#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وليّ إلهيّ غائب عن الأنظار
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته إنّ أولياءَ اللهِ - حَسْب نَظَر القرآن - على نوعين: 1- وَليٌّ ظاهرٌ يعرفُه الناسُ. 2- ووَليٌّ غائَبٌ عن أنظارِ الناس لا يعرفُه أحدٌ منهم، وإن كان يعيشُ بينَهم، ويعرفُ هو أحوالَهُمْ وأخبارهم. وقد ذُكر في سورة الكَهف كلا النوعين منَ الأولياء في مكانٍ واحدٍ أحدهما موسى بن عمران عليه السلام والآخر مصاحبُهُ ورفيقهُ المؤقّت، الذي صحِبَه في سَفَره البرّي والبَحْري، ويُعْرَف بالخِضر. إنّ هذا الوليّ الإلَهيَّ كانَ بِحَيْث لم يعرفُه مصاحِبهُ ومرافِقُه النبيُّ موسى وإنّما صاحَبَه ورافقه بتعليمٍ وأَمرٍ من الله، واستفاد من عِلمه خلال مرافَقَته إيّاه كما يقول تعالى: ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا﴾1. ثم إنّ القرآنَ الكريم يُقَدّم شرحاً مفصّلاً عمّا فَعَله هذا الوليُّ الإلَهيّ من أعمال مفيدة، ذلك الذي لم يكن أحدٌ حتى النبيّ موسى عليه السلام يَعرفهُ، ولكن كانوا يَستفيدون من آثار وجوده المبارك ومن أفعاله المفيدة2. إنَّ الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف على غرارِ مرافق النبيّ موسى عليه السلام، وليٌّ غيرُ معروف للنّاس مع أنّه في نفس الوقت منشأ لآثار طيبة للأمّة. أي لا يعرفهُ أحَدٌ منهم مع أنّهم يَستَفيدون مِن بركات وجودهِ الشريف. وبهذا لا تكونُ غيبةُ الإمام المهَديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف بمعنى الانفصال عن المجتمع، بل هو ـ كما جاءَ في روايات المعصومين: ـ كذلك مثل "الشَمس خَلفَ السَحاب لا تُرى عينُها،ولكنها تبعَث الدفءَ والنورَ إلى الأرض وساكِنِيها"3. هذا مضافاً إلى أنّ فريقاً من الأبرار والطيّبين الأتقياء الذين كانوا يَتمتّعون باللياقة والأهليّة للتشرّف بِلقاءِ الإمام المهديّ قد رأوه وَالتَقَوْا به واستفادوا مِن إرشاداته، وعُلُومِه، واسْتفادَ الآخرون من هذا الطريق، من آثارهِ المباركة وبركات وجوده الشريف. . ------------------------------------------- 1- سورة الكهف، الآيتان 65 و 66. 2- راجع سورة الكهف، الآيات 71 ـ 82. 3- الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
09-12-2015, 02:28 PM | #2 |
مديــر عام |
رزقنا واياكم الثواب الجميل ان شاء الله ان شاء الله الشفاعه واياكم يارب ربي ايبارك في جهودكم احسنتم كثيرا |
|
|
|
|