أُهنئ الزهراء ع

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ 6 وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ 7 سورة القصص ..

ها هو ذا الوعد الإلهي قد لاح في الأفق وهاهم المستضعفون في الأرض قد استبشروا وطابت نفوسهم بتنصيب ولي الله القائم بأمر الله الطالب بدماء أولياء الله المقتولين على أيدي لئام خلق الله ..
اليوم يُتوج النور الرابع عشر إماماً بأمر الله يُقيم مشروع الله العظيم الذي عُطل بفعل الظالمين والطغاة والملحدين والجناة العاثين في الأرض الفساد ، اليوم تُشرق شمس الحرية في ربوع الكون بعد سنين تعاقبت خبا فيها شعاع الكرامة واظلمت فيها الحياة بتسلط جهال الأمة على رقاب العباد ..

اليوم يُظهر الله بإمام العصر وقائم آل محمد الدين على الدين كله ليُضيء العقول بنور الإيمان ويُطيب النفوس بحياة خالية من الأكدار لتنبض القلوب بود الله وتُحلق الأرواح في ملكوت الله ..
نعم: اليوم يأذن الله لوليه بالعمل فيما فيه خير الدنيا والآخرة بمشروع عظيم ذو أدوار ثلاثة ، الدور الأول يغيب فيه غيبة صغرى تبدأ من يوم استشهاد أبيه العسكري عليهما السلام ، يُنير فيها الأفكار ويُروض فيها النفوس بعلمه وطِيب صفاته من خلال سفرائه الأربعة ، دامت فيها هذه الغيبة 70 عاماً ، الدور الثاني وكَّل فيه ما يشكل على عباد الله في الفقه والعقيدة إلى العلماء الأعلام بتسديد ورعاية منه عليه السلام ، والدور الثالث يأذن الله فيه له عليه السلام بالظهور لِيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً ..
يطيب لي في هذه اللحظات المباركة أن أُهنئ مولاتي الزهراء بهذا اليوم العظيم الذي فيه تُوج حفيدها المنتظر عجل الله فرجه إماماً وهادياً لمن له قلب سليم وسلاحاً قاطعاً لدابر الجبابرة والكافرين ، أهنؤها وأُفرح قلبها بتنصيب المطالب بحقها والآخذ بثارات أبيها وبعليها وبنيها الطيبين الطاهرين ، وأبشرها بهلاك عدوها الظالم لها والمشعل لنار الفتنة التي طال لهيبها فأحرق قلوب الأحرار جيلاً بعد جيل ، كما يطيب لي أن أُهنئ أخواني المؤمنين وأخواتي المؤمنات ببزوغ نجم الحرية والعزة والكرامة وبدء العد التنازلي لزوال دول الظلم والجور والعدوان ..

صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)