الزهراء والحب الراقي

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

بالأمس كان الحديث حول أنواع الحب ، بيتُ فيه أن أفضل أنواع الحب هو ذلك الذي يضحي به صاحبه بالنفس والنفيس من أجل محبوبه وأسميته بالحب الراقي ..

يطيب لي اليوم الحديث عن إنسانة عظيمة علت مرتبتها في الدنيا على نساء العالمين ، وسادت في الآخرة نساء أهل الجنة ، أثبتت كيف يكون الحب وكيف تكون التضحية من أجل الحبيب ..

لقد كان علياً للزهراء عليهما السلام الزوج والحبيب وأباً لأولادها الأطياب ، والأهم أنه كان إمام زمانها والأولى بها من نفسها كما قال أبيها المصطفى صلى الله عليه وآله ..

بعد إجتماع السقيفة وما نتج عنه من خذلان الصحابة إلا مارحم ربي لأمير المؤمنين علي عليه السلام ومبايعتهم لمن لا يعرف أن يدير شئون نفسه فضلاً من أن يدير شئون الأمة خليفة عليهم ، لاثت الزهراء عليها السلام خمارها وخرجت قاصدة مسجد أبيها لتلقي الحجة عليهم بخطبة عصماء عرَّفت فيها من تكون وبنتُ من هي ، ثم بينت عليه السلام كيف كانوا قبل البعثة النبوية وكيف صاروا بعدها بفضل أبيها المرسل من الله رحمة للعالمين بأخلاقه العظيمة وصفاته الطيبة ، ثم عرجت بخطابها على منزلة بعلها علي عليه السلام من أبيها المصطفى ودوره العظيم في إقامة دين الله ، ثم ذكَّرتهم ببيعتهم له في يوم الغدير ، وماله من طاعة في رقابهم بها تستسقيم شئونهم ويأمنون على أنفسهم من التفرق والتشرذم ، لكنها لما لم ترَ اذنا صاغية عادت إلى بيتها تجر الحسرة والحزن ، وماهي إلا أيام قليلة وإذا بالقوم جاءوا بالحطب وأشعلوه على باب دارها ، ومن ثَّم هجموا عليها دارها ، بغيتهم أسر بعلها فلاذت خلف الباب رعاية للحجاب ، لما رأوها عصروها وأسقطوا جنينها ولطموها ثم أخرجوا علياً عنوة ملبباً بحمائل سيفه ..

لم تعباً الزهراء عليها السلام بما جرى عليها ، همها الأول أن يعود إمامها سالماً إلى بيته ، خرجت تجر أذيالها وهي تصيح خلوا بن عمي أولأكشف بالدعاء رأسي وأشكو للإله شئجوني ، لولا أن تداركها علي ببعثه لسلمان يخبرها أن أباها بعث رحمة فلا تكن على القوم نقمة لأبادتهم عن آخرهم ..

بقيت عليها السلام شهوراً معدودة صابرة محتسبة على الأذى الذي حلَّ بها حباً وكرامة لإمام زمانها إلى أن قضت شهيدة محتسبة شاكية ما حلَّ بها من قومٍ لم يعرفوا قدرها ، غرتهم الدنيا وزبرجها فأنستهم ذكر الله بعون من الشيطان الرجيم وهوى أنفسهم ، فانقلبوا على أعقابهم وتخلوا عن إمامهم ، مشعلين بما فعلوا ناراً بقي لهيبها مرتفعاً إلى زماننا هذا يأكل الأخضر واليابس مفرقاً كلمة المسلمين وشتتاً شملهم ..

نسأل الله أن يسلك بنا طريق فاطمة ويجعلنا لإمام زماننا مضحون وله فدائيون ، نراه كما رأت الزهراء إمام زمانها أولى بنا من أنفسنا وأهلينا وأموالنا ، لنثبت أننا ارتقينا بحبنا وولائنا لإمام زماننا لمرتبة إنكار الذات وإزهاق الروح

السلام على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما أحاط به علمه وأحصاه كتابه ..

رزقتا الله واياكم شفاعتها ان شاء الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله عمي

وربي يزيد بتوفيقه الكم

تحياتي ياوووورد

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد عدنان الحمامي [ مشاهدة المشاركة ]

رزقتا الله واياكم شفاعتها ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله عمي وربي يزيد بتوفيقه الكم تحياتي ياوووورد

أنت الورد وعطرك يفوح طيباً يمتع النفوس .. تحيااااااااااااااتي لك استاذي