عليكم غُمّة ثمّ اقضُوا إليّ ولا تُنظِرون، إنّ وَلِيِّيَ اللهُ الذي نَزَّل الكتابَ وهُوَ يَتَولّى الصالحين. ثمّ أخذ سيّدُ شباب أهل الجنّة صلوات الله عليه في مواعظه المُواقِظة الحكيمة، بعد أن حَمِدَ اللهَ تعالى وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وعلى الملائكة والأنبياء عليهم السّلام.. إلى أن قال: وأراكُم قد اجتَمعتُم على أمرٍ قد أسخَطتُمُ اللهَ فيه عليكم، وأعرَضَ بوجهه الكريم عنكم، وأحَلّ بكم نقمتَه، فنِعْمَ الربُّ ربُّنا وبئس العبيدُ أنتم! أقررتُم بالطاعة، وآمنتُم بالرسول محمّدٍ صلّى الله عليه وآله، ثمّ إنّكم زَحَفتُم إلى ذريّته وعِترته تُريدون قَتْلَهم! لقدِ آستَحوذَ عليكمُ الشيطانُ فأنساكُم ذِكْرَ اللهِ العظيم، فتَبّاً لكم ولِما تُريدون! إنّا للهِ وإنّا إليه راجعون، هؤلاءِ قومٌ كفروا بَعدَ إيمانِهم، فبُعْداً للقومِ الظالمين . فتكلّم سلام الله عليه.. فلم يُسمَع متكلّم قط أبلَغَ في منطقٍ منه.. ثمّ قال: أيّها الناسُ آنسُبُوني مَن أنا، ثمّ ارجِعُوا إلى أنفسِكم وعاتبوها، وانظروا هل يَحلّ لكم قتلي وانتهاكُ حُرمتي ؟!.. أوَ لم يَبلُغْكُم قولُ رسول الله لي ولأخي: هذانِ سيّدا شبابِ أهل الجنّة ؟ فإن صَدَّقتموني ـ وهو الحقّ ـ، واللهِ ما تَعمَّدتُ الكذبَ منذُ علمتُ أنّ الله يَمقُتُ عليه أهلَه، ويَضرُّ به مَنِ آختلقه. وإن كذّبتموني فإنّ فيكم مَن إنْ سألتموه عن ذلك أخبَرَكم، سلوا: جابرَ بنَ عبدِالله الأنصاري، وأبا سعيدٍ الخُدْريّ، وسَهْلَ بنَ سعدٍ الساعديّ، وزيدَ بن أرقم، وأنسَ بن مالك، يُخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالةَ مِن رسول الله لي ولأخي، أما في هذا حاجزٌ لكم عن سَفْك دمي ؟! إلى قال عليه السّلام: وَيْحكم! أتَطلُبوني بقتيلٍ منكم قَتَلتُه، أو مالٍ لكمُ آستَهلكْتُه، أو بقِصاصِ جراحة ؟! فأخذوا لا يكلّمونه. فنادى عليه السّلام: ييا شَبَثَ بنَ رِبْعيّ، ويا حَجّارَ بن أبْجُر، ويا قيس بن الأشعث، ويا زيدَ بن الحارث.. ألَم تكتبوا لي أن أقْدِم؛ قد أينَعَتِ الثمار وآخْضرّ الجَناب، وإنّما تَقْدِمُ على جُندٍ لك مجنّدة ؟! فقالوا: لم نفعل! قال: سبحان الله! بلى والله لقد فعلتم. ثمّ قال: أيُّها الناس، إذا كَرِهتُموني فَدَعوني أنصرِفْ عنكم إلى مَأمنٍ من الأرض. وفي روايةٍ قال له قيس بن الأشعث: ما ندري ما تقول! ولكنِ آنْزِلْ على حُكْم بني عمّك ( أي بني أُميّة )! فأجابه الإمام الحسين عليه السّلام: ـ لا والله، لا أُعطيكم بيدي إعطاءَ الذليل، ولا أفرُّ فرارَ العبيد. ثمّ نادى صلوات الله عليه: يا عبادَ الله، إنّي عُذتُ بربّي وربِّكم أن تَرجُمون، أعوذُ بربّي وربّكم مِن كلِّ متكبّرٍ لا يُؤمن بيوم الحساب. ثمّ أناخ راحلتَه، وأمر عُقبةَ بنَ سمعان فعقلها وهنا مالَ الحرُّ بن يزيد الرياحيّ رضوان الله عليه إلى عسكر الإمام الحسين عليه السّلام، بعد أن انسَلَّ مِن جيشه، وكان لا يتوقّع أن ستقع الحرب، فلمّا أيقن أختار جهةَ سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه، وخطب في القوم فأبلَغ، فلم يُصغوا إليه، فقاتَل حتّى استُشهد هو وابنه. وكان ممّن مال إلى جهة الحسين عليه السّلام: جُوَينُ بنُ مالك الضَّبُعيّ؛ وذلك لمّا رُدّت الشروط على الإمام الحسين عليه السّلام، وقيل: إنّه رحل مع مَن رحل إلى الإمام الحسين عليه السّلام ليلاً 8- يزيد بن زياد الكنديّ ذكره الطبري في موقعين: فمرّةً قال: إنّه تحوّل إلى الإمام الحسين عليه السّلام من معسكر عبيدالله بن زياد بعدما رفضوا عُروضَه عليه السلام، ومرّة قال: إنّه خرج إلى الإمام الحسين عليه السّلام من الكوفة قبل التقائه بالحُر. ويُرجّح الشيخ محمّد السماوي أنّ يزيد بن زياد خرج إلى الإمام الحسين عليه السّلام مِن الكوفة قبل أن يتّصل به الحرّ بن يزيد الرياحي 9- ذكر المؤخون : لما وصل الحسين عليه السلام إلى لصحراء التعلبيه في طريقه إلى كربلاء شاهد خيمة متردّية تعبر عن فقر ساكنيها ,فدنا إليها فرأى هناك امرأة كبيرة في السن ,عليها ثياب رثّة لشدة فقرها,فسألها عن حالها ؟ فقالت :إنهُا قد أضرّ بها وبأغنامها الجفاف, وأن ابنها (وهب) وزوجته (هانية) ذاهبان بحثاً عن الماء. فقلع الإمام الحسين عليه السلام صخرة في مكانه فخرج من تحتها نبع من الماء الزلال. فسرت المرأة وشكرت الإمام الحسين عليه السلام ,ثم واصل الإمام طريقه إلى كربلا . وحينما جاء ابنها (وهب) فرأى ذلك انبرى مندهشاً يسأل أمه من أين حصل هذا؟ فأخبرته بالأمر ,وكان الابن في ليلته قد رأى في المنام الإمام الحسين عليه السلام. فقال لأمه فوراً: قومي لنلتحق به. فتحرّك وهب وأمه وزوجته. وكانوا على دين المسيح عيسى عليه السلام _حتى وصلوا إلى قافلة الحسين عليه السلام, فأسلموا على يديه, وكان وهب مع الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء واحداً من الشهداء السعداء.. واليوم نرى اصحاب حسين العصر عربا وعجما يتقاطرون ويلتفون حول امام زمانهم من كل صوب وحدب ويعلنون البيعة فمنهم من ذرية ال محمد (ص) كذراري امير المؤمنين (ع) وذراري الحسن (ع) و كالطالبيين رضي الله عنهم الذين استشهدوا مع الحسين عليه السلام ، ومنهم من الشيعة كالذين والوا عليا امير المؤمنين عليه السلام ومن ثم الحسن والحسين عليهما السلام واستشهدوا في ارض الطف ومنهم من لم يكن لا من ذرية محمد وال محمد (ص) ولا من الشيعة بل تربّوا وكبروا في مذاهب غير مذهب ال البيت عليهم السلام ورجعوا الى فطرتهم السليمة كأصحاب الحسين (ع ) الذين حيّرتهم الفتن والطرائق وغابت عنهم حق ال محمد (ص) الى ان هداهم الله وعادوا الى امام زمانهم واستشهدوا في رمضاء كربلاء ومنهم من كان نصرانيا او يهوديا او لا دين لهم وهم يبايعون حسين عصرهم بفضل الله تعالى عليهم. فما أشبه انصارك يا احمد (ع ) بأنصار جدّك الحسين عليه السلام. قال تعالى : {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة : 148] اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|