|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .. إنه أليم هو ليوم أليم عاشوراء الحسين أمطرت له السماء دماً غزيراً وبكى له الحجر دماً عبيطاً ، يومٌ هبت فيه ريح سوداء كادت أن تفني الوجود لولا وجود حجة الله وحتى الأرض تزلزلت لكنّها استقرت بدعاء المعصوم .. لم أحتمل سماع فاجعة كربلاء وما جرى على سيد الشهداء من أذى بني أمية اللئام وذلك حينما رأوه حراً أبياً كريماً عزيزاً لايقبل الذل والهوان حاكوا له مؤامرة دنيئة أراد بها الباغي يزيد هتك حرمة بيت الله الحرام بقتله وسفك دمه الطاهر عليه السلام وحينما فشل جيش الجيوش لتبدأ فصول البلاء على سيد الشهداء عليه السلام في اليوم العاشر ومن ثم على عائلته في الأيام المتبقية من شهر المحرم وأيامٍ من شهر صفر وهي كالتالي: منعه من ورود الماء ـ حجر ابن الحتوف ـ مقتل الأحبة والصحاب - السهم المثلث النابت في قلبه ـ جلوس الشمر متربعاً على صدره الحاوي لخزانة علم جده النبي المختار ـ بحز منحره بسيف الحقد ـ حرق خيام أيتامه ونسائه ـ سبي عائلته المكونة من نساء وأطفال وعليل قُيد باالحديد ـ إهانة نسائه وأطفاله بالشهير بهم وإدخالهم في مجالس الطغاة .. أيام مروعة ذاب لها فؤادي وضاقت لها نفسي وبكت لها عيناي واعتلى لها صوتي مدوياً صارخاً نادباً ياااااااااااحسييييييين .. خرجتُ بلا شعور من مجلس العزاء وتوجهت بقلب نازف بدم المصاب إلى شاطئ البحر ، جلست لأُفرغ حزني وألمي في أعماق ذلك البحر ظني أنه سيبتلع همي ويجلي غمي ، وإذا بي أراه بأمواج هائجة كاد بها أن يبتلعني غضباً لاقترابي من ساحله علَّه علم بأني أردتُ أن أفرغ ما أحمله من ألم وحزن في جوفه .. إبتعدتُ بهمي وحزني عن ساحل البحر، بنينما أنا كذلك وإذا بي أرى سمكة عملاقة خرجت من البحر تعدو خلفي ، أسرعتُ الخطى خوفاً من أن تبتلعني وإذا بي أسمعها تقول قف أرجوك ولا تخف ، وقفتُ اقتربت مني ، نادتني بكلام عربي فصيح لِم أنتَ هنا ، أوما علمتَ أن الكون بأسره في هذه الأيام يبكي سيد الشهداء ، قلتُ لها جئت إلى هنا بلا شعور مني ، فلقد وربي فزعتُ من هول ما سمعتُ من مصابٍ جلل أدمى قلبي وأبكى عيني وأذهب لب عقلي ، قالت لي وجئتَ هنا لتُلقي بهمك في بحرٍ ضجت أعماقه بالبكاء بصراخ كلُّ من غاص فيه وسبح فيه على مصاب سليل الهدى ومصباح الأنوار ، أوما علمتَ أن البحر على سعته قد ضاق حزناً على مصاب الحسين وهاج غيظاً بأمواجه على فعل جيش الضلال ولولا حلم الله لأغرق بها الإنس والجان .. سكتت هنيئة ثم إلتفتت إلي قائلة: إن كنت ترجو النجاة فاركب سفينة النجاة وعد بها بدموع همالة وقلب منكسر ونفس حزينة واعقد العزم على سلوك نهج الحسين قولاً وفعلاً وادعو الله أن يوفقك لأن تكون لثأر الحسين آخذاً مع إمام العصر وصاحب الزمان ، واعلم بأن البحر ومن يسبح فيه قد عقد العزم على نصرة الآخذ بثأر الحسين هاهم ينتظرون الفرج كما أنت ليكونوا جنداً لفرج الله في محاربة الطغاة وتطهيرالدنيا من الظلم والجور والرجس الذي آذى المؤمنين منذ بدء الخليقة وإلى هذا الزمان .. ![]() |
![]() |
|
|
|