#1
|
|||||||||
|
|||||||||
لامانِعَ لَديّ ، و لكن . . .
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله لامانِعَ لَديّ ، و لكن . . . الأتقياء هم الّذين عَظُم الخالق في أنفسهم فصغرتْ الدنيا في أعينهم ، و أحد هؤلاء هو العالم الرباني الغنيّ الملاّ هادي السبزواري (رحمه الله) ( المتوفى سنة 1289 هـ ) . كانت له من أموال و مزارع ما يخرج منها زكاتها و يوزعها بين الفقراء بنفسه . و كان للفقراء موعد مع هذا العالم عصر كل خميس ، و كان يعقد مجالس حسينية في بيته ثلاثة أيام من آخر شهر صفر المظفر كلّ عام و يدعو اليها الفقراء أولا ، و يدعو ليصعد المنبر كل خطيب حسيني لايرغب الناس في قراءته بسبب صوته ، و ذلك ليعطيه فرصة يمارس دوره بين الناس قربة الى الله و خدمة للخطيب ( المسكين ) ! و بعد الختام يحضر الخبز و المرِ مع اللحم ، فيطعم الحاضرين ، ثم يقدّم لكلّ فقير مبلغاً من المال . في مطلع شبابه لما كان يدرس العلوم الدينية في حوزة مشهد المقدسة ، باع جميع دكاكينه التي ورثها من أبيه فأنفق ثمنها في سبيل الله طلباً لرضاه . و في أواخر عمره باع بعض أملاكه و عالج بثمنها معيشة الفقراء و المحتاجين الذين أحاط بهم القحط و الضائقة المالية . و لو لم تكن الآية الشريفة : ( و ليخشَ الذين لو تَرَكوا ذرّيةً ضِعافاً خافوا عليهم ) تمنعه من إنفاِ جميع ما يملكه لكان قد فعل . و بالفعل لقد سأله بعض : هلاّ أنفقت هذه البقية الباقية و جلست مع العيال صفر اليدين كالدراويش ! أجابهم : لامانع لدي ، و لكن أطفالي يرفضون أن يكونوا دراويش ! اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|