.::||[ آخر المشاركات ]||::.
اخذ مني تحياتي وسلامي --- ميلا... [ الكاتب : خادم خدام الزجيه - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 1 - عدد المشاهدات : 5884 ]       »     خذ مني تحياتي وسلامي -- ولاد... [ الكاتب : سيد عدنان الحمامي - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 3 - عدد المشاهدات : 4821 ]       »     ولادة الامام الرضا ع --- مغرم ... [ الكاتب : سيد عدنان الحمامي - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 5 - عدد المشاهدات : 7180 ]       »     ابوذيات ونعي للأمام جعفر الصاد... [ الكاتب : سيد عدنان الحمامي - آخر الردود : سيد عدنان الحمامي - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 2337 ]       »     ولادة الحسن المجتبى ع [ الكاتب : سيد عدنان الحمامي - آخر الردود : سيد عدنان الحمامي - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 3070 ]       »     اعمل ما يفرح الامام المهدي في ... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 4492 ]       »     الإمام المهدي غيب الله وسره [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 2823 ]       »     الإِمَامُ المَهدِي قَائِدٌ عَا... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 2904 ]       »     بماذا ننتظر الإمام المهدي؟ [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 3001 ]       »     15 شعبان.. مولد الإمام المهدي ... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 2533 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 14938



إضافة رد
#1  
قديم 05-08-2011, 09:13 AM
عضو مميز
نهر العلقمي غير متواجد حالياً
    Male
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 53
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 5181 يوم
 أخر زيارة : 10-10-2013 (10:22 PM)
 المشاركات : 485 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي




اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



الطب الرحماني





الطب الصيني والطب الإسلامي








الكلام للإمام (عليه السلام) : (قلت: هل كان الناس على حال، وهم لا يعرفون الطب ومنافعه من هذه الإهليلجة وأشباهها؟



قال (الطبيب الهندي): نعم



قلت: فمن أين اهتدوا له؟


قال: بالتجربة وطول المقايسة.




فقلت: كيف خطر على أوهامهم، حتى هموا بتجربته؟ وكيف ظنوا أنه مصلحة للأجساد وهم لا يرون فيه إلا المضرة؟ وكيف عزموا على طلب ما لا يعرفون، مما لا تدلهم عليه الحواس؟ قال: بالتجارب.



قلت: أخبرني عن واضع هذا الطب، وواصف هذه العقائد المتفرقة بين الشرق والغرب، هل كان بد من أن يكون الذي وضع ذلك، ودل على هذه العقائد، رجل حكيم، من بعض أهل هذه البلدان؟ قال: لا بد أن يكون كذلك، وأن يكون رجلاً حكيماً، وضع ذلك وجمع عليه الحكماء، فنظروا في ذلك، وفكروا فيه بعقولهم.



قلت: كأنك تريد الإنصاف من نفسك، والوفاء بما أعطيت من ميثاقك، فأعلمني كيف عرف الحكيم ذلك؟



وهبه قد عرف بما في بلاده من الدواء، والزعفران، الذي بأرض فارس، وأتراه اتبع جميع نبات الأرض، فذاقه شجرة شجرة، حتى ظهر على جميع ذلك؟ وهل يدلك عقلك على أن رجالاً حكماء قدروا على أن يتبعوا جميع بلاد فارس ونباتها، وظهروا على تلك الشجرة التي يكون فيها خلط بعض هذه الأدوية التي لم تدرك حواسهم شيئاً منها؟



هبه عرف أنه لا يكون دواء حتى يضم إليه الإهليلج من الهند، والمصطكي من الروم، والمسك من التبت، والدار صيني من الصين، وخصى بيدستر من الترك، والأفيون من مصر، والصبر من اليمن، والبورق من أرمينية، وغير ذلك من أخلاط الدواء التي تكون في أطراف الأرض؟ وكيف عرف أن بعض تلك الأدوية، وهي عقاقير مختلفة، تكون المنفعة باجتماعها، ولا تكون منفعتها في الحالات بغير اجتماع؟



أم كيف اهتدى لمنابت هذا الأدوية، وهي ألوان مختلفة، وعقاقير متباينة، في بلدان متفرقة، فمنها عروق، ومنها الحلوم، ومنها ورق، ومنها ثمر، ومنها عصير، ومنها مايع، ومنها دهن، ومنها ما يعصر ويطبخ، ومنها ما يعصر ولا يطبخ، مما سمي بلغات شتى لا يصلح بعضها إلا ببعض، ولا يصير دواء إلا باجتماعها، ومنها مرائر السباع، والدواب البرية والبحرية وأهل هذه البلدان، مع ذلك متعادون مختلفون، متفرقون باللغات، متغالبون بالمناصبة، ومتحاربون بالقتل والسبي.



أفترى ذلك تتبع هذا البلدان حتى عرف كل لغة، وطاف كل وجه، وتتبع هذه العقاقير، مشرقاً ومغرباً.




آمناً صحيحاً، لا يخاف، ولا يمرض، سليماً لا يعطب، حياً لا يموت، هادياً لا يضل، قاصداً لا يجور، حافظاً لا ينسى، نشيطاً لا يمل، حتى عرف وقت أزمنتها، ومواضع منابتها مع اختلاطها، واختلاف صفاتها، وتباين ألوانها، وتفرق أسمائها، ثم وضع مثالها على شبهها، وصفتها، ثم وصف كل شجرة بنباتها وورقها، وثمرها، وريحها، وطعمها؟




أم هل كان لهذا الحكيم بد من أن يتبع جميع أشجار الدنيا، وبقولها، وعروقها، شجرة شجرة، وورقة ورقة، شيئاً فشيئاً؟



فهبه وقع على الأشجار، والشجرة التي أراد، فكيف دلت حواسه على أنها تصلح لدواء، والشجر مختلف، منه الحلو الحامض، والمر والمالح؟



وإن قلت: يستوصف في هذه البلدان ويعمل بالسؤال: فأنى يسأل عما لم يعاين ولم يدرك بحواسه؟ أم كيف يهتدي إلى من يسأله عن تلك الشجرة، وهو يكلمه بغير لسانه، وبغير لغته، والأشياء كثير؟



فهبه فعل، كيف عرف منافعها ومضارها، وتسكينها وتهييجها، وباردها وحارها، ولينها وشديدها، ومرارتها وحرافتها؟




فلئن قلت بالظن: إن ذلك مما لا يدرك ولا يعرف بالطبايع والحواس. ولئن قلت: بالتجربة والشراب، لقد كان ينبغي له أن يموت في أول ما شرب وجرب تلك الأدوية بجهالته بها، وقلة معرفته بمنفعتها، ومضارها، وأكثرها السم القاتل ‍‍‍.



ولئن قلت: بل طاف في كل بلد، وأقام في كل أمة، يتعلم لغاتهم، ويجرب بهم أدويتهم، يقتل الأول فالأول، حتى لا تبلغ معرفته الدواء الواحد إلا بعد قتل قوم كثير منهم.



فهل كان أهل تلك البلدان، الذين قتل منهم من قتل بتجربته، بالذين، ينقادون له بالقتل، ولا يدعونه أن يجاورهم، وهبهم تركوه، وسلموا لأمره، ولم يتهموه، كيف قوي على خلطها، وعرف قدرها، ووزنها، وأخذ مثاقيلها، وقرط قراريطها؟



وهبه تتبع هذا كله وأكثره سم قاتل، إن زيد على قدرها قتل، وإن نقص عن قدرها نكل. هبه تتبع هذا كله، وجال مشارق الأرض ومغاربها، وطال عمره فيها بتتبعه، شجرة شجرة، وبقعة بقعة، كيف كان له تتبع ما لم يدخل في ذلك من مرارة الطير والسباع، ودواب البحر؟



هل كان بد حيث زعمت، أن ذلك الحكيم تتبع عقاقير الدنيا، شجرة شجرة، وثمرة ثمرة، حتى جمعها كلها، فمنها ما لا يصلح ولا يكون دواء إلا بالمرار، هل كان بد من أن يتبع جميع طير الدنيا وسباعها، ودوابها، دابة دابة، وطايراً طايراً، يقتلها ويجرب مرارتها، كما جرب وبحث عن تلك العقاقير على ما زعمت بالتجارب؟



ولو كان ذلك، فكيف بقيت الدنيا، وتناسلت، وليست بمنزلة الشجر، إذا قطعت شجرة نبتت أخرى؟



وهبه أتى على طير الدنيا التي بحث عنها حتى عرفها، وطلب ذلك من غمرات الماء؟



فإنك مهما جهلت شيئاً من هذا، فإنك لا تجهل أن دواب البحر كلها تحت الماء، فهل يدرك العقل والحواس، على أن هذا يدرك بالبحث والتجارب؟


قال (الطبيب الهندي): لقد ضيّقت عليّ المذاهب، ما الذي أجيبك به؟



قلت: كأني أتيتك بغير ذلك مما هو أوضح وأبين مما اقتصصت عليك ألست تعلم أن هذه العقاقير التي منها الأدوية والمرار، من الطير والسباع، لا يكون دواء إلا بعد الاجتماع؟


قال: هو كذلك؟




قلت (الإمام الصادق) (عليه السلام): فأخبرني كيف حواس هذا الحكيم، وضع هذه الأدوية بمثاقيلها، وقراريطها؟ فإنك من أعلم الناس بذلك لأن صناعتك الطب، وأنت تدخل في الدواء الواحد من اللون الواحد، زنه أربعمائة مثقال، ومن الآخر مثاقيل، ومن الآخر مثاقيل وقراريط فما فوق ذلك ودونه، حتى يجيء بقدر واحد معلوم، إذا سقيت منه صاحب البطنة بمقدار عقد بطنه وإن سقيت صاحب القولنج أكثر من ذلك استطلق بطنه،



والآن كيف أدركت حواسه على هذا؟ أم كيف عرف بحواسه، أن الذي يسقى لوجع الرأس لا ينحدر إلى الرجلين، والإنحدار أهون عليه من الصعود؟ والذي يسقى لوجع القدمين لا يصعد إلى الرأس، وهو أقرب منه؟ وكذلك كل دواء يسقى صاحبه لكل عضو لا يأخذ إلا طريقه في العروق التي تسمى له، وكل ذلك يصير إلى المعدة ومنها يتفرق.




أم كيف لا يستقل منه ما صعد، ولا يصعد منه ما انحدر؟ أم كيف عرفت الحواس هذا؟ حتى علم، أن الذي ينبغي للأذن لا ينفع العين، وما تنتفع به العين، لا يغني من وجع الأذن، وكذلك جميع الأعضاء، يصير كل داء منها إلى ذلك الدواء، الذي ينبغي له بعينه؟




فكيف أدركت العقول والحكمة والحواس لهذا؟ وهو غائب في الجوف والعروق، في اللحم وفوقه الجلد لا يدرك بسمع، ولا ببصر ولا بشم، ولا بلمس، ولا بذوق؟




قال الطبيب الهندي: لقد جئت بما أعرف، إلا أننا نقول: إن الحكيم الذي وضع هذه الأدوية وأخلاطها، كان إذا سقى أحداً شيئاً من هذه الأدوية فمات، شق بطنه، وتتبع عروقه، ونظر مجاري تلك الأدوية، وأتى المواضع التي تلك الأدوية فيها.




قلت الإمام الصادق (عليه السلام): فأخبرني، ألست تعلم أن الدواء كله، إذا دفع في العروق اختلط في الدم، فصار شيئاً واحداً.


قال: بلى.



قلت: أما تعلم أن الإنسان، إذا خرجت نفسه برد دمه، وجمد ؟ قال: بلى.


قلت: فكيف عرف ذلك الحكيم دواءه الذي سقاه للمريض، بعدما صار عبيطاً ليس بأمشاج يستدل عليه بلون فيه غير لون الدم؟




قال: لقد حملتني على مطية صعبة، ما حملت على مثلها قط، ولقد جئت بأشياء لا أقدر على ردها…).




خطبة الإمام الصادق هذا أقوى رد على مزاعم الحزب الشيوعي الصيني في أن ثورتهم الثقافية هي التي قننت قوانين وقواعد طب الصين لكن إذا عدنا إلى أطباء الصين التقليديين، وجدناهم يتعاملون مع هذا الطب بكل جوانبه على أنه من الأسرار الدينية ولا يعلمونه أياً كان إلا بعد أخذ المواثيق المغلظة على حسن التصرف بأصوله وأسراره وذلك لما لهذا العلم من قابلية عظيمة على التحكم بجسم وعقل وروح الإنسان الذي يخضع للمعالجة به. فإذا أدركنا أن طب الصين سر ديني، عدنا إلى فكرة الإمام (عليه السلام) من أن مصدره من السماء على لسان الأنبياء،



بغض النظر عما آل إليه وضع الصينيين حاملي هذا العلم من الشرك وتأليه الأنبياء السابقين وعبادة أصنامهم، لأن هذا المآل أمر مكروه لديهم ولدى غيرهم بالانحراف بالدين بعد مرور عدة أحقاب على وفاة كل نبي جاء برسالة السماء.




وإذا تذكرنا قول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): (اطلبوا العلم ولو في الصين)، فقد يخطر بالبال الإشارة إلى الصين كمثال لبعد الشقة بين المسلم والعلم وقد يكون لها مغزى أكثر من كونها كذلك وأن النبي (صلى الله عليه وآله) يكون أراد لفت نظر المسلمين إلى علم يوجد في الصين وفيه نفعهم سيما وأن كل علم صحيح مرده إلى المصدر الإلهي والى أخبار الأنبياء (عليهم السلام) ولا يستطيع أحد إدعاء اكتشافه عن طريق التجربة والخطأ للأسباب التي فصلها الإمام (عليه السلام) فيما مر علينا قبل قليل.




فإذا قلنا لماذا لم يعلم النبي (صلى الله عليه وآله) أو أحد الأئمة (عليهم السلام) أصول تشخيص ومعالجات طب الصين لأتباعهم أو للمسلمين بشكل عام، يكون الجواب أنهم (عليهم السلام) مطلعون على كل العلوم وكل اللغات بدرجة الإتقان لكنهم إنما علموا الفقه والدين وليس بعيداً عن أذهاننا قول أمير المؤمنين (عليه السلام): (سلوني عن طرق السماوات فإني أعلم بها من طرق الأرض…) لكنه..




بالرغم من ذلك، لم يحرص على أن يعلم المسلمين علوم الفلك لكنه شجعهم على طلب العلم عموماً، وإذا وجدنا الصادق (عليه السلام) يلقن جابر بن حيان علوم الكيمياء فليس لأنه (عليه السلام) لم يكن يتقن غيرها وكذلك آباؤه وأبناؤه لكنه رأى بحكمته أن يوجه هذا المؤمن لطلب وإتقان هذا الاختصاص بالذات.




وهكذا فإن الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) حرصوا على تربية الناس على الدين الصحيح ومعرفة ذواتهم ومعرفة خالقهم وتركا ما دون ذلك لهم يعالجونه حسب استعداداتهم أو كما قيل (كل امرء ميسّر لما خلق له)،



وحين يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف النبي (صلى الله عليه وآله): (… طبيب دوّار بطبه..) لم يكن يقصد طب الأبدان لأن النبي (صلى الله عليه وآله) إنما كان يدور بطب الأرواح ويعالج النفوس وهو القائل (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)



فغاية الرسالة الإلهية مباشرة تهذيب النفوس ثم يأتي علاج الأمراض بما تقتضيه المناسبة ويترك الباقي للناس يباشرونه وهم يعمرون هذه الأرض ويحيون على ظهرها قاطعين هذا المشوار…



مشوار العمر من خلال كفاحهم وكدحهم باتجاه بارئهم (يا أَيُّهَا الإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ







مع خالص تحياتي




 توقيع : نهر العلقمي

يم الضريح أبشوك أوكف يمولاي.. وتخيلك عباس تسكيني الماي

يشفيني مايك زين ويطيب الداي..ورجع ورد مسرور ياسيدي ومولاي


رد مع اقتباس
قديم 05-08-2011, 09:15 AM   #2
عضو مميز


الصورة الرمزية نهر العلقمي
نهر العلقمي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 53
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 10-10-2013 (10:22 PM)
 المشاركات : 485 [ + ]
 التقييم :  10
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف







الطب الرحماني




الداء والدواء في طب الإمام الصادق











لقد أشاد علماء الغرب بفضل الإمام الصادق (عليه السلام) وأثنوا على جهوده في بعث وتسريع وتيرة الحرة العلمية، حتى أن (مركز الدراسات الإسلامية) في ستراسبورغ بألمانيا، قد أعدّ دراسة عن علوم الإمام (عليه السلام) شارك في إعدادها نخبة من جهابذة علماء الغرب من جامعات أمريكا، وفرنسا، وإيطاليا، وإنجلترا، وألمانيا، وسويسرا، وبلجيكا، وبلدان أخرى.



ومقالنا هذا يتناول الخطوط العريضة لإحدى علوم الإمام المتنوعة.. ألا وهو (علم الطب) أملاً في الاستزادة من عطائه العلمي المتدفق.




في مفهوم الإسلام إن الشفاء بإرادة الله تعالى (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) سورة الشعراء: الآية 80، وليس الطب إلا وسيلة لتخفيف الآلام وسبباً للشفاء، لقد ربط تعالى بحكمته بين الأسباب والمسببات، وطلب من الناس أن يأخذوا بالأسباب فيعالجوا ما فيهم من داء، فعن الكافي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): (قال موسى بن عمران يا ربي من أين الداء؟ قال: مني.. قال: فالشفاء؟ قال: مني.. قال: فما يصنع عبادك بالمعالج؟ قال: يطيب ـ وفي نسخة: يطبب ـ بأنفسهم فيومئذ سمي المعالج الطبيب).



قال صاحب القاموس (الفيروز آبادي): إنما سموا بالطبيب لرفعهم الهم عن نفوس المرضى بالرفق ولطف التدبير وليس شفاء الأبدان منهم.




ومع أن الله سبحانه هو الذي أنزل الداء فإنه لرحمته الواسعة أمر عباده أن يلتمسوا أسباب الشفاء. هذا الفهم متفق عليه ولكن ظهر خلاف فقهي بين علماء المسلمين بخصوص التداوي بـ(المحرمات) عند انحصار الدواء فيها:



هل هو جائز أم لا؟



فبعضهم منع ذلك مطلقاً، ومنهم أجازه عند الضرورة، ومنهم من فصل بين التداوي بها للعين وبين التناول فأجاز في الأول ومنع في الثاني. ففي بحار الأنوار عن الكافي عن عمر بن أذينة قال: كتبت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أسأله عن الرجل ينعت له الدواء من ريح البواسير فيشربه بقدر سكرجة ـ وهي القصعة التي يوضع فيها الأكل ـ من نبيذ كيس لا يريد به اللذة إنما يريد به الدواء. فقال (عليه السلام): لا.. ولا جرعة ثم قال: إن الله عزّ وجلّ لم يجعل في شيء ممّا حرم شفاء ولا دواء.




ولكن هناك رواية أخرى تجوّز الدواء من المحرم في معرض العين عند الضرورة. فعن كتاب التهذيب عن هارون بن حمزة الغنوي عن أبي عبد الله (عليه السلام): (في رجل اشتكى عينيه فبعث له بكحل يعجن بالخمر فقال: هو خبيث بمنزلة الميتة فإن كان مضطراً فليكتحل به).




وما ينبغي التنويه عليه أن التحريم سواء كان للدواء أو الغذاء لم يأت في الإسلام عفواً، ولم يصدر منه صدفة، بل لحكمة طبية عالية تنطلق من حرص الإسلام على صحة الفرد وقوته الجسدية ووقايته من الأمراض الفتاكة.



من المعلوم أن الإسلام حرم الميتة والدم ولحم الخنزير، والطب أكد على منفعة هذا المنع كإجراء وقائي، لأن الميتة تضر بالصحة لاحتباس الدم فيه أو تزاحم المكروبات عليها، وحرم الدم ويقصد به الأعضاء التي تحتوي على جيوب دموية كالكبد والطحال. لأن الدم يحتوي على مواد مهيّجة للحساسية في الجسم ترفع ضغط الدم.



من جانب آخر، تورد مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) وصية ذهبية هي: أن ندفع معالجة الأطباء ما اندفع الداء عنا، لأن العلاج بمنزلة البناء قليله يجر إلى كثيره.. عن الخصال عن أبي عبد الله عن آبائه (عليه السلام) قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا يتداوى المسلم حتى يغلب مرضه صحته).. هذه الوصية يكررها الأطباء المعاصرون، فهم يؤكدون بأنّ للدواء مضاعفات جانبية تكون ـ أحياناً ـ في غاية الخطورة على صحة الإنسان، لكونها قد تخلق له أمراضاً أخرى فيجب مراعاة عنصر الضرورة ومسألة الأهم والمهم في تناول جرع الدواء.



جدير ذكره أن الوصفات الطبية التي يصفها الإمام الصادق (عليه السلام) يشكّل الطعام (حبوب أو أعشاب) أبرز عناصرها، وليس ذلك إلا لكون الطعام غذاء ودواء في ذات الوقت، ثم إنه لا يخلّف ـ في الغالب ـ آثار جانبية مضرة على صحة المريض المعالج. وهناك قاعدة صحية أخرى في غاية الأهمية تشير إليها مدرسة الإمام الصادق وهي أن (الحمية رأس الدواء.. والمعدة بيت الداء.. وعوّد بدنك ما تعود)، فهذه المدرسة العالية تقر بأن (الناس لو قصّروا في الطعام لاستقامت أبدانهم). وهذا رأي تجمع عليه جميع المدارس الطبية الحديثة.




وفي هذا الإطار فإن مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) تبدد المفاهيم الخاطئة حول الحمية، فالبعض يعتقد بأن الحمية معناها الانقطاع الكلي عن الطعام أو الشراب وهذا فهم خاطئ. يقول الإمام الرضا (عليه السلام) الذي نهل عن علوم جده الصادق (عليه السلام): (ليس الحمية من الشيء تركه، إنما الحمية من الشيء الإقلال منه).




كما بدد الإمام (عليه السلام) المفهوم الخاطئ السائد آنذاك وهو التداوي بالأدوية المرة المذاق فحسب، وفتح آفاقاً جديدة في صناعة الدواء بتقديمه وصفات طبية حلوة المذاق وتعطي نفس الأثر العلاجي المطلوب.. (عن يحيى بن بشير الفيال قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لأبي: يا بشير بأي شيء تداوون مرضاكم قال: الأدوية المرة. قال: إذا مرض أحدكم فخذ السكر الأبيض فدقه ثم صب عليه الماء البارد واسقه إيّاه، فإن الذي جعل الشفاء في المرار قادر على أن يجعله في الحلاوة).



وفي هذا الصدد نشير إلى نقطة جديرة بالذكر وهي أن الإمام الصادق (عليه السلام) يرى بأن الوصفات المعطاة يجب أن تختلف بحسب الأوقات، فقد يكون الدواء نافعاً في النهار ثمّ يصبح ضاراً في المساء وبالعكس.




عن محمد بن الفضيل النيسابوري عن بعض رجاله عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأله رجل عن الجبن فقال: داء لا دواء له، فلما كان بالعشي دخل الرجل على أبي عبد الله (عليه السلام) فنظر إلى الجبن على الخوان ـ أي السفرة ـ فقال: جعلت فداك سألتك بالغداة عن الجبن فقلت لي أنه الداء الذي لا دواء له والساعة أراه على الخوان؟! قال.. فقال له (عليه السلام): هو ضار بالغداة نافع بالعشي ويزيد في ماء الظهر).




وهكذا فإن الإمام الصادق (عليه السلام) يقسم الدواء تقسيماً رباعياً حسب التقدم الطبي السائد آنذاك، وهو يشير بهذا التقسيم إلى أصول الأدوية في عصره وهي: الحجامة، والحقنة، والسعوط، والقيء.. ينقل مؤلف بحار الأنوار عن الخصال للشيخ الصدوق بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الدواء أربعة: الحجامة والسعوط ـ للأنف ـ والحقنة والقيء.










مع خالص تحياتي



 
 توقيع : نهر العلقمي

يم الضريح أبشوك أوكف يمولاي.. وتخيلك عباس تسكيني الماي

يشفيني مايك زين ويطيب الداي..ورجع ورد مسرور ياسيدي ومولاي



رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
سعودي كول