#1
|
|||||||||
|
|||||||||
لا تخشوا شيئا، أنا معكم
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته لا تخشوا شيئا، أنا معكم روى الإمام الراحل (رض) أنه عندما رأى أقدام البعض من الحرس الموكل به ترجف من شدة الخوف، سألهم: لماذا الخوف بهذا الشكل؟ قالوا: نحن أخذنا بهذا الخوف حيث وصل بنا الحد إلى أن الأقدام بات ترجف حقا. فقلت لهم: لا تخافوا شيئاً، أنا معكم، وبذلك جهدا حتى شعروا بالاطمئنان. ويقول الشيخ الجلالي الخميني: عندما اعتقل الإمام الخميني (رض) لأول مرة، توجّهت صوب أحد العلماء الذين يقطنون على مشارف خمين ممن لهم علاقة مع بعض الأجهزة الأمنية حيث اتصل بمدير الشرطة العام لمنحي إذناً للقاء الإمام الخميني، وبالفعل التقيت الإمام الراحل في منزل السيد روغني، وكان ذلك المنزل محاصراًَ، وبعد التحية والسلام سألته عن ظروف اعتقاله، فقال: جاؤوا إلى بيتنا منتصف الليل، وضربوا الباب بأقدامهم فكسروه، ومن ثم دخلوا البيت، فقلت لهم: اذهبوا خارجاً، وأنا ألحق بكم، وبالفعل قمت بارتداء ملابسي، وذهبت إليهم، فأجلسوني على المقعد الخلفي للسيارة متوسطاً اثنين من الحراس المسلحين. وعند انطلاق السيارة تنبّهت إلى أن هؤلاء الحراس ترتعد أقدامهم من الخوف، فسألتهم عن سبب ذلك، فقالوا: أخذنا الخوف، فقلت لهم: لا تخشوا شيئاً، وأنا معكم، وقد بذلت الجهد حتى أراهم في حالة من الاطمئنان. ويروي الشيخ الجلالي الخميني حادثة أخرى بالقول: زرت الإمام الخميني الراحل (رض) بعد خروجه من السجن وكان الوقت قريباً من الظهر، فطلب من بعضنا المكوث معه، فعلمنا أن هناك من الأشخاص على وشك القدوم إلى دار الإمام الخميني، وبالفعل وصل بعد قليل العقيد مولوي الذي كان مديراً لشرطة طهران آنذاك ومعه مدير شرطة قم، فجلسوا في الخارج حتى دخل الإمام (رض)، وكان رئيس الوزراء منصور حينها قد تولّى منصبه توّاً، فقال مدير شرطة طهران للإمام الخميني: نحن جئنا بأمر من رئيس الوزراء لتقبيل أقدامكم، ونخبركم أن رئيس الوزراء طلب السماح منكم للشروع بعمله، لكن الإمام الخميني أجابه بالقول: لا يربطنا عقد إخاء مع أحد من المسؤولين ولا عداء، سنتابع ما يقوم به منصور، فإذا ما تراجع عمله السابق فيمكننا حينذاك النظر لتغيير وجهات نظرنا السابقة، وبخلاف ذلك فإننا سنعمل وفق ما يمليه الواجب. فخاطب مولوي الإمام بالقول: سيّدنا: لقد كان يوم 15 خرداد (5 حزيران) يوماً قاسياً؛ قتل فيه الكثير من المواطنين، لكن الإمام الراحل قال له: من الذي قتل هؤلاء الناس؟ وهل غير نظام الشاه من قام بذلك؟ إنه المسؤول الأول في هذا البلد. ثم طلب الإمام من مدير الشرطة أن يوصل إلى الشاه كلامه حين قال له أخبر الشاه: أنت لا تتورع عن عمل شيء؛ فقد قتلت وضربت وقمت بكل شيء، فماذا بإمكانك أن تفعل من مزيد بعدما ما فعلت؟. لكن مولوي صار يرتجف من الخوف حين قال للإمام: اعطني فرصة كي أكتب ما تقول، فقال له الإمام: اكتب ما تريد. ثم استأذن مدير شرطة طهران في أن يزور الإمام الخميني مرة أخرى لتقبيل يده؟ لكن الإمام رفض ذلك، فقام من مجلسه مغادراً. موقف آخر يذكره الشيخ الجلالي الخميني عن الإمام الراحل، ويقول: إن أحد الأصدقاء تحدّث عن الفترة التي أعقبت وصول الإمام إلى إيران قادماً من باريس، فرأيت في مقبرة الشهداء [جنة الزهراء] التي ذهب إليها الإمام في بداية وصوله إلى إيران شخصاً توجّه صوب الإمام الخميني من بين حشود الناس للقاءه، وكانت الأوضاع حينها غير طبيعية وحسّاسة، ما جعلني أتدّخل لمعرفة السبب وراء ما يقوم به هذا الشخص، لكنه أجابني بالقول: إن لديّ من الأسباب ما لا تعلمها ما يدعوني للقاء الإمام الخميني؛ فقد كنت جندياً أقوم بالحراسة في المدة التي كان فيها الإمام الخميني في السجن إلى جانب صديق آخر موكل بهذا الأمر، ولم يكن حسب الظاهر يعرف الإمام الخميني حين حدّثني بقوله: لقد رأيت من هذا السيّد أشياء عجيبة؛ فهو مشغول بصلاته داخل زنزانته لكني أحياناً لا أراه أمامي، فكنت أفتح باب الزنزانة لأبحث عنه لكني مع ذلك لم أجده، إلا أني أجده بعد قليل وقد عاد إلى مكانه قائماً يصلّي، حتى قدّر لي أن أصبح سجيناً محباً لدى هذا السيّد الجليل خاصة عندما تعرّفت على شخصيته ومن يكون، وأنا قد شاهدت بعيني مثلما شاهد صديقي الذي روى هذا الكلام، فصرت من مريديه حتى تعرّضت إلى التعذيب والأذى ومنها قطع أظافري وهي حتى الآن لم تنبت من جديد. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|