المكر والخدعة مع الناس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

.

الخداع والتضليل المتداول بين الغافلين عن الآخرة هو ذنب كبير وحرام وكلما كانت مفسدته أكبر كانت حرمته وعقوبته أشد ، يقول تعالى (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ) ذلك أن كل مكر هو سبب في ذلة الماكر وتسافله وبالعكس سبب في عزه المخدوع وارتفاع درجته أما في الآخرة حيث يتسافل الماكر في قعر جهنم ويرتفع المخدوع بسبب الظلم الذي أصابه في درجات الجنة وأما في الدنيا والآخرة معاً كما نجد أن المخادع غالباً يفتضح في الدنيا ويصيبه ضرر مكره وخداعه كتب في منهج الصادقين أن هذا المعنى ذهب مثلاً عند العرب قيل ( من حفر بئراً لأخيه وقع فيه ) وعند العجم ( لا تعمل سوءاً فتراه ، ولا تحفر بئراً فتقع فيه ) .

ذو الوجهين واللسانين مخادع أيضاً :

عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال ( من لقي المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانين من نار ) الكافي .

وقال الإمام الباقر عليه السلام : بئس العبد عبد يكون ذاوجهين وذا لسانين يطري أخاه ظاهراً ويأكله غائباً إن أعطى حسده وإن ابتلى خذله (الكافي) .

ويقول الرسول (ص) : يجيء يوم القيامة ذووجهين دالعاً لسانه في قفاه وآخر في قدامه يلتهبان ناراً حتى يلهبا جسده ثم يقال هذا الذي كان في الدنيا ذو وجهين ولسانين يعرف بذلك يوم القيامة .
وقال (ص) من مكان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار من هوذ والوجهين وذو اللسانين ؟ ( وسائل الحج ) .

1. ذو اللسانين هو صاحب الكلمات المتضادة والمتناقضة والذي يتخذ بأحاديث من أجل تحصيل المنفعة الدنيوية ومن دون ضرورة لذلك مثلاً ، يعترف بشيء ثم ينكره بعد ذلك أو يشهد على شيء ثم يظن خلافه بعد ذلك أو يمدح أحداً حال حضوره ولكنه عند غيابه يطعى به .

2. وذو الوجهين : وذو اللسانين هو صاحب العلاقة بين عدويين يتكلم مع كل واحد منهما بلسان يوافقه وهذا عين النفاق .

3. إذا كان بين شخص عداوة وكل يتناول صاحبه في غيابه بكلام شديد فمن ينقل كلام كل واحد إلى الآخر كلام الشخص لمن يعود عليه ذلك الكلام ، أما إذا نقل كلام الطرف الآخر فإنه يصبح ذا لسانين .

4. ومن يلتقي بكل واحد من هذين المتخاصمين ويمدحه ويفضله على صاحبه فهذا أيضاً ذو لسانين .

5. من يهدف كلا هذين المتخاصمين بالعون والمساعدة على الآخر فهذا أيضاً ذو لسانين والخلاصة أن الشخص في جميع هذه المواد يقال له ذو لسانين وذو وجهين ولا يفوتنا القول أن نعم الصداقة وإظهار المحبة مع كلا الشخصين المتنازعين من دون نقل كلام أحدهما للآخر ولا تفضيله ولا وعده بالمساعدة على صاحبه فلا مانع منه و ليس هو ذو لسانين .

من أقسام خداع الناس الغش في المعاملة :

وذلك بخلط الجنس الذي ببيعه أو اي غش آخر بحيث يخفي ذلك مثل خلط الحليب بالماء الجيد والرديء من الجنس الواحد وبيعه على اعتبار أنه من النوع الجيد .

الغش حرام عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال :

مر النبي (ص) في سوق المدينة بطعام فقال لصاحبه ما أرى طعامك إلا طيباً ، وسأله عن سعره فأوحى الله عز وجل إليه أن يدس يده في الطعام ففعل فأخرج طعاماً ردياً فقال لصاحبه ما أراك إلا وقد جمعت خيانة وغشاً للمسلمين ( الوسائل باب التجارة ) .

وقال (ص) من غش مسلماً في شراء أو بيع فليس منا ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الخلق للمسلمين .

وقال (ص) من بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله ، واجح كذلك وهو في سخط الله حتى يتوب ويرجع أو يراجع وإن مات كذلك مات على غير دين الإسلام ، ثم قال (ص) إلا من غشنا فليس منا قالها ثلاث مرات ومن غش أخاه المسلم نزع الله بركة رزقه وأفسد عليه معيشته ووكله إلى نفسه .

وروى عن الإمام الصادق عليه السلام : دخل رجل عليه يبيع الدقيق فقال : إياك والغش فإنه من غَشَّ غُشَّ في ماله فأن لم يكن له مال غش في أهله