#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الليلة الثامنة: مجلس شهادة القاسم بن الحسين عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته نَاهِيكَ بِالقَاسِمِ ابْنِ المُجْتَبَى حَسَنٍ كَأَنَّ بِيضَ مَوَاضِيهَا تُكَلِّمُهُ لَوْ كَانَ يَحْذَرُ بَأْسَاً أَوْ يَخَافُ وَغًى مَا عَمَّمَتْ بَارِقَاتُ البِيضِ هَامَتَهُ أَلَا غَدَاةَ رَأَتْهُ وَهْوَ فِي سِنَةٍ وَتِلْكَ غَفْوَةُ لَيْثٍ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ فَخَرَّ يَدْعُو فَلَبَّى السِّبْطُ دَعْوَتَهُ تَقَشَّعَتْ ظُلُمَاتُ الخَيْلِ نَاكِصَةً وَإِذْ بِهِ حَاضِنٌ فِي صَدْرِهِ قَمَراً وَافَى بِهِ حَامِلاً نَحْوَ المُخَيَّمِ والـ تَخُطُّ رِجْلاهُ فِي لَوْحِ الثَّرَى صُحُفاً مُزَاوِلِ الحَرْبِ لَمْ يَعْبَأْ بِمَا فِيهَا غِيدٌ تُغَازِلُهُ مِنْهَا غَوَانِيهَا مَا انْصَاعَ يُصْلِحُ نَعْلاً وَهْوَ صَالِيهَا فَاحْمَرَّ بِالأَبْيَضِ الهِنْدِيِّ هَامِيهَا عَنِ الكِفَاحِ غَفُولُ النَّفْسِ سَاهِيهَا مَا نَالَهُ السَّيْفُ إِلَّا وَهْوَ غَافِيهَا فَكَانَ مَا كَانَ مِنْهُ عِنْدَ دَاعِيهَا فُرْسَانُهَا عَنْهُ وَانْجَابَتْ غَوَاشِيهَا يُزَيِّنَ الطَلْعَةَ الغَّراءَ دَامِيهَا آمَاقِ فِي وَجْهِهِ حُمْرٌ مَجَانِيهَا الدَّمْعُ مُنْقِطُهَا وَالقَلْبُ تَالِيهَا (شعبي) طلعت صارخة العيله ويمَ جاسم غدت داره وحده تشم وجناته ووحده تقلب اكثاره وأمه شابكة العشرة ودمع العين يتجارى (أبو ذية) ضلع حسين على الجاسم محنى يا عمي بموتتك زادت محنة شاله حسين وبدمه محنى آه حال شلون حال أمه الزكيَّة تقول الرواية: إنّ القاسم بن الحسن المجتبى عليه السلام كان واقفاً يوم عاشوراء في بقيّة من بقي مع الإمام عليه السلام. فبعض الروايات تذكر أنّه استشهد قبل عمّه العباس وأخرى تذكر أنّه استشهد بعد عمّه وعلى أي حال هو لبَّى نداء عمّه الحسين عليه السلام عندما سمعه ينادي: ألا هل من ناصر ينصرنا؟ ألا هل من ذابٍّ يذبُّ عنّا؟ ألا هل من مغيث يغيثنا؟ فتحرّكت الروح القتاليّة روح الفداء في القاسم فجاء إلى عمّه يقول: يا عم، إئذن لي في البراز، قال له عليه السلام: بني قاسم أنت الوديعة من أخي، أنت العلامة، فلم يزل القاسم يقبِّل يدي عمّه فقال له عليه السلام: أراك تمشي إلى الموت برجليك، فقال القاسم: وكيف لا يمشي إلى الموت من يراك لا ناصر لك ولا معين ألست تنادي هل من ناصر ينصرنا؟ يا عمّاه نفسي لنفسك الفداء، وروحي لروحك الوفاء يا عمّاه إئذن لي في البراز لا طاقة لي على البقاء. وهنا احتضنه الحسين عليه السلام وأخذ يبكي بكاءً عالياً وكأنّي به ينادي: وا أخاه واحسناه، فتجدّدت الأحزان على أبي عبد الله عليه السلام لأنّه لا يودّع شاباً فقط وإنّما يودّع شبيه الحسن المجتبى عليه السلام. وقبل أن يبرز إلى القتال قال له الإمام عليه السلام: ولدي قاسم إليَّ إليَّ فجاء به إلى خيمة الحسن المسموم عليه السلام، إلى صندوق فيها، وهذا الصندوق فيه ودائع الإمام الحسن عليه السلام وملابسه ولامته الحربيّة فأخرجها الإمام عليه السلام وألبسها للقاسم، ثمّ قال: ولدي قاسم ابرز، فبرز وهو يقول: إنْ تُنْكِرُونِي فَأنَا نَجْلُ الحَسَنْ سِبْطُ النَّبِيِّ المُجْتَبَى وَالمُؤْتَمَنْ هَذَا حُسَيْنٌ كَالأَسِيرِ المُرْتَهَنْ بَيْنَ أُنَاسٍ لَا سُقُوا صَوْبَ المُزُنْ فأخذ يقاتل القوم حتّى قتل منهم مقتلة عظيمة، آجركم الله، فانقطع شِسْعُ نعله فأهوى إليه ليصلحه، قال حميد بن مسلم: خرج علينا القاسم ووجهه كفلقة قمر طلع، وقد انقطع شسع نعله ولا أنسى أنّها اليسرى فأهوى إلى نعله ليصلحه، وكان عمر بن سعد بن نفيل الأزديّ إلى جانبي قال: والله لأشدَّن على الغلام ولأثكلنّ به أمه، فشدَّ على الغلام حتّى ضرب القاسم وهو يصلح نعله، ضربه بالسيف على رأسه ففلق هامته فخرّ إلى الأرض صريعاً ينادي: عليك منّي السلام يا عمّاه، أدركني، فجاء الحسين حتّى وقف عنده وإذا بالقاسم يفحص بيديه ورجليه وهو يرفرف كالطير المذبوح، رحم الله من نادى: (واقاسماه، واشهيداه، واسيّداه) فقال له الحسين: بني قاسم عزّ على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا يعينك، أو يعينك فلا يغني عنك شيئاً، ثمّ نادى: هذا يوم والله كثر واتره وقلّ ناصره. بكه وناداه يا جاسم اشبيدي يريت السيف قبلك حز وريدي هان إلكم تخلوني وحيدي وعلى خيمي يا عمي القوم تفتر يقله يا سلوتي وبدر ليلي يا نور العين يجاسم إحكي لي يا عمي ونِّتك بددت حيلي وطود الصبر لمصابك تهدم يقول المؤرّخون: نزل الحسين عليه السلام إلى القاسم فاحتمله على صدره، وكانت رجلا القاسم تخطّان في الأرض، لماذا؟ لأنّ مصيبة القاسم هدَّت ركن الحسين عليه السلام فانحنى ظهر الحسين لمصيبة القاسم، جاء به الإمام عليه السلام وألقاه في خيمة الشهداء من أهل بيته ثمّ خاطب الشهداء: صبراً على الموت يا بني عمومتي، لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم. جابه ومدده ما بين أخوته وبكى عدهم يويلي وهم موتى بس ما سمعن النسوان صوته اجت رمله تصيح الله أكبر مبارك بين سبعين ألف جابوك بدال الشمع بالنشاب حنوك عن الحنه بدم الراس حنوك على راسك ملبس نبل جابوك (أبو ذية) ردتك ما ردت دنيا ولا مال تحضرني لو وقع حملي ولا مال يجاسم خابت ظنوني والأمال عند الضيق يبني قطعت بيه ربيتك وعيني عليك تربي ويحسب بيك ليل نهار قلبي يجاسم بيش أوقد بعد دربي وضوء عيني طفاها الدهر واظلم مَا كُنْتُ آمُلُ أَنْ أَبْقَى وَأَنْتَ عَلَى حَرِّ الصَّعِيدِ ضَجِيعَ الصَّخْرِ والحَجَرِ اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|