#1
|
||||||||||
|
||||||||||
- الحسين بن علي عليهما السلام قدوة الأمراء
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف والعن اعدائهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - الحسين بن علي عليهما السلام قدوة الأمراء هو الإمام المعصوم الثالث، تولى إمامة وقيادة الأمة الإسلامية بعد شهادة الإمام الحسن (ع) إلا أن موت معاوية أدى إلى وجود ظروف خاصة سيطرة على المجتمع الإسلامي حيث بدأ الاستهزاء بالقيم الإلهية بشكل علني وهذا يعني أن الإمام (ع) أصبح يعيش موقعاً جديداً. أما يزيد الذي تولى الخلافة بعد أبيه كان يعتبر أن الإمام الحسين (ع) هو المانع والعقبة الوحيدة التي تقف أمامه، لذلك كان على استعداد لقتل الإمام وقد كتب إلى والي المدينة: "خذ البيعة من الحسين... وإن أبى فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه". في الجهة المقابلة لم يكن الإمام الحسين (ع) ذاك الشخص الذي يذعن لبيعة الذل لأن الخلافة محرمة على آل أبي سفيان وقد نقل عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "ولقد سمعت جدي رسول الله يقول: الخلافة محرمة على آل أبي سفيان" والإمام الحسين (ع) لم يهرب قط من تحمل مسؤوليته وقد عبر عن رأيه بأجمل العبارات وأكثرها حماساً عندما قال: "لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرّ منهم فرار العبيد". "لو لم يكن في الدنيا ملجأ ومأوى لما بايعت يزيد ابن معاوية". "فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برم". "ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة". كان الإمام الحسين (ع) يدرك أن الشهادة أمر قطعي وأن يزيد لن يدعه وشأنه. لذلك يقول في الجواب على محمد بن الحنفية: "يا أخي! لو كنت في بطن صخرة، لاستخرجوني منها فيقتلوني". وكان ذلك واضحاً للإمام (ع)حيث يقول في الجواب على أم سلمة: "يا أماه قد شاء الله عزَّ وجلَّ أن يراني مقتولاً مذبوحاً ظلماً وعدواناً وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مشردين وأطفالي مذبوحين مظلومين مأمورين مقيدين وهم يستغيثون فلا يجدون ناصراً ولا معينا". وكان الإمام (ع) يرى الإسلام وهو في الرمق الأخير وهو مبتلى بكافة الأمراض المهلكة وأنه سيستشهد لا محالة، وأن إحياء وتجديد دين الله يحتاج إلى دمائه، إلا أنه كان عليه التخطيط جيداً كي لا يذهب دمه هدراً. وقف الإمام (ع) أمام الله تعالى مسلماً لمشيئته إلا أنه لم يسلم للحاكم. الإمام الحسين (ع) في حركته أتم الحجة لأنه الإمام والحجة ومن وظائفه إتمام الحجة، لذلك نرى الإمام الحسين (ع) لم يترك فرصة أو مناسبة إلا ودعا الناس إلى الحق وتحدث أثناء الطريق مع أشخاص كثر أمثال "عبد الله بن الحر الجعفي" وغيره وكتب الرسائل إلى البعض وطلب منهم المساعدة، حتى أنه في ساحة المعركة وقف مراراً مخاطباً أعداءه، وخاطب عمر بن سعد على الرغم من أن هذه المحاولات لم تأتي ثمارها. وكل ذلك واضح في خطب الإمام في كربلاء. الواضح أن الإمام أراد القيام بوظيفته ألا وهي إتمام الحجة على الجميع، حتى على الأصحاب، لذلك كان يدعوهم إلى الاستفادة من ظلام الليل والابتعاد عن الخطر. ولعل من أبرز خصائص الإمام الحسين (ع) الأخرى مع اطلاعه الكامل على مستقبل حركته، إنه لم يكن طالباً للحرب، بل كانت حركته تقابل ما يقوم به الأعداء. فالإمام لم يبدأ الحرب، لذلك قال: "ما كنت لأبدأهم بالقتال". من جهة أخرى لم يكن هناك أي تناسب بين جبهتي الحق والباطل. ولم يكن هناك أي تساوي من جهة القوى البشرية والإعلامية، والاجتماعية، و... من هنا كان على الإمام (ع) أن يصحب معه أفضل الأشخاص وقد اتضح بعد حادثة عاشوراء أن نصف تلك الرسالة الإلهية للإمام الحسين (ع) قد وقعت على عاتق الحسينيين والنصف الآخر على عاتق الزينبيات. أطيب الامنيات لكم مني مع نقلتي أختكم نورجهان |
|
|
|