#1
|
|||||||||
|
|||||||||
أحرم للقاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله عى محمد وآله الطاهرين جميل أن يرحل الإنسان عن هذه الدنيا وقد خُتمت أعماله بالخير وحلقت روحه في ملكوت الباري ونفسه تطيبت بطيب الذكر له وأحرمت عن ملذات لحياة مباحها فضلاً عن محرمها ، قد تزينت بلباس التقوى بعد أن خلعت مخيط الثياب واغتسلت من أردان الدنيا وطافت ببيت الله الحرام ، عاقدة العزم على لقاء ربها بسعيها الحثيث بين الصفا راغبة بذلك في تصفية ما علق بها من حب الدنيا ، وبين المروى لترتوي بذكر الله والتقرب إليه بالمناجاة نعم ما أجمل هذه الخاتمة التي فيها قد طلق الإنسان الدنيا وتهيأ للقاء الله بنفس مطمئنة بعد أن طهرها من أردان الشيطان التي علقت بها وعطرها بذكر الرحمن لتفوح بعبير الود للقائه ، وتزهو بفرحة الحب للوصول إليه ، لتنعم بغفران الذنوب ومضاعفة الأجر لتخرج بعدها من هذه الحياة وقد صارت إلى روح وريحان وجنة ورضوان وهذه الخاتمة الطيبة قد نالها أحد المؤمنين الذين كتب الله لهم حج بيته الحرام في هذا العام حيث تهيأ للقاء الله بنفس صفاها من كل ما يشوب باغتساله في ميقات هيأه الله لغسل الأبدان من الشوائب والنفوس من الآثام ثم لبس ذلك اللباس الذي هيأه للقاء ربه بعد أن نزع لباس يحوي زينة هذه الحياة ونطق بالتلبية لله عاقداً العزم على لقائه ، لم يعبأ بزينة هذه الحياة ، فقد طلق من خلال تلبيته لخالقه المال والأهل والبنين ، وسار بخطىً حثيثة إلى أن وصل إلى بيته العتيق معتمراً فطاف سبعاً وسعى سبعاً وقصر وانتظر لحظة الوقوف بين يدي الله في عرفات الرحمة ، فلم يُسعفه الحظ لذلك حيث أُصيب بعلة جعلته طريح الفراش في مشفى من مشافي مكة المكرمة ولم تمضي إلا ساعات وإذا به يلفظ أنفاسه الأخيرة ، في أطهر بقعة وأشرف مكان ، ليختم حياته بعمل أخلصه لله وفي بقعة شرفها الله بأن جعلها مهوى أفئدة المؤمنين وقبلتهم التي يتوجهون إليها في صلواتهم أينما كانوا ، فما عسى أن يكون مصيره ، فقد عمل لأكرم الأكرمين الذي يعطي من هو بعيد عنه فكيف بمن هو قريبٌ منه وفي بيته الذي تُغفر الذنوب جميعاً وتُستبدل بالحسنات ، هذا وربي سيكون مصيره الفوز والفلاح برضوان الله والدخول مع عباد الله الصالحين في جنات الله الخالدة ونعيمه المُقيم نعم إنها لخاتمة حسنة لهذا المؤمن وإن كان قد أفجع قلوب أهله وأحبته الذين ما إن جاءهم خبر موته إلا وضاقت الدنيا بأعينهم واغتمت بذلك نفوسهم وبدا الحزن واضحاً على وجوههم ، وأخذ البعض منهم يلطم على وجهه ويخمش خديه بأظافره أسفاً على رحيله فقد كان بينهم قبل أيام بصحة جيدة وغاب عنهم راجين بذلك عودته غانماً بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور لتقر به عيونهم وتفرح به نفوسهم ، وإذا بهم يتفاجأون بغيابه عنهم غياباً لا رجعة فيه إليهم ، ليتهيأوا للعزاء على فقده ويعقدوا مجلس التأبين على موته ، فقد أثكل أمه وزوجته وأيتم عياله ، ليكونوا بعده بلا خيمة تؤيهم عن بلايا هذه الدنيا ، متأملين أن يمن عليهم الرحمن بتهيئة من له نفسٌ طيبة من أهلهم وذويهم لأن يكون قيماً عليهم يرعى شئونهم ويحفظ ما تركه لهم أبوهم من حطام هذه لدنيا ، ويُعينهم على العيش الرغيد إلى أن يكونوا مهيأهين للإعتماد على أنفسهم حينها يسلمهم الأمانة ويرجو الله العافية فإنا لله وإنا إليه راجعون نسأل الله الرحمة والمغفرة والخلود في جنانه مع الأنبياء والأولياء والصديقين والشهداء ، كما نسأله أن يختم لنا بمثل هذه الخاتمة لنكون من الله قريبين وإليه منيبين وللقائه متهئين وللدنيا مطلقين ، فما أجملها من خاتمة وُفق لها هذا المؤمن ليصل بها إلى درجة الشهداء الذين عملوا لله وجاهدوا في سبيله فتشحطوا بدمائهم واستمتعوا بلقاء ربهم على أيدي الظالمين صــ آل محمد ــداح |
11-07-2011, 02:43 PM | #2 |
مديــر عام |
بالتوفيق ان شاء الله احسنت وجعل الله لكم العافيه على الدوام لتواصلون هذا المشوار النبيل في خدمة محمد وال محمد ص صداح آل محمد لكم منا دعاء بالعافيه والتوفيق في خدمة الزهراء وبنيها ع احسنتم واحسن الله اليكم |
|
11-08-2011, 01:11 PM | #3 | ||
عضو مميز
|
بارك الله فيك وفي تألقك الدائم بكلماك الزهية عزيزي
أبا قحطان لك ودي وتحيتي |
||
|
11-10-2011, 01:08 AM | #5 | ||
عضو مميز
|
مروركِ الأجمل وكلماتكِ الأروع وشراقتكِ الأبهى عزيزتي نورجهان بارك الله فيكِ وفي زينة ردودكِ لكِ ودي |
||
|
|
|
|